17-8-2022 | 09:01
كتبت: ندا يونس
العظام تشكل الهيكل العظمي الذي يعطي جسم الإنسان أشكاله المميزة، ولولا الجهاز العظمي لكان الإنسان مجرد جلد ولحم لا شكل لهما، وعلى العظام ترتكز العضلات والأربطة التي تربط المفاصل بين العظام، كما تشكل العظام التجاويف الحصينة لحماية الأعضاء الحيوية بداخلها مثل: الجمجمة التي تحمي الدماغ والعين ومحتويات الأذن الداخلية،والفقرات التي تحمي النخاع الشوكي وغيرها من الصناديق التى تحمي باقي الأعضاء.
ولان العظام تتركب من مادة أساسية ألا وهى الكالسيوم،حيث يوجد 99 % من نسبة الكالسيوم بالجسم بالعظام، ولامتصاص العظام للكالسيوم تحتاج لفيتامين د الذي لايقل أهمية عن الكالسيوم لتكوين العظام، وعند حدوث أى خلل أو نقص فى معدلهم الطبيعى يصاب الإنسان بما يعرف بـ”هشاشة العظام”،
حيث يمكن تشبيه العظام فى هذه الحالة كقطعة الإسفنج المليء بالمسام الصغيرة، وهنا تحدث حالة الإصابة بهشاشة العظام فيقل عدد المسام ويكبر وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها،فماهو هذا المرض.. وماهى أعراضه ومضاعفاته.. وكيف يكون العلاج والوقاية؟. تساؤلات يجيب عنها الخبراء فى التحقيق التالي.
يقول دكتور اندرو هانى استشارى جراحة العظام والمفاصل وعضو الجمعية السويسرية لجراحة العظام والكسور: يطلق على مرض هشاشة العظام اللص الصامت أو المرض الصامت، وذلك لأنه ليس له أعراض غالبا، ويتم تشخيصه بعد تعرض المريض لكسور ناتجة عن هشاشة العظام وفى بعض الحالات القليلة قد يشكو المريض من آلام متفرقة بالجسم والمفاصل والشعور بالتعب مع أقل مجهود.
وهشاشة العظام تعنى وجود نقص فى كثافة العظام، مما يفقدها صلابتها ويجعلها عرضة للكسر بسهولة،وترجع أسباب الإصابة بها إلى العديد من العوامل أشهرها انقطاع الطمث لدى السيدات ومايصاحبه من نقص بهرمون الإستروجين، مما يتسبب فى حدوث الهشاشة، وهناك أسباب أخري مثل نقص فيتامين د، ولين العظام نتيجة لعدم التعرض لأشعة الشمس بانتظام، الإكثار من تناول المشروبات الغازية، مرض السكر،التقدم فى العمر،البقاء فى الفراش دون حركة لفترات طويلة،والعامل الوراثي ليس سببا وإن كانت هناك بعض الأبحاث التي تشير إلي وجود استعداد جيني عند بعض الأفراد للإصابة بهشاشة العظام أكثر من غيرهم.
والهشاشة قد تكون عامة تصيب الجسم كله أو هشاشة عظام موضعية فى مكان محدد مثل الهشاشة التي تصيب عظام القدم فى حالة الكسور والبقاء لمدة طويلة فى الجبس.
ولايمكن القول بإن هناك نسب إصابة محددة فى مصرللإصابة بهشاشة العظام، ولكن النسب العالمية تشير إلي أن واحدة من كل ثلاث سيدات وواحد من كل ٥ رجال فوق سن الخمسين قد يعانوا من كسور ناتجة عن هشاشة العظام خلال حياتهم بعد سن الخمسين.
ومن أخطر مضاعفات مرض هشاشة العظام الكسور، ولعل أخطرها وأهمها كسور مفصل الفخذ وكسور الرسغ،وهناك مضاعفات أخرى مثل انحناء واعوجاج العمود الفقري والإجهاد المستمر.
- ويستكمل: من المعروف أن كل آلام وأمراض العظام تزداد مع بداية فصل الشتاء،وذلك يرجع إلي انقباضات الأوعية الدموية فى درجات الحرارة المنخفضة وماينتج عنه من بطء فى الدورة الدموية للأطراف مسببا زيادة فى الآلام التي يشعر بها المريض.
ويتم تشخيص هشاشة العظام من خلال إجراء مجموعة من الفحوصات أهمها قياس كثافة العظام فى أماكن متفرقة من عظام الجسم،أما العلاج فهشاشة العظام يمكن علاجها، ولابد أن يبدأ العلاج فورا بمجرد اكتشاف المرض تجنبا للمضاعفات،وجميع الأدوية المستخدمة لعلاج هشاشة العظام قائمة علي فكرة إعادة بناء العظام وزيادة كثافتها بالجسم وزيادة نسبة الكالسيوم بالعظام.
وللوقاية من مرض هشاشة العظام ننصح بالآتى:
- ممارسة الرياضة بصفة منتظمة على الأقل ٢٠ دقيقة يوميا.
- التغذية السليمة المتوازنة والإكثار من الخضراوات والفواكه ومنتجات الألبان.
تجنب المشروبات الغازية نهائيا. -
- التعرض لأشعة الشمس يوميا لمدة ٣٠ دقيقة.
- اللجوء للطبيب المختص عند الشعور بأي من الأعراض للكشف المبكر عن المرض وعلاجه قبل التعرض للمضاعفات.
ويشرح لنا دكتور طارق وفا استشاري جراحة العظام والمفاصل أن العظام تتكون من شقين الأول: هو البنية الأساسية للعظام، والتى تشمل بعض البروتينات وأهمها الكولاجين، والشق الثانى: هو الأملاح ومن أهمها الكالسيوم،وهذه الأملاح تترسب على البنية الأساسية فتكون العظام،وهنا يجب التفريق بين هشاشة العظام ووهن العظام،فالأخير يحدث عندما تكون كتلة العظام جيدة، ولكن هناك نقصا فى الأملاح مثل الكالسيوم وفيتامين د،وهذا النوع يصيب جميع الفئات العمرية، ولكنه يظهر فى الشباب أكثر وخاصة فى الإناث، وتتمثل أعراضه فى صورة آلام فى المفاصل،إرهاق عام، ضعف فى العضلات، علاجه يكون من خلال تعويض الجسم بالأملاح والفيتامينات المفقودة، أما هشاشة العظام فتعنى نقص فى الكتلة العامة للعظام، مما يجعل العظام ضعيفة جدا ويحدث ضعف فى عملية التكون الفسيولوجى للعظام،وهذا النوع يصيب كبار السن والسيدات بعد انقطاع الدورة الشهرية.
ويصاب بمرض هشاشة العظام حوالى 200 مليون شخص حول العالم،ويصيب الإناث أكثر من الذكور بنسبة1:4، وكما ذكرنا فى السطور السابقة أن من أهم أسباب الإصابة بهشاشة العظام هو التقدم بالعمر أو نتيجة لنقص بعض الهرمونات بسبب انقطاع الدورة الشهرية،وهناك أسباب أخرى مثل الإصابة ببعض الأمراض المتعلقة بالغدد الصماء مثل الغدة الدرقية،بعض أمراض الكلي والكبد، والتى تؤثر على عملية تكوين وتقويم العظام، وتؤثر كذلك بالسلب على عملية امتصاص الكالسيوم وفيتامين د،وهناك بعض الأسباب ترجع إلى نمط الحياة مثل التدخين،شرب الكحوليات،عدم ممارسة الرياضة وتناول الوجبات السريعة.
ويضيف أن من أشهر المضاعفات التى تنتج عن الإصابة بمرض هشاشة العظام التعرض للكسور نتيجة لأى وقوع أو اصطدام بسيط، ومن أكبر نسب الكسور التى نراها الكسور فى مفصل الحوض أو العمود الفقري أو مفصل الرسغ.
ولكى يتم تشخيص الإصابة بهذا المرض يتم الاستماع لشكوى المريض ثم إجراء بعض الفحوصات مثل تحاليل فيتامين د والكالسيوم،ومن أهم الفحوصات إجراء مقياس كثافة العظام،حيث يظهر ما إذا كانت نسبة الإصابة بدرجة بسيطة ناتجة عن نقص الفيتامينات والأملاح أم إذا كانت النسبة كبيرة.
وهنا يأتى بنا الحديث إلى طرق العلاج والتى تنقسم إلى:
- الإصابة بهشاشة العظام، ولكن بنسبة بسيطة فيتم العلاج من خلال تعديل نمط وأسلوب الحياة من خلال اتباع نظام غذائي صحى كامل يحتوى أيضا على مصادر غذائية لفيتامين د والكالسيوم،وممارسة الرياضة بشكل يومي،وتناول المكملات الغذائية لفيتامين د والكالسيوم بالجرعات التى تتناسب مع كل عمر والتى يحددها الطبيب المعالج.
وفى حالة الإصابة بالهشاشة، ولكن بنسبة عالية يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي عن طريق الأقراص أو الحقن والتى تساعد فى تحسين عملية تكوين العظام من خلال وقف نشاط الخلايا التى تؤدي إلى تكسير العظام وتحفيز الخلايا التى تعمل على تكوين العظام لرفع كثافتها والحفاظ عليها بالإضافة إلى تناول فيتامين د والكالسيوم والفوسفور.
أما فى حالة الكسور يتم إجراء العمليات الجراحية لتثبيت الكسر.
ويري دكتور رامي صلاح الدين دكتوراة العلاج الطبيعى والتغذية العلاجية أن هشاشة العظام يصاب بها عدد كبير من الأشخاص وهي ضعف شديد فى العظام يجعلها معرضة للكسر والإصابات المختلفة بسهولة،وتظهر هشاشة العظام نتيجة لنقص الكالسيوم وفيتامين د،وتصيب السيدات بشكل كبير بعد انقطاع فترة الطمث.
ومتابعتها تنقسم إلى شقين الأول شق غذائي والثاني شق رياضى،فالشق الغذائي يتمثل فى أرقام تحاليل فيتامين د والكالسيوم ويجب الاهتمام بفيتامين د والكالسيوم سويا وليس بعنصر واحد منهما لأن أى نقص فى أحدهما يؤدى إلى هشاشة العظام.
وأهم مصدر لفيتامين “د “هو أشعة الشمس خاصة فى الصباح الباكر مع بداية الشروق ووقت الغروب مع آخر اليوم ويكفي التعرض لها من 10 إلى 15 دقيقة يوميا،وتناول المصادر الغذائية مثل الألبان ومشتقاتها،البيض،الزبدة،القشطة،والأسماك البحرية، ويجب متابعة تحليل فيتامين د فى الجسم حيث إن المعدل الطبيعى يكون من 50:30 ولو أقل من ذلك يتم تناول جرعات دوائية لفيتامين د كمكمل غذائي وهناك جرعات تبدأ من 5000 وصولا إلى 200000 وحدة دولية.
وكذلك الاهتمام بالكالسيوم ومصادره الهامة تتمثل فى الألبان ومشتقاتها،والسمسم،والتين البرشومي. أما الرياضة فتلعب دورا هاما جدا،حيث إن كثافة العظام المهمة فى عملية تكوين وتقويم العظام تزيد بالضغط،ففكرة ممارسة الرياضة مثل رياضة الكارديو ورياضة الورك أوت حتى رياضة الأحمال تزيد من كثافة العظام والسيطرة على الهشاشة.