تحل اليوم، 21 يونيو، ذكرى وفاة السندريلا سعاد حسني، واحدة من أبرز أيقونات الفن في العالم العربي، والتي لم تكن حياتها خلف الكاميرا أقل إثارة من أدوارها على الشاشة، وبين المجد الفني والوهج الجماهيري، عرفت سعاد طريقًا محفوفًا بالعلاقات المعقدة، والخلافات الصامتة، سواء داخل الوسط الفني أو حتى في محيطها الأسري، ورغم صمتها العلني عن كثير من تلك الأزمات، إلا أن ما كُشف لاحقًا حمل ملامح معارك ظلّت لسنوات تدور خلف الكواليس.
بين الصمت والغضب.. خلاف مكتوم مع فاتن حمامة
يكشف الكاتب الصحفي محمود مطر في كتابه "سعاد حسني.. القاهرة لندن.. السنوات الأخيرة" تفاصيل غير معروفة عن علاقة فاترة جمعت بين سعاد حسني وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وتعود أولى فصول الخلاف إلى أوائل الستينيات، عندما سُئلت فاتن عن النجمات الصاعدات، فذكرت بعض الأسماء وتجاهلت سعاد تمامًا، رغم أنها كانت آنذاك الوجه الأبرز والأكثر توهجًا، تجاهل لم يمر مرور الكرام، إذ عبّرت سعاد عن استيائها من موقف فاتن، في تصريح يعكس شعورًا بالخذلان.
مرت السنوات، وعادت القصة للظهور مجددًا، حين علقت فاتن بصوتها على فيلم وثائقي عن تاريخ السينما المصرية، وتجاهلت مرة أخرى ذكر سعاد ودورها المحوري، وهذه المرة، اختارت سعاد الصمت وقالت: "أنا مش زعلانة لا من مدام فاتن ولا من سعد وهبة.. وكتر خيرهما أنهما أخرجوا المهرجان بهذا الشكل"، كلمات تكشف نضجًا مختلفًا وتعاملًا أكثر هدوءًا من سعاد، التي فضّلت الاحتواء على المواجهة.
حتى المخرج الراحل محمد خان حاول ذات مرة أن يجمع النجمتين في فيلم "أحلام هند وكاميليا"، لكنه اصطدم برفض غير مباشر، إذ وافقت كل واحدة على الحديث في الهاتف فقط، دون أي استعداد حقيقي للظهور معًا أمام الكاميرا.
سعاد ونجاة الصغيرة.. شقيقتان بلا مشهد مشترك
العلاقات المعقدة لم تقتصر على زميلات الفن، بل تسللت إلى بيت الأسرة، وتحديدًا إلى العلاقة بين سعاد حسني وشقيقتها غير الشقيقة، المطربة نجاة الصغيرة، ورغم أن كلتيهما نجمتان لامعتان، لم تجمعهما أي أغنية أو عمل فني، ولا حتى مقابلة تلفزيونية واحدة، ذلك الصمت المتبادل أثار الكثير من التساؤلات، وسط شائعات عن وجود غيرة دفينة وخلافات متراكمة.
بحسب روايات مقربين، فإن أحد أسباب التوتر كان اتفاقًا غير معلن بين الأختين، بأن تلتزم كل واحدة بمجالها، فلا تغني سعاد، ولا تمثل نجاة، ولكن حين قررت سعاد الغناء في بعض أفلامها، اعتبره البعض كسرًا لهذا الاتفاق، مما زاد من حدة التباعد بينهما، كما انتشرت أقوال تزعم أن نجاة تعمدت إبعاد بعض الشعراء والملحنين عن التعاون مع شقيقتها، وهو ما لم تُؤكده أو تنفيه رسميًا.
بعد وفاة سعاد، أثار حفل أحيته نجاة بعد أسابيع قليلة جدلًا واسعًا، خاصة أنها كانت متوقفة عن النشاط الفني حينها، ما اعتبره البعض تجاهلًا لمشاعر الحزن أو استمرارًا للفتور القائم.
رحلت السندريلا وبقيت الحكايات
برحيل سعاد حسني في مثل هذا اليوم من عام 2001، أسدل الستار على واحدة من أكثر النجمات تأثيرًا في وجدان الجمهور العربي.
لكن ما بقي ليس فقط فنها، بل أيضًا حكاياتها، صراعاتها، ومحاولاتها المستمرة للحفاظ على صورة مشرقة، وسط عالم لا يخلو من الظلال.