رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

وداعًا بابا السلام


4-5-2025 | 14:32

.

طباعة
بقلم: الأنبا عمانوئيل عياد

فقد عالمنا رمزًا عظيماً من رموز السلام برحيل قداسة البابا فرنسيس الذى أفنى حياته فى الدفاع عن الفقراء والمتألمين فى جميع أنحاء العالم، مطالبا القادة بإقرار السلام، وتتجلى مواقفه فى مختلف عظاته وكلماته حتى آخر يوم فى حياته، إذ طالب فى كلمته الأخيرة بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب فى غزة، والتى راح ضحيتها عشرات الآلاف من النساء والأطفال، لم تكن تلك هى المرة الأولى التى نادى فيها بوقف الحرب، منذ اندلاعها فى أكتوبر 2023.

لدى البابا فرنسيس مواقف عديدة تجاه الإنسانية، وأتذكر زيارته التاريخية لمصر فى أبريل 2017، والتى حملت معانى ودلالات عميقة، خاصة أن تلك الزيارة جاءت استجابة لدعوات وزيارات رسمية من فخامة الرئيس السيسى، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس، فى أول زيارة له خارج مصر، والكنيسة الكاثوليكية المحلية ممثلة فى غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق وأساقفة الكنيسة فى زيارتهم الرسولية إلى الفاتيكان، ونستطيع القول إن زيارة قداسة البابا فرنسيس لمصر كانت رد زيارة لكل الزيارات الرسمية السابق ذكرها، وعبرت الزيارة عن ثقل العلاقات بين الفاتيكان كدولة والكنيسة الكاثوليكية الجامعة ومصر بكل المعانى الدينية والحضارية والثقافية والتاريخية والجغرافية.

لقد شرفت بتولى مهام رئيس اللجنة المنظمة لتلك الزيارة التاريخية، ولمست عن قرب رغبة صادقة من جميع الأطراف، سواء من الدولة المصرية وكذلك من الكنيسة الكاثوليكية لإنجاح تلك الزيارة، هذه الزيارة ستظل محفورة فى وجداننا جميعا بكل تفاصيلها.

وهنا تحضر فى ذهنى كلمات قداسته للشّعب المصرى، قبل مجيئه عندما قال عبارته الشهيرة «أعانقكم بمودة» وسأذهب إلى مصر كحاج للسلام، رافعا ‏شعار أن الاختلاف لم ولن يكون حاجزاً أمام التسامح والتّفاهم وخدمة المجتمع، جاء مصر خاشعاً ومصلياً، أوقد شموعًا وصلى من أجل الضّحايا وكأنه يراهن على مصر الطّيبة وعلى حياته فيها، ‏إنها حقا أرض سلام فدخلها واثقاً فيها شعباً وحكومةً وقلوباً طيبة.

عاش حياته مسانداً ومدافعاً عن الفقير والمسكين والمهمش ومن يعانى الجوع ومن يبحث عن حياة أفضل، ويناضل من أجل عالم يسوده التّسامح والسّلام، ولم يكن يُريد كلاماً بل أن يعطى دائما علامات إيجابية، أخذ على عاتقه مهمة النّهوض بمبادئ الإخاء ‏والتّعايش بين كل الشّعوب، ودعًا قداسة البابا فرنسيس.

تحيا مصر