رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

حينما تعانق النجومية العالمية الجذور المصرية مينا مسعود فى حضن وطنه


25-5-2025 | 21:30

.

طباعة
تقرير: سما الشافعى

على أرض الحضارة، تحت سماء الأهرامات، خطا النجم العالمى مينا مسعود خطواته الأولى بعد غياب دام سنوات طويلة عن وطنه الأم، وذلك بعدما اشتهر ببطولته للفيلم الشهير «علاء الدين» الذى كان ضمن الأفلام الأكثر تحقيقاً للإيرادات فى هوليوود، عائداً إلى بلاده مواطنًا مصريًّا حاملًا معه رسائل الانتماء والوطنية التى تتجاوز الشهرة الدولية، ليصبح سفيرًا للوطن وليس ضيفًا عابرًا.

فمنذ اللحظة الأولى التى وصل فيها إلى منطقة الأهرامات، بدت ملامح الانبهار على وجه مينا مسعود، كأنه يراها أول مرة، فعندما وصل هناك، قال: «زرت أهرامات الجيزة قبل ذلك فى طفولتي، ولكننى اليوم أعيش الحلم بأن أرى عظمة وتاريخ بلادى بعدما اشتهرت فى هوليوود، ليبقى الحنين داخلى نحو مصر لا يزول، مهما كانت المسافات بعيدة، وتظل بالفعل هى أم الدنيا».

لم تكن  تصريحات مسعود مجرد تصريح عاطفى، بل تعبير عن ارتباط لا يفصل بين النجم الشاب وجذوره المصرية، حيث قام «مسعود»، على هامش زيارته إلى مصر وتحديدا منطقة الأهرامات، بالتقاط الصور أمامها وعند تمثال أبو الهول بهدف الترويج للسياحة المصرية ونشرها على حساباته عبر منصات السوشيال ميديا، وكتب عليها: «مصر أعظم بلد فى الدنيا».

وعند زيارته لمدينة الإنتاج الإعلامى، التقى عبدالفتاح الجبالى، رئيس مجلس إدارة المدينة، مينا مسعود،  حيث استعرض الأول دور المدينة المهم، فى جذب شركات الإنتاج العالمية لتصوير أعمالها فى مصر، والدعم الكبير الذى تتلقاه من أجهزة الدولة المعنية فى هذا الاتجاه، لوضع مصر على خريطة السينما العالمية، وبالفعل قد قام مينا بالتصوير والنشر على وسائل التواصل الاجتماعى الخاصة به فى إشارة منه للترويج إلى مناطق التصوير المهمة داخل مدينة الإنتاج الإعلامى.

«عمر الشريف هدفى وقدوتى»

وفى تصريحات صحفية خاصة لـ«المصوّر»، أكد مينا مسعود أنه سعيد بزيارته إلى مصر، وإن كانت أحد أحلامه العودة إليها، قائلا: «كنت أتمنى وأنا صغير أن أعود إلى مصر وأقوم بتصوير فيلم يبرز أهميتها وتاريخها، مؤكدًا أن الترويج للسياحة فى مصر من خلال الأعمال الفنية مهم وضرورى، وأنا كنت متابعا جيدا للفنانين المصريين قبل أن أذهب إلى الخارج، وكنت أتابع الفنانين العالميين منذ طفولتى خاصة الفنان عمر الشريف الذى وجدت فيه القدوة والحلم نحو العالمية، وبالفعل أصبح هذا الهدف أمام عينى وأنا صغير، وعلى الرغم من أننى بدأت التمثيل خارج مصر أولًا، ولكنى ما زلت أقتدى بالنجم العالمى عمر الشريف الذى بدأ مسيرته الفنية داخل بلادى».

وأعرب «مسعود» عن سعادته الكبيرة بزيارة مدينة الإنتاج الإعلامي، مُشيدًا بالبنية التحتية المتطورة والإمكانات الفنية والتقنية التى تضاهى نظيراتها فى كبرى المدن الإنتاجية العالمية، داعيًا كل متابعيه من صُناع السينما العالمية أن يتوجهوا إلى التصوير داخل مصر، كما أشاد بالتطور الكبير الذى حدث فى منطقة الأهرامات والإعلان عن افتتاح المتحف المصرى الكبير، مؤكدا أن مصر كانت، وما زالت، وستزال، أم الدنيا بتاريخها، وطيبة ووطنية شعبها، وقوة جيشها، وبسالة شرطتها.

وأكد حرصه الدائم على إظهار انتمائه لأصوله المصرية، قائلا: «أشعر بالفخر عند التحدث عن هويتى الثقافية المصرية التى أعتز بها كثيرًا، حيث تربيت فى منزل مصرى، ونشأت على حبى للأفلام والنجوم المصريين الكبار، أمثال إسماعيل ياسين وعادل إمام والراحل نور الشريف، والعديد من الفنانين المصريين».

وعلى هامش الزيارة، أكد وزير السياحة شريف فتحى على أهمية وجود مينا مسعود فى مصر، التى يعتبرها مهمة قومية ورسالة قوية للعالم بأن مصر تستطيع تصدير النجاح والأفكار إلى العالم، وأن زيارة «مينا» ليست مجرد جولة سياحية، حيث كان قد اجتمع مع وزير الخارجية والهجرة ليقوم بالإعلان عن اختيار مينا مسعود كأول سفير لمبادرة «اتكلم عربى»، التى تهدف للحفاظ على الهوية المصرية بين أبناء الجاليات فى الخارج، وبناءً عليه لم يتردد «مسعود» لحظة فى قبول تنصيبه سفيرًا للمبادرة الوطنية، بل شارك بكل حماس فى فيديوهات توعوية ليشجع خلالها أبناء المصريين فى الخارج على التحدث باللغة العربية، والاعتزاز باللهجة المصرية، وكتب قائلاً فى أحد المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة به، أن «اللغة هى الهوية وهى الرابط الذى يجمعنا مهما ابتعدنا».

تكريم واحتفاء

كما كرم وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، وذلك تقديرًا من الدولة المصرية للمبدعين المغتربين حول العالم، كما احتفى الوزير بالفنان الهوليوودي، باعتباره أحد أبرز الوجوه المصرية فى السينما العالمية الذى حقق أرباحًا لم تتحقق كثيرًا فى هوليوود الأمريكية، ولذلك أعلن الوزير على هامش زيارة مينا وتكريمه، عن حلوله ضيفًا استثنائيًا على فعاليات «مهرجان القاهرة السينمائى الدولي» فى دورته السادسة والأربعين، القادمة. 

وخلال هذه الزيارة، قال مينا مسعود: «أرغب فى الوقوف على أرض مصر من أجل عمل فنى، لأننى مهتم وأرغب فى إيصال صورة الفن المصرى إلى العالم، خاصة أن بلادى تمتلك كافة الإمكانات والمقومات، إضافة إلى الأجيال الواعدة الصاعدة فى السينما المصرية، وقدرتها على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، ولذلك أننى حريص على إظهار صورة مصر الحقيقية وإبراز حالة الأمن والاستقرار هنا، لدى صُناع السينما حول العالم».

«فى عز الضهر»

وبناءً على رغبة مينا مسعود فى العودة إلى بلاده بعمل فنى مصري، قال: «عودتى لوطنى لا تكتمل دون خطوة فنية ملموسة، لذلك أعلن عن أول عمل سينمائى لى فى مصر بعنوان «فى عز الضهر»، من تأليف كريم سرور ومن إخراج مرقص عادل، وهى تجربة مهمة وعظيمة بالنسبة لي، لأننى أريد من خلالها أن أجمع بين الانتماء إلى مصر وبين الخبرة والدراسة العالمية، ولأننى أريد أن أقدم عملا يليق بمصر وبجمهورى فيها، فإننى أرى أن فيلمى الجديد لن يكون مجرد عمل فنى فحسب، بل نافذة درامية يرى العالم من خلالها جمال بلدى الحبيبة».

وقال كريم سرور، مؤلف فيلم «فى عز الضهر»، إن زيارة مينا مسعود لمصر درس كبير فى الانتماء، لا بد أن يقتدى به الجميع، لأن رحلته إلى مصر لم تكن مجرد رحلة قصيرة، بل زيارة أثبتت أن شهرته العالمية لا تعنى الانفصال عن الجذور، بل يمكن أن تكون جسرًا ناعمًا يعود به الإنسان إلى وطنه، ويخدمه بما يملك من تأثير وشهرة وموهبة.

وكشف الكاتب والسيناريست كريم سرور عن كواليس تعاونه مع مينا مسعود، قائلا: «هذا الفيلم لن يكون مجرّد تجربة فنية سريعة تحتمل النجاح أو الفشل، لكنه نتاج بحث وكتابة لسنوات طويلة، لأننى منذ أن التقيت بمينا، وأنا مدرك تماما أنه لا يبحث عن عمل فنى عادي، لكنه يحلم بتقديم فيلم مصرى عالمى للمرة الأولى يكشف فيه عن ملامحه وهويته ويتحدث مع الناس بطبيعته، لذلك التحضير للفيلم مرّ برحلة طويلة امتدت لأكثر من خمس سنوات من الكتابة وإعادة الصياغة».

الفن المصرى.. عالمى

وأشار «سرور» إلى ذكاء مينا مسعود ودراسته وفهمه لصناعة السينما جيدا، وأيضا إدراكه الفرق بين الروح المصرية فى التمثيل والتكنيك الغربي، قائلا: نحن كتبنا أكثر من 15 مسودة للوصول إلى صيغة السيناريو النهائي، لذلك استغرق التحضير للفيلم أكثر من 5 سنوات، لأن مينا يريد أن يظهر فى عمل مصرى للمرة الأولى بشكل قوى وتحدٍّ خاص فى شكل الفن باللهجة المصرية، والحقيقة على الرغم من بداية انطلاق مينا فى هوليوود، إلا أنه كان حريصا على تطوير لغته العربية واللهجة المصرية السليمة، وظل طوال تلك السنوات يتعلم اللغة واللهجة باجتهاد شديد ليستطيع التمثيل والأداء القريب من الجمهور المصري، مؤكدًا أن وجود ممثل عالمى مثل مينا فى فيلم محلى هو ليس فقط إضافة للفيلم، لكنه رسالة إلى العالم بأن الفن المصرى يستطيع الجمع بين العالمية والوطنية والانتماء، لذلك أحداث الفيلم ستدور حول الهوية والانتماء وحب الوطن مهما كانت المغريات الخارجية».

تجدر الإشارة إلى أن زيارة مينا مسعود إلى القاهرة جاءت بالتنسيق بين وزارتى السياحة والآثار، والخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وذلك كجزء من حملة دعائية تهدف إلى الترويج لمصر عالميًا، من خلال الابن البار لها الناجح فى هوليوود، بل وتؤكد أن الحب الحقيقى للوطن لا يحتاج إلى لافتات ولوحات إعلانية، بل إلى حب حقيقى من أبنائها المبدعين والعلماء الناجحين فى بلدان العالم المختلفة.

الاكثر قراءة