منذ نشأته، لم يكن الفن مجرد وسيلة للترفيه، بل كان دائماً فى طليعة القوى الناعمة التى تخدم الوطن وتدافع عن هويته وتروج لصورته، واليوم تتأكد هذه الحقيقة من خلال الدور المتنامى للفن فى دعم السياحة، تلك الصناعة الحيوية التى تعد شرياناً أساسياً للاقتصاد الوطني.
الفنانون - بوعيهم وإبداعهم - أصبحوا سفراء غير رسميين لمصر، ينقلون جمالها، وتنوعها الثقافي، وثراءها الحضارى إلى العالم، سواء من خلال الأعمال الدرامية التى تصور فى مواقع أثرية وسياحية مبهرة، أو من خلال الأغانى والكليبات التى تبرز سحر الطبيعة المصرية، أو حتى عبر مشاركاتهم فى المهرجانات والمحافل الدولية وهم يرفعون اسم مصر عالياً.
فى السطور التالية اقتربت «الكواكب» أكثر من عدد من الفنانين لمعرفة كيف يدعمون السياحة فى مصر، وبخاصة مع انطلاق موسم الصيف والدور الذى يلعبونه فى هذا الإطار.
أكدت الفنانة الكبيرة إلهام شاهين أن الترويج للسياحة المصرية ليس مجرد خيار، بل هو واجب وطنى يتحتم على كل فنان القيام به، من خلال مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية، باعتبارها نافذة واسعة نحو العالم.
وقالت إلهام: من مسئوليتنا كفنانين أن نعكس الصورة الإيجابية لمصر، ونظهر جمالها للعالم، فبلدنا الحبيبة تمتلك من المقومات السياحية ما يجعلها فى صدارة الوجهات العالمية؛ من شواطئ خلابة على البحرَين الأحمر والمتوسط، إلى مدن سياحية متكاملة تستقطب الزوار من مختلف الجنسيات، ناهيك عن كنوزها الأثرية الممتدة عبر آلاف السنين، التى تدهش السياح وتبهرهم بعظمة الحضارة المصرية.
وأضافت أن الفن وسيلة فعالة للتواصل مع العالم، وبالتالى فمن الطبيعى أن يكون أداة فاعلة فى الترويج السياحي، مشددة على أن الفنانين يمكنهم أداء هذا الدور ببساطة، عبر مشاركتهم لتجاربهم الشخصية وزياراتهم السياحية داخل مصر، موضحة: علينا كفنانين أن نشجع السياحة بشكل دائم، وأن ننقل صور مصر الجميلة للعالم، على المستوى الشخصي، حرصت على توثيق زياراتى لمدينة العلمين الجديدة، حيث يقام مهرجان عالمى يعكس صورة مشرفة عن مصر، وهى من أجمل مدن الساحل الشمالي، وقد اعتدت فى كل زيارة لى لأى مكان داخل مصر أن أوثق معالمه بصور وفيديوهات عبر منصاتى الإلكترونية الخاصة، فى محاولة لتقديم مصر كما نراها بلداً نابضاً بالجمال والتاريخ والحياة.
واختتمت كلامها بدعوة كل الفنانين والإعلاميين والمبدعين إلى استثمار تأثيرهم وحضورهم الجماهيرى من أجل دعم السياحة، قائلة: الفن فى خدمة الوطن، والسياحة من أهم ركائز الاقتصاد، وعلينا جميعاً أن نكون صوتاً لمصر الجميلة فى كل مكان.
وأعربت الفنانة القديرة سوسن بدر عن إيمانها العميق بدور الفن فى خدمة الوطن، خاصة فى الترويج للسياحة المصرية، مشيرة إلى أنها تحرص دائماً على مشاركة جمهورها صوراً من الأماكن التى تزورها داخل مصر، دعماً للسياحة الداخلية، وكذلك أثناء سفرها إلى الخارج حيث تمثل مصر فى العديد من المحافل.
وقالت: أنا داعمة بكل قناعة للسياحة المصرية، سواء داخل الوطن أو خارجه، وأُولي اهتماماً خاصاً بالترويج للسياحة من خلال التواصل مع الأشقاء العرب وكل الجنسيات، وأدعو الجميع لزيارة مصر واكتشاف سحرها الفريد، وقد خصصت بالفعل عدداً من جلسات التصوير التى ارتديت فيها الزى الفرعوني، وذلك بهدف إبراز الهوية التاريخية العريقة لمصر، والترويج للسياحة الثقافية والحضارية، من خلال الصورة الفنية.
وتابعت: لدي شغف كبير بتراث مصر وحضارتها القديمة، وأحرص على التعمق فى معرفته، مما يجعلنى أجد متعة فى ارتداء الزى الفرعونى ونشر تلك الصور على منصات التواصل الاجتماعي، وقد لقبتنى الكثير من وسائل الإعلام والمتابعين بـ«الملكة نفرتيتي»، نظراً لتشابه الملامح، وهو ما أسعدني، لأنه أسهم فى تقديم صورة إيجابية لمصر، ورسخ لدى الجمهور العالمى ارتباط الجمال المصرى بالحضارة الفرعونية العظيمة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الفن رسالة ومسئولية، وأن الفنان سفير لوطنه، وصورته تمتد لما هو أبعد من الشاشة، فنحن نمتلك كنزاً حضاريا نادراً، وعلينا أن نستخدم كل أدواتنا - من الصورة والفن والكلمة - للترويج لمصر، فحضارتنا تستحق أن ترى وتروى بكل لغات العالم.
وأكد الفنان الكبير خالد النبوى أن دعمه للسياحة المصرية ينبع من قناعة راسخة بدور كل فنان فى خدمة الوطن، مشدداً على أن السياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هى مصدر رزق لملايين الأسر المصرية، ورافد رئيسى لدعم الاقتصاد الوطني.
وقال النبوى: أحرص دائماً على دعم السياحة المصرية فى كل وقت، وأعتبر ذلك مسئولية وطنية وشخصية، هناك الملايين من أبناء هذا الوطن يعملون فى هذا المجال، ولذلك أطلقت عدة حملات من خلال صفحاتى الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها حملة «ساندوا السياحة»، التى هدفت إلى تحفيز الجمهور على زيارة الأماكن السياحية فى مصر، ودعم العاملين فى هذا القطاع الحيوي.
وأضاف: خلال الحملة، حرصت على نشر صور ومقاطع فيديو تجمعنى بالعاملين فى مجال السياحة، إيماناً منى بأن دعم الإنسان المصرى جزء لا يتجزأ من دعم السياحة نفسها، وإكمالاً لدور الدولة فى هذا الإطار فالسياحة فى مصر تشهد طفرة وتطورات كبيرة فى جميع المحافظات، سواء فى الإسكندرية، أو الغردقة، أو شرم الشيخ، أو الجونة، أو الأقصر وأسوان، وكل بقعة فى هذا الوطن تملك من الجمال والتاريخ ما يستحق أن يرى ويحتفى به.
وشدد النبوى على أهمية استخدام المنصات الإلكترونية فى الترويج للسياحة فى مصر، قائلاً: من أجل هؤلاء الناس، ومن أجل بلدنا الحبيبة مصر، أحرص على الترويج لجمالها من خلال صورى الخاصة، حيث ألتقط مشاهد خلابة من مواقع متعددة، وأشاركها عبر حسابى على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات أخرى، لأننى مؤمن بأن الفن والكلمة والصورة قادرة على جذب أنظار العالم، وتدفعهم لاكتشاف كنوزنا السياحية.
وختم النبوى حديثه بالتأكيد على أن الفنان الحقيقى هو من يكون حاضراً فى كل قضية وطنية، قائلاً: دورنا لا ينحصر فقط على الشاشة، بل يمتد إلى كل ساحة تمس الوطن، ودعم السياحة أحد أصدق وأهم أشكال الانتماء، لأنه يدعم الإنسان ويُظهر الوطن بأجمل صورة.
وأكدت الفنانة هالة صدقى أن دعم السياحة المصرية لا يقتصر على الحملات الرسمية أو المبادرات المؤسسية التى تقوم بها الجهات المعنية، بل يبدأ من المبادرة الفردية، خاصة حين تصدر من شخصية عامة لها تأثير فى الرأى العام، وأوضحت أنها تحرص دوماً على مشاركة جمهورها تفاصيل زياراتها داخل مصر، انطلاقاً من إيمانها بأن إظهار الجمال المصرى واجب على كل فنان يحمل فى قلبه حب الوطن.
وقالت هالة: أحب دائماً أن أشارك جمهورى فى كل مكان أزوره داخل مصر، سواء فى القاهرة أو شرم الشيخ أو الساحل الشمالى أو غيرها من المدن الجميلة، وأحرص على نشر الصور التى تبرز معالم مصر وسحر أماكنها الفريدة، وأتابع مع الجمهور لحظة بلحظة جمال هذه البلاد التى تخطف القلوب بجمالها وتنوعها الطبيعى والحضاري.
وأضافت أن مصر تمتلك ثروة سياحية لا تقدر بثمن، قائلة: بلادنا مليئة بالمدن السياحية الساحرة مثل الجونة، الغردقة، شرم الشيخ، الإسكندرية، العين السخنة، وغيرها من المناطق التى تتميز بمياهها النقية ومناظرها الطبيعية الآسرة، هذا إلى جانب كنوزنا الأثرية التى تقف شامخة وشاهدة على عظمة الحضارة المصرية، من أهرامات الجيزة إلى معابد الأقصر وأبوسمبل، وكذلك المتحف المصرى ومتحف الحضارة اللذان يعكسان عراقة التاريخ المصرى فى كل ركن من أركانهما.
وشددت على أن الفن يجب أن يكون دائماً فى خدمة الوطن، وأن الفنان يستطيع، من خلال تأثيره الكبير، أن يساهم فى تنشيط السياحة، ولو بصورة بسيطة لكنها مؤثرة. واختتمت حديثها بالقول:
كل صورة نشارك بها، وكل لحظة نرصد فيها جمال مصر، هى رسالة حب نرسلها للعالم، ونقول فيها: تعالوا واكتشفوا عظمة هذا البلد.