18-7-2022 | 15:41
كتب: احمد محمود
أستاذ أمراض الباطنة والسكر بالمركز القومي للبحوث د. خالد يونس: بين الإسترخاء والخمول.. حافظوا على صحتكم فى فترة الإجازات
قلة الحركة والنشاط والخمول والاسترخاء من السلوكيات التي يحذر منها الأطباء في مراحل عمرية وفي حالات مرضية معينة، لأن مضاعفاتها قد تكون غير حميدة وفِي بعض الأحيان تؤدي إلى مضاعفات غير مرغوب فيها.
ولدينا بعض الأشخاص يفضلون البقاء في البيت عدة أيام متتالية دون ممارسة أي نشاط ذهني أو جسماني، فيظهر عليهم الخمول فتكون الآثار غير حميدة ، وخاصة إذا كان الشخص غير مرتبط بأعمال وظيفية (بالمعاش) أو يعاني من أمراض كالسكر والضغط وخلافه، فتكون الآثار غير مرضية.
ولمعرفة آثار الخمول والاسترخاء على صحة الإنسان التقت مجلة «طبيبك الخاص» مع الأستاذ الدكتور خالد يونس أستاذ أمراض الباطنة والسكر بالمركز القومي للبحوث، وإلى نص الحوار ..
ما المقصود بالاسترخاء؟ وما الفرق بينه وبين الخمول؟
- المقصود بالاسترخاء أن الشخص لا يستطيع أن يؤدي نفس الوظائف التي كان يؤديها سابقا بنفس السلاسة والسهولة دون الإحساس بالإجهاد، إلا إذا قام بعمل فترة استرخاء لأعضاء جسمه، أما حالة الخمول قد تنتج من ضعف بعض الوظائف الحيوية بالجسم، لذلك ينصح الشخص الذي يعاني من هذه الأعراض أن يقوم بعمل فحوص شاملة للجسم وعلى رأسها صورة دم كاملة حتى يتبين لنا وجود أنيميا من عدمه أو ارتفاع فى عدد كرات الدم البيضاء، والذي يدل على وجود التهابات أو عدوى بكتيرية أو فيروسية فى أي مكان فى الجسم والذي يتضح بعد إجراء فحوص أخرى تشمل عمل تحاليل كاملة للبول والبراز، ثم عمل تحاليل للفيروسات الكبدية والتي قامت الدولة بتبني مشروع علاج فيروسات الكبد بالمجان ضمن المشروع القومي المصري (100 مليون صحة) .
* هل الاسترخاء حالة ممكن أن تضر بصحة الإنسان ؟
- الاسترخاء حالة إرادية من فعل الإنسان يحاول بها الابتعاد عن مشاكله أو ضغوطه النفسية ليستعيد بعد ذلك نشاطه وحياته الطبيعية .
* وهل الخمول فى سن المعاش له آثار غير حميدة على صحة الإنسان؟
- بعد خروج الإنسان إلى المعاش عادة ما تلاحظ أن الأشخاص يبدأون فى فقدان النشاط البدني والذهني الذي كانوا يمارسونه فى السابق، وذلك نتيجة عدم الالتزام بالاستيقاظ فى أوقات معينة والخروج إلى العمل فى الموعد المحدد بانتظام، لأن بعض الأشخاص يعانون من الأمراض ويتحاملون على أنفسهم باستخدام أجهزة الطواريء الطبيعية الموجودة بأجسادهم لإتمام أعمالهم على أكمل وجه .
- وبعد ذلك يتفاجئون بتفاقم الأمراض واكتشاف بعضها بعد عمل فحوص مطلوبة عند خروجهم إلى التقاعد ويكتشفون إصابتهم ببعض الأمراض التي قد تكون مزمنة من قبل، أو عدم متابعتهم لحالتهم الصحية لانشغالهم.
* ما أهمية ممارسة النشاط ذهنيا وبدنيا قبل وبعد سن المعاش؟
- دائما النشاط ما يساعد علي تنشيط الدورة الدموية بالجسم والجهاز الحركي مما يؤدي إلى الإقلال فى مستوى الدهون والسكر فى الدم، وكذلك إمداد جميع أعضاء الجسم بما تحتاجه من الأكسجين، نتيجة الحركة المستمرة والنشطة التي يقوم بها الأشخاص فى حالة ممارسة عملهم.
-أما فى حالة الخروج إلى المعاش لا يوجد التزام بمواعيد عمل أو ممارسة نشاط بصفة مستمرة يومية مثلما قبل سن المعاش مما يؤدي إلى الكسل والخمول والتقاعس عن عمل أي شيء، نظرا لعدم وجود أي نشاط ثابت ومنتظم وملزم يتطلب له مواعيد ثابتة يوميا خلال أيام الأسبوع ، فتظهر فى حينها أعراض الشيخوخة المبكرة والتي يتبعها أشياء كثيرة من ضعف الجهاز الحركي والذاكرة .
* هل هناك أمراض تظهر على الإنسان مرتبطة بخروجه إلى المعاش ؟
بعد الخروج إلى المعاش تقل الحركة ويزيد معدل التمثيل الغذائي فى الجسم فيزيد السكر فى الدم وكذلك الضغط ويؤدي كذلك إلى زيادة الدهون نتيجة عدم الحركة، على العكس وقت العمل يقل استهلاك الغذاء.
* أثناء فترة التقاعد يزداد وزن الإنسان، فهل هذا الوضع يؤثر على صحة الإنسان ؟
في سن المعاش نتعرض للتخمة أو الوزن الزائد، فالحركة والنشاط يقل مما يؤدي إلى زيادة الوزن وهذه لها خطورة، فتظهر بعض الأمراض مثل: الضغط والسكر والقلب ومشاكل المفاصل والعظام وضيق الشرايين .
* ماالنصائح الطبية التي يمكن تقديمها لمن يخرج إلى المعاش ؟
يجب على كل شخص مقبل على التقاعد أو انتهاء خدمته بالعمل الذي يمارسه أن يخطط مستقبلا لممارسة بعض الأعمال الخاصة أو الأنشطة الخيرية الملزمة حتى يستطيع قضاء وقته وتنشيط ذهنه وعقله بأعمال مفيدة تحسن من أدائه العضلي والعقلي وينشط الذاكرة، لأننا مع المقولة ( إن العمل عبادة ) فلا غنى للإنسان عنه طالما له قلب ينبض ويستطيع أن يؤدي أي عمل يقوم به.
* هل هناك خمول حميد لا خطورة منه على صحة الانسان؟
- هذا الخمول سببه عدم وجود عمل، ولكن يجب أن نحذر من هذا الخمول الحميد الذي هو دون عمل ودون أمراض عضوية عند بعض الشباب، وفِي الغالب بعد ذلك قد يؤدي إلى حدوث أمراض عضوية أو نفسية وعدم القدرة بعد ذلك على أداء أعمال بدنية أو ذهنية، لذلك ننصح الشباب بمحاولة اكتساب أية خبرات أو دورات تدريبية فى المجال الذي يثقل دراستهم ومواهبهم لحين انتسابهم لأعمال مستقبلا .
* متى يكون الاسترخاء مطلوبا ؟
- نحن دين الوسط فيجب علينا الموازنة بين العمل والراحة والاسترخاء لأن فى بعض الأحيان يكون الاسترخاء مطلوبا حتى يعيننا ويدفعنا بعد ذلك لأداء أعمالنا دون الشعور بالإرهاق أو الإجهاد ونمتلك الحماس والقوة.
* ومتى تكون النصيحة بالجلوس فى البيت؟
- ننصح طبيا بالجلوس فى البيت عند حدوث مرض ما يتطلب الراحة بتوصية طبية حتى يتم التعافي كاملا ، ولذلك لأن فى بعض الأحيان الإجهاد فى العمل يؤدي إلى تفاقم بعض الأمراض نتيجة المرض الموجود وتأخر التعافي من هذا المرض .
* هل الخمول يؤثر على مرضى القلب والسكر فى بعض الأحيان؟
- بعض أمراض القلب ننصح بالحركة المعقولة، وذلك لتنشيط الدورة الدموية والإقلال من مستوى الدهون بالدم، والتي تؤدي إلى زيادة اللزوجة وحدوث الجلطات، وكذلك فى مرض السكر فالحركة تؤدي إلى زيادة التمثيل الغذائي للسكر بالدم وبالتالي سهولة التحكم فى مستوى السكر فى الدم .
* وماذا عن مريض الكبد.. هل من أعراض للخمول؟
- بالنسبة لمريض الكبد فعلى حسب حالة مرض الكبد ينصح بالحركة، فبعض المرضى الذين يعانون من اعتلال الكبد بصورة بسيطة ينصح بممارسة النشاط العادي .
أما فى بعض الحالات المتقدمة فينصح بالراحة حتى نستطيع التحكم فى علاج المريض، وتجنب زيادة الأحمال على الكبد فتقلل من مضاعفات المرض نفسه.
* هل يمكن الجمع بين الاسترخاء والعمل ؟
- يحدث ذلك فى حالة تنظيم الوقت بين العمل والاسترخاء كما فى الحكمة (إن لبدنك عليك حق) وهو حق الاسترخاء بعد العمل المضني حتى يستطيع الإنسان أن يمارس عمله بحماس وجد، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج وتجنب استهلاك أجهزة الجسم ووظائفها.
* روشتة توجيه يقدمها الدكتور خالد يونس للشباب لتجنب حالة الخمول والجلوس فى البيت:
- بالنسبة للشباب يجب حرصهم على ممارسة بعض أنواع الرياضة بطريقة منتظمة خلال فترة البطالة وعدم ممارسة عمل منتظم حتى ينشطوا أعضاءهم الجسمانية والعقلية.
أما إذا كان من الشباب من يعاني من بعض الأمراض مثل: فشل فى عضلة القلب أو فشل كبدي أو كلوي أو سرطان متقدم فهنا ضرورة الاسترخاء والراحة وهي لضرورة صحية حتى لا تحدث مضاعفات تسبب خطورة على حياة المريض.
* وما النصائح الطبية المطلوبة للحفاظ على صحة الإنسان فى الشباب والكبر؟
- ضرورة الموازنة بين العمل والراحة، فلا يصح لأي شخص أن يستريح تماما دون القيام بأية أعمال حتى لو كانت اجتماعية أو خيرية وأن نتبع المقولة الشهيرة ( أنا أعمل .. إذا أنا موجود سواء كان العمل قبل أو بعد الستين من العمر، ويجب أن يكون لكل إنسان دور فى الحياة حتى يشعر بقيمته ووجوده.