26-10-2024 | 11:01
أماني عزت
تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، شهدت القاهرة خلال الأيام الماضية انطلاق النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، حيث أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (24PHDC) ومبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» ركيزتين أساسيتين في استراتيجية مصر الشاملة للتنمية البشرية وتحسين الخصائص السكانية، بما يتوافق مع رؤية «مصر 2030» ومخرجات الحوار الوطني.
استهل الدكتور خالد عبدالغفار، المؤتمر بتقديم كافة سبل الشكر والتقدير للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لما يقدمه سيادته من دعم مستمر لقضايا الصحة والسكان والتنمية البشرية التي وضعها على رأس أولوياته السياسية، وذلك في إطار هدف أشمل يتمثل في توفير حياة كريمة للمواطن المصري، ولفت الدكتور خالد عبدالغفار، إلى أن النسخة الثانية من المؤتمر تأتي استكمالاً لمساعي الدولة المصرية خلال الفترة السابقة في مجال السكان والتنمية، حيث تم إطلاق واحدة من أهم برامج السكان والتنمية في 17 سبتمبر 2024، وهي مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان» كما يبرز المؤتمر نموذجًا للتعاون والتكامل بين الوزارات والهيئات في جمهورية مصر العربية، وتابع الدكتور خالد عبدالغفار، أن المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية 2024 هو نتاج تفكير طويل واسع النطاق بين كافة الجهات المعنية محلياً ودولياً، لافتاً إلى أن ما تم من تعاون بين اللجنة التحضيرية للمؤتمر ومنظمات الأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يعتبر مثلًا يحتذى به للتعاون الدولي، وأضاف الدكتور خالد عبدالغفار، أن المؤتمر يعد حدثاً هاماً تناقش من خلاله دول وشعوب العالم قضايا ذات أهمية قصوى بالنسبة لحاضر ومستقبل الحياة على كوكب الأرض، حيث يتناول المؤتمر القضايا القومية المصيرية التي تتصل بحاضر الشعوب ومستقبلها، وتمثل تحديًا رئيسيًا لهذا الجيل والأجيال القادمة، وتقف عائقًا أساسيًا أمام جهود الدول للنمو والتنمية ورفع مستويات المعيشة، وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، أنه منذ تولي السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، قيادة الوطن، وضع بناء المواطن المصري في صدارة أولوياته، حيث أكد مرارا على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري إيمانًا منه بأن الوطن لا يتقدم إلا ببناء الإنسان، مستعرضا في هذا الشأن جهود الدولة المصرية وإنجازاتها تحت قيادة الرئيس على مدار العقد الماضي، بالإضافة إلى خططها لاستكمال مسيرة البناء والاستثمار في الطاقة البشرية، وتضمنت الجلسة عرض كلمة مسجلة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، والتي وجه من خلالها الشكر للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على استضافة المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية البشرية، الذي وصفه بـ«الهام»، مؤكداً أن الصحة هي شرط أساسي للتنمية ونتيجة لها في الوقت ذاته، وهو المبدأ الذي تستند إليه المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة» التي حققت من خلالها نتائج ملموسة على أرض الواقع، وأكد خلال كلمته أن مصر حققت تقدماً ملحوظاً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بخفض معدلات وفيات الأمهات والمواليد، وفي ذات التوقيت هناك العديد من الدول بعيدة عن تحقيق هذا الأهداف، لافتاً إلى أن المنظمة قررت لهذا العام تسريع الجهود للحد من وفيات الأمهات والأطفال والمواليد، مما يتطلب الاستثمار في مجموعة من القطاعات الصحية والتنموية، بما في ذلك تعزيز النظم الصحية وإشراك المجتمع والشركاء لتحقيق الأهداف المرجوه، وتضمنت الجلسة استلام الدكتور خالد عبدالغفار ، شهادة الإشهاد بالقضاء على مرض الملاريا من منظمة الصحة العالمية، من الدكتورة حنان البلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمي بالشرق الأوسط، حيث أكد «أدهانوم» في هذا الشأن، أن هذا الانجاز يعد نتيجة قرن كامل من الالتزام من الحكومة المصرية والشعب، والذي يوضح ما يمكن تحقيقه من خلال القيادة الحكومية القوية والموارد الفعالة والتطبيق المستمر للأدوات المجربة لمكافحة الأمراض، والتعاون على الحدود وفي نهاية الجلسة قام الدكتور خالد عبدالغفار، بتسليم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، نسخة من الاستراتيجية الوطنية الصحية لجمهورية مصر العربية 2024/ 2030.
ختان الإناث
تحت عنوان «ختان الإناث وحقوق الفتيات وصحتهن وتحقيق الرفاه» دارت واحدة من أهم جلسات النقاش فى المؤتمر.
وتحدثت الدكتورة سحر السنباطى رئيس المجلس القومى للطفولة والأمومة والتى أكدت على أن الدولة اتخذت خطوات سريعة للقضاء على ختان الإناث، كنمط من أنماط العنف والإساءة للفتيات وأحد الممارسات الضارة التى تؤثر سلبا على مستقبل الطفلة وانتهاك جسيم لحقوق الطفل وكذلك خرق للدستور وقانون الطفل والذي يؤكد على أن ختان الإناث يعوق التقدم ويكرس للتمييز ضد الفتيات ويكرس حلقة مفرغة من الاعتداء الجسدى والنفسي والاجتماعى.
وأشارت إلى أن مصر لم تتخلف عن المشاركة فى كافة الجهود والمحافل الدولية التى ناقشت هذه القضية.
وتابعت السنباطى إن إصرارنا على التصدى لهذه المشكلة هو تصميم على مواجهة واحدة من أقسى الممارسات الضارة ضد بناتنا وهو إصرار ينطلق من اهتمامنا بقضايا الطفولة والأمومة ومن التزامنا بالعمل الجاد من أجل بناء مستقبل أفضل لبناتنا ومن أجل بناء المجتمع المتقدم الذى تنشده القيادة السياسية.
ومن جانبه قال الدكتور عمرو حسن مستشار وزير الصحة والسكان لشئون السكان وتنمية الأسرة، أنه لا يوجد لختان الإناث أية فوائد صحية بل على العكس فأنه يحمل بكل أنواعه أضرارا كثيرة فلا يوجد على الإطلاق أى احتياج لعملية ختان الإناث وإن الدعوة للقيام بفحص الفتاة بواسطة طبيب لمعرفة ما إذا كانت تحتاج إلى ختان أم لا هى دعوة خاطئة.
الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة
الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة واحدة من أهم المبادرات الرئاسية والتى تهتم بأول ألف يوم فى حياة الطفل حيث إن 85 % من قدرات الإنسان التى يستمر بها لآخر العمر يتم تكوينها فى الألف يوم الأولى من حياته.
وهذا ما أكدته الدكتورة عبلة الألفى نائب وزير الصحة لشئون السكان وتنمية الأسرة، خلال جلسة « الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة» مشيرة إلى أن الست سنوات الأولى من العمر يمر الطفل بمراحل من النمو والتطور وتكون احتياجاته الغذائية عالية لضمان تكوين العظام، والمخ، والقدرة على التعلم والمناعة القوية والسلوك.
وأضافت أن لها تأثير اجتماعى حيث إن التغذية السليمة تحسن النمو العقلى وتعمل على تقوية العلاقات الاجتماعية وزيادة الشعور بالثقة وتقليل العدوانية بين الأطفال، كما أن الاستثمار فى السنوات الأولى يساعد على تحسين وضع مصر فى معدلات التنمية البشرية حيث إن التغذية السليمة فى هذه الفترة تساعدنا على القضاء على التقزم بالإضافة إلى زيادة متوسط العمر، وأكدت نائب الوزير على أن الدولة المصرية عملت على إنشاء برامج ومبادرات تهتم بالتغذية السليمة من خلال برامج تغذية مدرسية وحملات التوعية حول أهمية التغذية السليمة بالإضافة إلى دعم العائلات منخفضة الدخل وتوفير الأطعمة المنخفضة للأطفال.
التغذية والصحة
ولأهمية التغذية وتأثيرها المباشر على صحة المواطنين والمجتمع عقدت جلسة عملية تحت عنوان«التغذية والصحة» حيث أكدت الدكتورة إيمان سلطان أستاذ الغدد الصماء والتمثيل الغذائي بالمعهد القومى للتغذية أن مرض السكري من النوع الثانى يمثل مشكلة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد مصطفى عبد الغفار رئيس الهيئة العامة للمعاهد والمستشفيات التعليمية إن التغذية تعد جزءا مهما من الصحة والتنمية حيث ترتبط التغذية الأفضل بتحسين صحة الرضع والأطفال والأمهات.
كما أن تقوية الجهاز المناعى تقلل من خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية مثل: مرض السكرى وأمراض القلب والأوعية الدموية ومن المهم أيضا دراسة التغذية لفهم كيفية اتخاذ خيارات غذائية صحية وموازنة العناصر الغذائية الكبيرة.
وخلال كلمتها أشارت الدكتورة جيهان فؤاد استشاري التغذية العلاجية والمدير السابق للمعهد القومى للتغذية إلى أهمية المساواة بين الجنسين فى مجال التغذية حيث يعانى العالم وبالأخص الدول النامية من تأثر المرأة فى مراحل العمر المختلفة من ارتفاع مؤشرات سوء التغذية منذ الطفولة وحتى الشيخوخة فهى أقل حظا فى التغطية التأمينية وحصولا على الخدمات الصحية الخاصة بالتغذية عالمياً .
الرياضة
كما عقدت جلسة حوارية بعنوان «الرياضة والتنمية البشرية.. خلق أبطال الرياضة.. مستقبل مصر» شهدها الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، وحاضرها بها الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.
وقال الدكتور خالد عبدالغفار، إن هذه الجلسة لها أهمية كبيرة، حيث تضم عددًا من الرموز والكوادر الرياضية البارزة للتعرف على قصص النجاح والإنجاز الرياضي، وتأثيره الإيجابي على حياتهم، والخروج برؤى ودروسٍ مستفادة لتشجيع الأطفال والشباب على ممارسة الرياضة بصورة متنظمة، نظرًا لأهميتها في خلق دوافع حياتية إيجابية والاندماج المجتمعي، مؤكدًا أنها أهم طرق التنمية البشرية، وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء، على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجانبين باعتبار (الصحة والرياضة) محوريين رئيسيين ضمن محاور التنمية الشاملة، مؤكدا أن الرياضة لها دور كبير وفعال في تحسين صحة الأفراد، مشيرَا إلى أنه كلما تحسنت صحة الأفراد، تحسن معها أداء الأفراد، وقلت نسبة ومعدلات الأمراض الشائعة بينهم، الأمر الذي يقلل حجم إنفاق الحكومات على علاج المرضى.
البحوث التطبيقيه
وفى جلسة حوارية تحت عنوان «فوائد البحوث التطبيقيه في تحسين الرعاية الصحية»
تحدث الدكتور محمد مصطفى عبدالغفار رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، متوجهاً بالشكر إلي الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، لدعمة المستمر لتطوير وتحديث البحوث التطبيقية، كما أفاد بأهمية تدريب الفرق الطبية على البحوث التطبيقية وذلك لمصلحة مرضي قصور عضلة القلب والعمي لدى الاطفال، وأكد على ضرورة العمل علي تثقيف المرضى وتحسين جودة الرعاية لدى مرضى الفشل القلبى والحد من العمي لدي الأطفال، ومن جانبه، قال الدكتور باسم ظريف استشاري أمراض القلب بالمعهد القومى للقلب، أن عمليات زرع الصمامات بطريقة TAVI لمرضى العمليات الجراحية عالية الدقة في الفتره الأخيرة تعمل بشكل ناجح وذلك للعمل على سرعة انقاذ مرضى قصور عضلة القلب، وناقش الدكتور محمد سليم إستشاري أمراض القلب بالمعهد القومى للقلب أثر المبادرة القومية للقسطرة التداخلية في إنقاذ حياة السكان المصريين وأهميتها والعمل عليها وتطوير الجراحات في الفترة الأخيرة ومن جانبها.