9-3-2024 | 09:56
أحمد فاخر
الصيام مفيد جداً للجهاز البولي بشكل عام، ولكن تكمن المشكلة عند المصريين في الإفطار وليس الصيام، فمائدة الإفطار في رمضان أحياناً ليست صحية بالمرة، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من البروتينات والسكريات، مما يسبب ضرراً كبيراً على صحة الإنسان وبخاصة الكلى.
في البداية يؤكد الدكتور محمد محمود زهران أستاذ جراحة المسالك البولية أن أجسام المصريين تحتوي على جينات معينة تزيد من نسب تكون الحصوات لديهم، حيث إن 30 % من أجسام المصريين لديها قابلية لتكوين حصوات، ولأن ذلك يعتبر أمراً واقعاً، فأضعف الإيمان أن نتجنب المأكولات التي يمكن أن تسبب تكون حصوات داخل الجهاز البولي، وهناك ثلاثة أنواع للحصوات:-
• حصوات من حامض وأملاح الأوكساليت، وهي تنتشر في الولايات المتحدة نتيجة كثرة تناولهم للحلويات والسكريات والآيس كريم.
• حصوات حامض البوليك، والتي تنتشر في أوروبا بسبب حبهم لتناول الأطعمة المليئة بالبروتينات بأنواعها.
• حصوات حامض الفوسفات، وتنتشر في دول الشرق مثل الهند نقص الفيتامينات في الجسم.
ونستنتج من ذلك أن تكوين الجسم للحصوات المختلفة يعتمد بشكل أساسي على نوع الأطعمة التي يتناولها باستمرار، أما مائدة الإفطار في مصر خلال رمضان تحتوي على كل تلك العناصر مع بعضها من سكريات وبروتينات نباتية وحيوانية بشكل يومي طوال الشهر، فالسلوكيات الخاطئة عند المصريين في تجهيز وجبة الإفطار الرمضانية تزيد من نسب تكوين أجسامهم للحصوات بأنواعها، وما يزيد أيضاً من معدل الإصابة هو طول ساعات الصيام، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الأملاح في الجسم بسبب قلة المياة.
وبالتالي هناك حالات مختلفة للمصابين بحصوات الكلى:-
• المصاب بحصوات تسبب له ألماً شديداً يضطرنا لإجراء عملية سواء جراحية أو بالمنظار أو تفتيت تلك الحصوة، وفي تلك الحالة يجب عليه أن يأخذ إجازة من الصيام لمدة أسبوع أو عشرة أيام لإجراء تلك العملية لاستعادة صحته مرة أخرى وتعويض تلك الأيام بعد انتهاء الشهر الكريم.
• أما المريض الذي قام بالفعل بإجراء عملية للتخلص من حصوة قبل حلول شهر رمضان بشهر أو شهرين، فهو للأسف معرض للإصابة بحصوات أخرى، ولا نحرمه من أداء فريضة الصيام، ولكن نطلب منه توخي الحذر وتنظيم الأطعمة مع الابتعاد بقدر الإمكان عن كل من البروتينات مثل اللحوم الحمراء الداكنة، بالإضافة للبقوليات بشكل عام والفول بشكل خاص الذي يحتوي على كتل من الأملاح، لذلك فهو من أهم البروتينات المسببة للحصوات، إضافة إلى تجنب السكريات الغنية بالأوكسالات مثل العصائر والمياه الغازية والمربات والخشاف وقمر الدين والكنافة والقطايف والسكريات، مع شرب كميات كبيرة من المياه الصافية التي تكفي لإنتاج ما لا يقل عن 2.5 لتر من البول يومياً .
• عضو الأسرة التي تم إصابة أحد أفرادها سابقاً بحصوة في الكلى أو الحالب أو لها تاريخ وراثي في تكوين حصوات، عليه أن الصيام بشكل طبيعي، ولكن يقلل من تناول كل من البروتينات والسكريات المذكورة كنوع من الوقاية من تكون حصوات بسبب بعض الجينات الوراثية.
كما أن شهر رمضان يعتبر من أفضل شهور السنة للمصابين بتضخم في البروستاتا، لأن المعدة تظل خاوية أغلب فترات النهار، مما يقلل من ذلك التضخم، وعادة ما يأخذ قرصا واحدا يومياً بعد الإفطار للسيطرة على هذا التضخم باقي ساعات اليوم، كما أن الصيام في حد ذاته ليس ضاراً للجسم، ولكن عاداتنا السيئة في تناول وجبتي الإفطار والسحور هي التي تعود علينا بالأمراض والمشاكل الصحية المختلفة، لذلك يفضل ألا تختلف مائدة إفطار رمضان عن مائدتنا العادية في باقي أيام السنة، مع الاهتمام بتناول الكثير من المياه بقدر الإمكان، لنتقي شر الإصابة بمشاكل في الجهاز البولي نحن في غنى عنها.
أما عن أسباب تكون حصوات الكلى يوضح الدكتور أشرف مشرفة أستاذ المسالك البولية بجامعة القاهرة أن الكلى مسئولة عن إخراج الأملاح الزائدة عن حاجة الجسم مثل أملاح الكالسيوم والفوسفات واليوريك آسيد في صورة سائلة مع البول، فإذا كانت كمية الأملاح المراد إخراجها من الجسم أعلى من درجة تشبع البول بها، سوف تبدأ في الترسب داخل الكلى على هيئة كريستالات ملح ،والتي تتجمع مع بعضها البعض لتكون النواة الأولى للحصوة، وبمرور الوقت تبدأ تلك الحصوة في التضخم لتؤدي إلى الآلام التي يطلق عليها البعض مصطلح «كريزة الكلى»، والتي يعتبرها المرضى من أسوأ أنواع الآلام التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان خلال حياته.
أما عن أعراض تكـوّن حصوات الكلى يشير الدكتور طارق فياض أستاذ الأمراض الباطنة والكلى بأنها: التبول على فترات متقاربة، والآلام المصاحبة للتبول والدم في البول، والقيء، والمغص الكلوي بالإضافة لآلام في الظهر وجانب الجسم، وللأسف ليست جميع الأسباب التي تؤدي للإصابة بحصوات الكلى معروفة ، ولكن من أهمها هو عدم اتباع نظام غذائي صحي سليم عن طريق قلة تناول الماء وزيادة الأملاح في الطعام، وهناك بعض الأسباب الأخرى مثل ضيق الحالب أو بعض الأمراض النادرة التي تصيب الإنسان مثل الزيادة في إفراز الهرمون من الغدة الجار درقية والمسئولة عن تنظيم الكالسيوم في الدم.
التشخيص: تشخيص الحصوات يتم عن طريق إجراء بعض الأشعة والتحاليل، مثل تحليل البول ، والذي يظهر فيه تحت الميكروسكوب غالباً دم أو كريستالات، وهناك أيضاً الموجات الصوتية التي يظهر فيها احتقان حوض الكلى، ويمكن أن توضح شكل الحصوات، وأيضاً هناك الأشعة المقطعية التي تعتبر أكثر وسائل التشخيص دقة، حيث يتم على أساسها تحديد خطة العلاج، وهناك حالات يتم اللجوء فيها لأشعة (X) بالصبغة، أما إذا كان عدد الحصوات كبيراً أو تكونت الحصوات بشكل متكرر عند نفس الشخص، يفضل عمل مجموعة من التحاليل للهرمونات ووظائف الكلى لاستبعاد الأسباب المحتملة لتكون الحصوات، وبناء على نتائج تلك التحاليل وحسب حالة المريض يقرر الطبيب ما إذا كان المريض يجب أن يتم منعه من الصيام لحاجته الضرورية لشرب الماء أم يمكن له أن يتحمل العطش طوال النهار دون التأثير بشكل سلبي على الكلى.