السبت 27 ابريل 2024

بطانة الرحم المهاجرة .. العدو الأول لحلم الإنجاب

بطانة الرحم المهاجرة .. العدو الأول لحلم الإنجاب

12-8-2022 | 13:38

كتب: حمدى عثمان

تشير إحصائية عالمية إلى أن مرض بطانة الرحم المهاجرة تصاب به أكثر من 176 مليون سيدة حول العالم وأن نسبة من 2إلى 15% من عمر 20 إلى 40 يصبن بهذا المرض الخطير الذي قد يغلق أنابيب الحمل تماما ويقضي على فرصة المرأة فى الإنجاب. الأمر مقلق حقا لمن تحلم بالأمومة، لكن الأمر المطمئن هو أن علاج بطانة الرحم المهاجرة سهل بالاكتشاف والعلاج السليم المبكر.. وهنا نسأل: ما هو تعريف هذا المرض.. وأهم أسباب الإصابة به؟ وهل للوراثة دور فيه؟ وما أهم أعراضه وطرق الوقاية والعلاج؟ هذا هو ما نتعرف عليه فى جولتنا التالية. د. زكي ندا استشاري النساء والتوليد بمستشفى الساحل التعليمي يقول: إن مرض بطانة الرحم المهاجرة مشتقة من كلمة اندومتريوزس Endometrium) ، وتعاني منها ملايين النساء حول العالم قدرت بحوالي 176 مليون امرأة فى سن الإنجاب من 15 إلى 49 سنة ، ومعناه أن الأنسجة التي تشكل بطانة الرحم من الداخل تغادره وتنمو فى أماكن خارج الرحم، ومن هنا جاءت تسمية بطانة الرحم المهاجرة مثل أسفل أو فوق المبايض أو خلف الرحم أو على المثانة أو الأمعاء. ونادرا ما تنمو فى أعضاء الجسم المختلفة كالرئة أو الكلية أو أي جزء آخر من الجسم ، والخطر إنها تظل متفاعلة مع هرمونات الحمل والدورة الشهرية فتحاول أن تنسلخ مع الأخيرة فيحدث نزيف الدورة الشهرية الأكثر غزارة، وهنا مكمن الخطورة حيث إن البطانة المهاجرة تحاول الانسلاخ وكأنها داخل الرحم، ولكنها لا تتمكن من الخروج فتحتبس داخله ،فإما لا تسبب أية آلام للمرأة ، أو تسبب آلاما مبرحة لا تطاق بالإضافة، إلى إصابة المرأة بانسداد أو غلق أنابيب الحمل، مما يسبب العقم عند النساء. أعراض المرض يستطرد د. زكي ندا عندما يوضح أن للمرض أعراضا أخرى أهمها آلام مزمنة فى الحوض وعند الاتصال الجنسي مع الزوج وفى الأمعاء أو عند التبول أو التبرز مع زيادة مدة الدورة الشهرية والدم المفقود أيضا والإصابة بالإعياء الشديد والتعب المستمر. التشخيص وعن طرق تشخيص الإصابة بالمرض يقول د.زكي ندا: إن التشخيص يتم بواسطة الأشعة التليفزيونية أو السونار على منطقة الحوض وبواسطة عمل منظار نسائي بالإضافة لأخذ عينات من هذه الأنسجة وإرسالها للتحليل لتأكيد التشخيص ومن الممكن القيام أثناء التشخيص بإزالة جزء من هذه الأنسجة وفك الالتصاقات الموجودة على أنابيب الحمل ما يمنح فرصة كبيرة للإنجاب وغياب الآلام المبرحة الناتجة عن بطانة الرحم المهاجرة. وتتفق د. سمر جمهوري اخصائية النساء والتوليد والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة مع د. زكي ندا عندما توضح أنه يمكن للعامل الوراثي أن يكون له دور فى الإصابة بالمرض كأن تتم الإصابة به بين أفراد العائلة الواحدة، الأم أو الأخت مثلا مؤكدة أن الأكثر إصابة به النساء اللاتي ينجبن أول طفل بعد عمر ال30 سنة ومن تعانين من العقم وتأخر الحمل ويجب أن ننتبه أن هذا المرض قد يصيب الفتاة مع أول دورة شهرية فتظن عن طريق الخطأ أنها طبيعية فتتوه بين متاهات العلاج والتشخيص ويجب الانتباه لذلك. العلاج وعن درجات ومراحل بطانة الرحم المهاجرة يقول د. تامر النحاس مدرس أمراض النساء والتوليد و الحقن المجهري و علاج تأخر الإنجاب بالمركز القومي للبحوث: إنه يمر بأربع مراحل تتوقف على مكان ظهور وعدد غرسات وعمق التصاق بطانة الرحم وهي المرحلة الأولى وفيها جروح صغيرة ومكان غرسة بطانة الرحم السطحية على المبيض، والمرحلة الثانية خفيفة أيضا وتتواجد فيها جروح خفيفة سطحية على المبيض بينما المرحلة الثالثة تتواجد فيها غرسات بطانة الرحم العميقة على بطانة الحوض والمبيض عند المرأة بينما المرحلة الرابعة هي الأكثر خطورة أو الشديدة والأكثر عدوانية وتتواجد فيها غرسات بطانة الرحم العميقة المنتشرة فى المبيضين وبطانة الحوض ويمكن أن تمتد لقناة فالوب والأمعاء، وهي التي تسبب الإصابة بالعقم وبصفة عامة فمعظم المصابات غالبا ما تكنّ فى المرحلة الأولى أو الثانية. وعن طرق علاج مرض بطانة الرحم المهاجرة يشير د. تامر النحاس إلى أن العلاج يتوقف على انتشار المرض، وعمر المريضة ورغبتها فى الحمل وشدة الأعراض فإما يكون باستخدام بعض الأدوية لتخفيف الآلام الناتجة عن المرض أو بإيقاف نمو هذه الأنسجة خارج الرحم بالعلاج ببعض الهرمونات مثل هرمون الإستروجين تبعا لحالة كل مريضة، وأحيانا يتم التدخل الجراحي بالمنظار ثم بالأدوية لضمان عدم عودة المرض مرة أخرى فى وقت قريب، لكن إذا كانت أنسجة بطانة الرحم المهاجرة أكثر من 4 سم أو الالتصاقات الناجمة شديدة فغالبا ما تؤدي لإغلاق أنابيب الحمل، وتسبب آلاما حادة يمكن السيطرة عليها عن طريق الأدوية.