'ما تستعجبشى.. ما تستغربشى'
'مثلما بدأ إسماعيل ياسين انتهى.. رحلة صعود وهبوط بين ضفتى هذه الحياة، لم يمهله القدر فيها حتى يكمل عامه الستين، فابن مدينة السويس المولود فى الخامس عشر من سبتمبر عام 1912 غادر هذه الدنيا منذ خمسين عاماً، فى الرابع والعشرين من مايو 1972 قبل نحو أربعة أشهر من بلوغه سن الستين فى ظروف إنسانية أقل ما توصف به بأنها لا تليق لا بقيمة العطاء الفنى الذى قدمه ولا بحجم الثروة التى جمعها فى سنوات زهوه الفنى وانتشاره الكاسح، فالرجل الذى قضى بواكير حياته يتيم الأم، هارباً من سمعة الأب وسطوة الجدة ومتسكعاً فى شوارع القاهرة وأضرحتها، باحثاً عن مأوى وفرصة، بدأ مشواره الفنى مؤدياً للمنولوج ثم ممثلاً للأدوار الثانوية قبل أن تأخذه رحلة الصعود إلى أن يصبح إحدى أهم الظواهر الفنية، فإذا بتلك الأقدار التى صعدت به إلى القمة تمارس لعبتها التراجيدية مع أشهر ممثلى الكوميديا وتقوده إلى السفح من جديد حتى انتهى به المطاف - مثلما بدأ - مؤدياً للمنولوج فى ملاهى بيروت والقاهرة وممثلاً للأدوار الثانوية هنا وهناك. وإذا كان إسماعيل ياسين قد عرف سنوات الشهرة والمجد قبل أن تعصف به الأيام، فإنه من مدهشات القدر أن يكون هذا المج'