30-3-2024 | 10:59
أماني عزت
السكري والضغط من الأمراض المزمنة التي تؤرق المرضى، خصوصا في حال عدم الالتزام بتعليمات الأطباء .
ومع حلول شهر رمضان كل عام، يواجه مرضى السكر والضغط تحديات لضمان صيام آمن ، لذلك سوف نسأل الخبراء عن الطرق المثلى لتعامل مرضى السكر والضغط مع أطعمة وحلويات الشهر الفضيل.
يقول الدكتور هشام الحفناوي أستاذ أمراض الغدد الصماء والسكر: إن هناك معتقدات خاطئة كثيرة تحيط بمرض السكر، وهذا نتيجة لقلة الثقافة الصحية لدي البعض ، حيث إن هناك 14 % من المواطنين لديهم سكر ولا يعلمون و25 % من الشعب المصري لديهم الاستعداد للإصابة بمرض السكر.
وتابع أن مريض السكر في رمضان يواجه تحديات خاصة ، حيث معظم المرضي يصرون على الصيام في شهر رمضان ومن أهم المخاطر التي يتعرض لها المريض الصائم في رمضان نقص السكر في الدم، والتي قد تؤدي في بعض الأحيان إلي الوفاة ومن أعراضها العرق والإرهاق ، والزغللة وعدم التركيز، وقد يحدث العكس يرتفع السكر في الدم، ويؤدي إلي إصابة المريض بغيبوبة، ومن أعراض ارتفاع السكر الإحساس بالعطش ،الصداع ،التبول المتكرر، وهذا يحدث غالبا بعد الإفطار والسحور بالإضافة إلي إصابة المريض بالجفاف وزيادة احتمالية التجلطات في الدم.
وأكد الحفناوي أن السكر من الأمراض التي نخاف من مضاعفاتها ، لأنها خطيرة تتمثل في أمراض العيون، والتي قد تؤدي إلي فقدان البصر وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض اللثة التي قد تؤدي إلي فقدان الأسنان بالإضافة لأمراض الكلي وتلف الأعصاب وكثرة الالتهابات والقدم السكري.
وأوضح د. هشام الحفناوي أن هناك نوعين من السكر النوع الأول والذي كنا نطلق عليه سكر الأطفال، ويظهر هذا النوع فجأة بدون مقدمات ولم يتوصل لعلاج نهائي له حتى الآن ، ويجب على المريض أن يأخذ جرعات محددة من الأنسولين، أما النوع الثاني فهو يصيب 90 % من مرضي السكر وهو عادة يأتي نتيجة التغذية غير السليمة أو التقدم بالعمر أو الإصابة مسبقا بسكر الحمل وتتضمن أعراض السكر الثاني التبول المتكرر، العطش ، خسارة شديدة في الوزن والرؤية غير الواضحة والزغللة.
وأكد أن مريض السكر لا يجب أن يقرر الصيام من نفسه ، حيث لابد من استشارة الطبيب لأنه من يحدد هل المريض يستطيع الصيام أم أن الصيام يهدد حياته، فمرضي السكر من النوع الأول الذين يأخذون أنسولين ممنوعون من الصيام، أما المرضي من النوع الثاني يستطيعون أن يصوموا، ولكن دون بذل مجهود، ولا يجب تناول الحلويات إلا بعد صلاة التراويح لتعويض الطاقة المبذولة، ويجب شرب العصائر الطبيعية بدلا من العصائر المحلاة والآن أصبح لدينا أدوية السكر الجديدة التي لا تحفز البنكرياس على إفراز الأنسولين إلا بعد الأكل وهذا شبيه بالنظام الطبيعي.
وينصح الحفناوي مريض السكر الصائم بشرب ماء كثير قبل الأكل وعصائر طبيعية، والبعد عن المشروبات المحلاة وبعدها نبدأ بتناول ثمرة فاكهة ولا يفضل أكل البلح ثم يقسم المريض الطبق إلي أربعة: ربع خضراوات وربع سلاطة وجزء للحمة أوالدجاج أو الفول والعدس وآخر جزء هو نشويات، ويفضل أن تكون النشويات بها ردة ولا تزيد علي 4 ملاعق أرز أو بطاطس كبيرة ويجب تجنب المقليات بكافة أنواعها ويأتي دور الحلويات، ويفضل أن تؤكل بعد صلاة التراويح وتكون حجمها 5سم×5 سم مثل علبة الكبريت فالإنسان يفقد إحساسه بمتعة الأكل بعد 3 قطمات ويجب أن أصبر على المعدة من 15-20 دقيقة حتى يستثار مركز الشبع في المخ.
ومن جانبه يقول الدكتور حسني سلامة أستاذ أمراض الباطنة: إن في شهر رمضان ومع تغيير العادات الغذائية والنظام اليومي يتأثر ضغط الدم بشكل كبير فقد يتسبب الصيام في انخفاض ضغط الدم سواء للأشخاص الطبيعية أو مرضى ضغط الدم المرتفع، لأن الجسم يكون في حالة من الراحة بعد هضم طعام السحور وتسترخي الأوعية الدموية ما يسبب انخفاض ضغط الدم، وقد يحدث اضطراب في معدل ضربات القلب لدى بعض الأشخاص، لذا من المهم متابعة الطبيب قبل البدء في الصيام خاصة إذا كان الشخص يعاني بالفعل من انخفاض ضغط الدم وعادة ما ينخفض ضغط الدم عن المعدل الطبيعي بعد تناول الطعام ، لأن الجسم يوجه مزيدا من الدم إلى المعدة والأمعاء الدقيقة و في الوقت نفسه تضيق الأوعية الدموية البعيدة عن الجهاز الهضمي وينبض القلب بقوة أكبر وأسرع ليحافظ على تدفق الدم إلى المخ والأطراف.
أما إذا لم تستجب الأوعية الدموية والقلب بشكل صحيح ينخفض ضغط الدم في كل مكان باستثناء الجهاز الهضمي وهذا ما يسمى انخفاض ضغط الدم بعد الأكل، وقد يؤدي انخفاض ضغط الدم بعد الأكل إلى دوار أو دوخة وقد يصل للإغماء، وألم في الصدر واضطراب الرؤية والغثيان.
ويوضح حسني أنه قد يرتفع ضغط الدم في رمضان نتيجة بعض العادات الغذائية واليومية، والتي منها نتيجة تناول الأطعمة الدسمة والمقلية التي تعمر بها المائدة الرمضانية، وترتبط زيادة الوزن بارتفاع ضغط الدم، فكلما زاد الوزن زادت كمية الدم التي يحتاجها الجسم لتزويد الأنسجة بالأكسجين والمواد المغذية ومع زيادة كمية الدم المتدفقة عبر الأوعية الدموية يزداد الضغط على جدران الشرايين، كما يتسبب التدخين في ارتفاع ضغط الدم بشكل مؤقت ، حيث إن المواد الكيميائية الموجودة في التبغ قد تلحق الضرر ببطانة جدران الشرايين ما يتسبب في ضيق الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأكد سلامة أن المخللات والمقبلات المالحة عنصر أساسي على المائدة الرمضانية ، حيث يؤدي تناول كثير من الصوديوم إلى احتفاظ الجسم بالسوائل، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كما أن اضطراب نظام النوم في رمضان يتسبب في الإجهاد الذي قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى أن تناول الأطعمة الدسمة والمقلية قد يتسبب في زيادة مستوى الكوليسترول الذي يترسب على جدران الشرايين ويسبب تضيقها ما يسبب ارتفاع ضغط الدم، وقد يزيد من فرص الإصابة بالذبحة الصدرية.
وأخيرا ينصح سلامة بممارسة نمط حياة صحي يساعد بشكل كبير على الوقاية من تقلب الضغط في رمضان، أما في حالة عدم انتظام ضغط الدم حتى مع تناول الأدوية أو في حالة ظهور أعراض مقلقة مثل الصداع أو الدوخة أو الدوار فيجب استشارة الطبيب قبل الصيام وبصفة عامة فإن الصيام في حد ذاته يساعد على خفض ضغط الدم، أما العادات الخاطئة فهي التي قد تسبب ارتفاعه أو انخفاضه بشكل كبير.