10-8-2022 | 09:43
كتبت: نهى عاطف
تُرى ما هي فوائد المُكملات الغذائية بالنسبة لصحة الجسم؟ وهل هناك أضرار لعدم تناولها؟ وما طبيعة هذه الأضرار؟ وهل هناك فئات بعينها ممنوعة منها وما هي المعايير الطبية لتناولها؟ أسئلة كثيرة تتوالد عندما يدور الحديث عن المُكملات الغذائية، فى هذا التحقيق نستطلع آراء الأطباء والخبراء فى هذه المسألة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من ثقافتنا الطبية.
الدكتور عماد الدين حمدى استشارى الأمراض الباطنة يرى أن المكملات الغذائية تشتمل على الفيتامينات والأملاح المعدنية والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية المشبعة والعناصر الغذائية النادرة مثل: الزنك والفسفور والبروتينات، فجميع المكملات الغذائية التى يحتاجها الجسم يستعين بها من مصدرين إما مصادر طبيعية مستمدة من الطعام، وإما من مصادر الأدوية مثل: حبوب أو أقراص أو بودرة أى المكملات الغذائية الجاهزة.
ويوضح أن البروتينات الطبيعية موجودة داخل اللحوم والأسماك، فالأحماض الأمينية تكون زائدة داخل اللحوم الحمراء واللحم البقري، والبروتينات النباتية موجودة داخل فول الصويا وغيرها، أما الأحماض الدهنية فهى متوفرة بالسمن البلدى والزبدة والدهون الموجودة بالحيوانات، والفيتامينات تكون أكثرها داخل الخضراوات وأيضا الفواكه موضحا أن الفرد الذى يريد أن يتمتع بصحة جيدة يجب عليه أن يتناول المكملات الغذائية الطبيعية بجميع أشكالها وصورها وأن ينوّع فى اختيار الطعام.
ويرى د. عماد الدين حمدى أن المكملات الصناعية موجودة على شكل أقراص أو بودرة، وهناك مكملات غذائية جاهزة بها أحماض أمينية لبناء العضلات “الخاصة بكمال الأجسام والرياضيين” وليست هناك مشكلة أو موانع فى الاستخدام، ولكن استخدامها لفترات طويلة أو بكميات مفرطة يؤدى إلى حدوث مشكلات بالكلى، لأنها تمثل عبئا عليها ويصاحب ذلك فشل كلوى من الممكن فيما بعد أن يؤدى إلى الوفاة إذا كان تناولها غير خاضع للإشراف الطبى.
ويشير إلى أن الأطفال من الممكن أن يستخدموا المكملات الغذائية من الأملاح المعدنية والفيتامينات، لكن تحت الإشراف الطبي، موضحا أن المكملات الغذائية مثل: الأمينو والبروتين الجاهز يتم استخدامها فى حالات معينة للأطفال المقبلين على تناول النشويات بشراهة ولا يفضلون تناول البروتينات، وبالتالى تكون لديهم مشكلة فى نقص البروتين وزيادة النشويات وفى هذه الحالة يتم إعطاؤهم الأحماض الأمينية الجاهزة والبروتينات الجاهزة، ولكن الأطفال الطبيعيين لا يفضل إعطاؤهم أحماضا أمينية ومن الممكن تناولهم مكملات غذائية جاهزة من فيتامينات وأملاح معدنية ليست بها ضرر، ولكن تكون خاضعة للإشراف الطبي.
ويضيف د. عماد بالنسبة لكبار السن: إذا احتاج الجسم لمكملات غذائية صناعية فيجب أن تكون بكميات معقولة وليست لفترات طويلة، ويجب مراعاة أن كبار السن لديهم مشكلات فى وظائف الكلى، لذا يجب إعطاء المكملات فى إطار الحاجة وبكميات معقولة، لأن كفاءة الكلى تقل طبيعيا بعد تجاوز سن الـ 40 عند جميع الأفراد.
وتوضح الدكتورة مى فهمى استشارى الأطفال وحديثى الولادة بكلية طب جامعة عين شمس واستشارى التطعيمات، سبب إعطاء المكملات الغذائية إما لسبب وقائى أو علاجى أو لمساعدة الجسم فى دور من الأدوار الشديدة، فالسبب العلاجى قطعيا يجب على الطبيب فقط وصفها، أما الوقائى فمن الممكن أن تعطيها الأم مرة واحدة من تلقاء نفسها، ولكن تكرارها يحتاج إلى طبيب لتحديد الجرعات المناسبة وإجراء بعض التحاليل قبل إعطائها، لأن المكملات الغذائية أولا وأخيرا عبارة عن مواد كيميائية تخرج عن طريق الكبد والكلى وهذا معناه أنها حمل على الجسم، لذا يجب أن نعاملها معاملة المكملات الغذائية وليست المواد الغذائية .
وتختلف معايير وضوابط تناولها من سن لآخر ومن حالة مرضية لأخرى فيجب أن تكون تحت استشارة الطبيب، والطفل الذى يرضع بشكل طبيعى لا يحتاج إلى مكملات غذائية قبل إتمام عامين أو ثلاثة، ولكن هناك بعض المكملات يحتاجها الطفل لمساعدته فى المشى والتسنين، وذلك بعد 6 شهور من ولادته وبعد إدخال الطعام له.
أما إذا تكلمنا عن خطر المكملات الغذائية على الأطفال– والحديث للدكتورة مى فهمي- فهى بالفعل خطر على الحياة ومن الممكن أن تسبب الوفاة إذا كان الطفل يعانى من حالة مرضية غير معروفة للأم ويقوم بأخذ المكملات والفيتامينات بشكل عشوائى دون استشارة الطبيب وإجراء تحاليل على الأقل مرة فى الشهر، أو إذا كان الطفل يأخذ أدوية معينة وتلك المكملات ممنوع أخذها مع ذلك العلاج فيحدث تعارض بين العلاج والمكملات يسبب خطرا على حياته، فيجب أن يكون هناك ما يسمى “إجازة الدواء” لمدة تتراوح من أيام لأسابيع على حسب استشارة الطبيب لأن الأدوية تمثل حملا على الجسم وعدم وجودها فى تلك الفترة هو إفادة للجسم وليس ضررا، ولكن هذا لا ينطبق على جميع الأدوية فنحن نتحدث على المكملات الغذائية والفيتامينات .
كما يضيف دكتور محمد حبيب أخصائى التغذية العلاجية أن المكملات الغذائية مستحضرات الهدف من استخدامها تكملة النظام الغذائى بمواد تغذوية مثل: “المعادن والفيتامينات والألياف والأحماض الدهنية والأمينية” وفى بعض الدول تعتبر المكملات الغذائية أطعمة كاملة، وفى البعض الآخر تعتبر مستهلكات صحية، لذلك هى ليست مناسبة للجميع معتبرا أن استخدامها مرفوض لأنه يجب تناول البديل كمجموعة متنوعة من الأطعمة مثل: الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة والألياف واللحوم الخالية من الدهون والأسماك، وبذلك يكون قد أخذ احتياجاته من كل العناصر المطلوبة لبناء صحة جيدة.
أما استخدامها مع الرياضين فيجب عدم تناولها لأنها قد تعرضهم للمشكلات الصحية مثل: “المغص والصداع والانتفاخات وفقدان الشهية ومن الممكن أن تؤدى إلى الفشل الكلوى لأنها تسبب ضغطا على الكلى وعموما إذا تم أخذ كمية كافية من الأحماض الأمينية من الأطعمة فلا داعى لاستخدام المكملات.
كما يقول د. حبيب أنه يجب الحذر لأنه من الممكن أن تسبب المكملات الغذائية الوفاة لأن الكثير منها مجهول المصدر وقد يحتوى على كمية عالية تصل لدرجة السمية من الزرنيخ والرصاص والكادميوم.
ويوضح أن حالات استخدام المكملات الغذائية تتمثل فى المرأة الحامل أو طفل لديه مشاكل تمنعه من امتصاص كل العناصر الغذائية أو من هم فوق الـ 50 عاما، وبعض الحالات المرضية وفى جميع الأحيان يجب استشارة الطبيب المعالج أولا.