السبت 27 ابريل 2024

أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية د. جميلة نصر : بالرياضة والطعام الصحى نواجه أمراض القلب

أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية د. جميلة نصر : بالرياضة والطعام الصحى نواجه أمراض القلب

22-12-2022 | 10:12

حوار: أحمد فاخر
باتت أمراض القلب واحدة من الأمراض التى تهددنا بين الحين والآخر، ومع إحتفالنا مؤخراً باليوم العالمى للقلب حاولنا التعرف على كيفية مواجهة خطر الإصابة بأمراض القلب، والجديد فى طرق علاجها، والجهود التى تبذل فى هذا الإطار من خلال لقاءنا مع الدكتورة جميلة نصر أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية وعضو لجنة الصحة بالمجلس القومى للمرأة، فى جولتنا التالية........ فى البداية ما الأسباب الرئيسية لتزايد الإصابات بأمراض القلب ؟ - مرض السكر يعتبر من أهم أسباب الإصابة بأمراض القلب المختلفة بالإضافة لارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون فى الدم، كما أن التدخين والسمنة والعوامل الوراثية لها تأثير فى زيادة نسب الإصابة، وأغلب تلك الأسباب تحدث نتيجة نمط الحياة غير الصحي، وبالتالي أصبح طب تغيير نمط الحياة للأفضل هو شغلنا الشاغل، وهناك دعم رئاسي كبير جداً للاهتمام بصحة المجتمع ونشر الوعي للوقاية من الأمراض. كيف يمكننا تغيير نمط الحياة لدى المواطن المصرى؟ - هناك بعض المؤشرات تؤكد أن الدولة تتكلف حوالي 30 مليار جنيه سنوياً بسبب عدم ممارسة الشعب المصري للرياضة، والجمعية الأوروبية لأمراض القلب وضعت ملخصا لكيفية أن يعيش الإنسان حياة صحية فى معادلة تتلخص فيما يلى: - لا تدخين نهائياً، حيث إنه من أسوأ العادات ويمكن أن تؤدي سيجارة واحدة لجلطة بالقلب. - مشي 3 كيلومتر يومياً أو نصف ساعة يوميا 4 أيام فى الأسبوع على الأقل، حيث إن الرياضة هي الكبسولة السحرية للوقاية من 20 مرضا مزمنا. - تناول خمس قطع فاكهة أو سلاطة خضراء يومياً على الأقل، مع الإكثار من تناول الأسماك مرتين على الأقل أسبوعياً، حيث تساعد على تقليل الإصابة بنسبة 15%. - ألا يزيد ضغط الدم على 140 درجة، حيث إن 92% من مرضى ارتفاع ضغط الدم ليسوا مسيطرين على المرض. - (5) و (3) = أرقام دهون الكوليسترول بالنظام الأوروبي. - لا سمنة ولا سكر، حيث إن 66% من الشعب المصري مصاب بالسمنة وزيادة الوزن، مما جعل المصريين أكثر الشعوب الإفريقية التي تعاني من زيادة الوزن، أما بالنسبة للسكر فيجب السيطرة عليه حيث إنه من المتوقع أن يصاب 50 مليون مصري بمرض السكر مع مرور عام 2050. ما دور المجلس القومي للمرأة بالنسبة لنشر الوعي للوقاية من أمراض القلب ؟ - تعمل لجنة الصحة بالمجلس القومي للمرأة على تبني مفهوم الطب الوقائي عن طريق متابعة ورعاية الكثير من الحملات الصحية والقوافل الخاصة بالتوعية ضد الأمراض المختلفة على مستوى جميع محافظات مصر، هذا بالإضافة للندوات الخاصة بهيئة التمريض لرفع كفاءتهم بمختلف المؤسسات الطبية، وكانت هناك احتفالية كبيرة كنت مسئولة عنها بالتعاون بين المجلس القومي للمرأة وجمعية القلب المصرية بمناسبة يوم القلب العالمي خلال شهر أكتوبر الماضي، وذلك بحفل كبير داخل قصر عابدين وقد تم بثها مباشر لـ 170 دولة على مستوى العالم بعد إضاءة قصر عابدين بالكامل لتوجيه رسالة للعالم بتاريخ مصر. وماذا عن أكثر الفئات تعرضاً للإصابة بأمراض القلب؟ - للأسف، لا توجد إحصائيات واضحة حتى الآن بنسب الإصابة بأمراض القلب بين كلٍ من الرجال والنساء، ولكن بصفة عامة لو تابعنا أرقام الوفيات من النساء لوجدنا أن الوفاة نتيجة أمراض القلب تساوي نسب الوفاة نتيجة الإصابة بالسرطانات المختلفة مجتمعة، وهذا يعني أن السبب الأول للوفيات عند السيدات يكون نتيجة الإصابة بأمراض القلب، ومع ذلك يجب التوضيح بأن أمراض القلب لدى النساء لا تشخص، حيث إن الأدلة الاسترشادية العالمية تتناول أعراضها باستهانة ولا يوجد اهتمام بحثي على أعراض الإصابة بأمراض القلب عند النساء، كما أن السيدة المدخنة نسبة تعرضها لأمراض القلب أكثر 19 مرة من غير المدخنة. ما هي أحدث إحصائيات ونسب الإصابة بأمراض القلب ؟ تؤكد الدراسات أن هناك 17 مليون شخص يموتون سنوياً على مستوى العالم بسبب أمراض القلب المختلفة، وهناك زيادة فى عدد الإصابات بمصر نتيجة لارتفاع المعدل فى الزيادة السكانية خلال السنوات العشر الأخيرة هذا بالإضافة لزيادة متوسط الأعمار حيث أصبح متوسط العمر لدى الرجل 73 سنة والمرأة 76 سنة. هل زادت معدلات الإصابة بين صغار السن فى الآونة الأخيرة ؟ - عدد المصابين بأمراض القلب فى مصر سنهم أصغر من السن العالمي، حيث أصبح يصاب من هم فى الخمسينيات بأمراض القلب فى حين أن الرقم العالمي فوق سن الستين، كما أن هناك إصابات بين الشباب الأقل من سن الأربعين. ما علاقة فيروس كورونا ومرضى القلب والضغط والسكر؟ - لأن أغلب المصابين بالأمراض المزمنة يكون عندهم ضعف بالمناعة نتيجة تأثر الجسم بالمرض من جهة، والآثار الجانبية للأدوية التي يتناولونها على الجسم من جهة أخرى، لذلك اكتشفنا أن المصابين بأمراض القلب هم أكثر تعرضا للوفاة بعد الإصابة بفيروس كورونا بسبب تعرض عضلة القلب للالتهاب. هل للأمراض النفسية تأثير سلبي على كلٍ من القلب والشرايين؟ - بالتأكيد، هناك تأثير كبير للحالة النفسية على القلب، وبالتالي ندعو الجميع، وخصوصا النساء بتجنب الضغط النفسي، وذلك عن طريق ممارسة الرياضة بقدر الإمكان، لأنها تساعد على تفريغ الغضب واستعادة النشاط، ومن أشهر أمراض القلب التي تحدث نتيجة الحالة النفسية هي ما يطلق عليه (متلازمة القلب المنكسر) وهو حدوث ضعف فى عضلة القلب نتيجة انهيار عصبي فجائي، وتصيب السيدات نتيجة ضغوط الحياة وتأثير المحيطين بالسلب على المريضة وهناك علاج لهذا المرض. ما أهم أعراض الإصابة بأمراض القلب؟ - أمراض القلب مرتبطة بأعراض مهمة مرتبطة بالمجهود ولو كان بسيطاً، وهي الإحساس بثقل على الصدر أو عدم القدرة على النوم على الظهر جيداً وعدم انتظام نبض القلب (الرفرفة)، وأيضاً آلام المعدة والشعور بآلام وتورم القدم ، وتلك الأعراض لا ترتبط بمريض السكر لأنه غالباً لا يشعر بالألم بسبب إصابته بالتهاب الأعصاب الطرفية مما يحول دون شعوره بتلك الأعراض، حيث إنه لا يشكو سوى من النهجان فقط مما يجعله لا يهتم بالأمر أو يشك فى إصابته بأحد أمراض القلب، وبالتالي تكون أمراض القلب أشد خطورة على مرضى السكر، وبالتالي يأتي فى مراحل متأخرة من المرض. كيف تشخص الإصابة بأمراض القلب والشرايين ؟ - يبدأ التشخيص بعمل أشعة على الصدر ورسم للقلب، ولأنه من المتعارف عليه أنه لا تظهر النتيجة واضحة فى رسم القلب لـ 4 من كل 10 أشخاص، ففي تلك الحالة نحتاج لعمل رسم قلب بالمجهود بالإضافة للموجات فوق الصوتية على القلب للتعرف على حالة القلب والصمامات بشكل أدق، وأحياناً نحتاج لعمل مسح ذري على القلب بالمواد المشعة، والأحدث فى التشخيص هي الأشعة المقطعية على الشرايين التاجية مثل القسطرة غير النافذة والرنين المغناطيسي على القلب والقسطرة التشخيصية. ما الفرق بين القسطرة التشخيصية والعلاجية ؟ - القسطرة التشخيصية عن طريق حقن صبغة لتصوير شرايين القلب، أما القسطرة العلاجية تستخدم فى تركيب دعامات عادية أو ذكية أو قابلة للامتصاص حسب حالة المريض. ما درجات ومراحل تطور المرض؟ - إن لم يهتم المريض بأعراض ومؤشرات الإصابة بأحد أمراض القلب يمكن أن يؤدي ذلك لحدوث هبوط أو فشل فى عضلة القلب، وهو النهاية الحتمية لكل أمراض القلب إن لم يتم علاجها، حيث إن 50% من الحالات التي تم تشخيصها بهبوط فى القلب معرضة للخطر، ولكن هناك أدوية جديدة يمكن أن تساعد فى علاج تلك الحالات. لماذا تحدث أغلب الجلطات فى الساعات المبكرة من الصباح؟ - من المعروف أن أغلب الجلطات القلبية تحدث فى ساعات الفجر وما بعدها، وذلك لأن الدم يكون فى أقصى صور التجلط فى هذا الوقت من اليوم نتيجة هرمونات الجسم مثل الكورتيزون وغيرها، بالإضافة لقلة الحركة نسبياً، لذلك نهتم بإعطاء المريض الأدوية الخاصة بسيولة الدم فى توقيتات محددة مساءً لتجنب الإصابة بالجلطات القلبية بقدر الإمكان. متى نلجأ لإجراء جراحة القلب المفتوح؟ - عند حدوث ضيق شديد فى صمامات القلب مما يستدعي منا القيام بتغيير صمامات القلب، أو أن يكون المريض مصابا بضيق فى ثلاثة شرايين يمنع تركيب دعامات، وبالتالي نلجأ لجراحة القلب المفتوح لتغييرها واستعواضها من أوردة الساق أو الصدر. ما أحدث نظم العلاج والجراحات الجديدة الخاصة بأمراض القلب والشرايين ؟ فى كل لحظة تظهر أبحاث جديدة فى علاج أمراض القلب، حيث إن هناك دراسة اسمها (سكيميا) قللت من دور جراحة القلب المفتوح والاتجاه أكثر للعلاج الطبي، بالإضافة لحدوث تطور كبير فى مجال علاج القلب، وذلك باستخدام أجهزة حديثة أحدثت ثورة كبيرة فى هذا المجال، حيث ساعدت على تركيب صمام الأورطي كاملا عن طريق القسطرة دون اللجوء للتدخل الجراحي، كما أن هناك تطورا كبيرا فى الرنين المغناطيسي على القلب، والأشعة المقطعية على الشرايين التاجية، ويوضح تشريح تفصيلي للشرايين وكمية الدم الواصلة للقلب، وبالتالي معرفة مدى حيوية عضلة القلب وإن كان المريض سوف يستفيد من إجراء القلب المفتوح أم لا، وأيضاً هناك بعض أدوية مرض السكر توجه لعلاج مرضى القلب، وتطور كبير فى أدوية أخرى لعلاج هبوط القلب وإذابة دهون الدم. هل هناك احتمالية لعودة الإصابة بمشاكل القلب بعد إتمام العلاج ؟ - يجب التأكيد بأن مريض القلب المصاب بقصور فى الشريان لن يعود كالسابق مهما كان العلاج واختفاء العرض، وبالتالي يكون البروتوكول بالقيام بتثبيته بقدر الإمكان على وضعه الحالي لتجنب تأخر الحالة مما يعني احتمالية عودة المرض مرة أخرى فى حالة عدم توخي الحذر من قبل المريض بتغيير نمط الحياة وتجنب كافة المسببات لعودة المرض مرة أخرى. هل ترين أن المجتمع المصري حالياً على دراية كافية بأمراض القلب وأعراضها ؟ - أرى أن الشعب المصري بدأ فى التعرف على ما يسمى (وقاية)، وخاصة بعد زيادة عدد الحملات الرئاسية الأخيرة التي تعني بكافة الأمراض المزمنة، حيث نشرت الوعي لدى العامة بكيفية المتابعة الصحية والعلاجية ومزايا سرعة التشخيص لأي مرض، كما ساعد انتشار فيروس كورونا على زيادة التوعية الصحية بالنظافة الشخصية اليومية مما أدى إلى قلق صحي والتزام بشكلٍ ما وهو مفيد بصورة كبيرة بالنسبة للمجتمع ككل. كيف لنا أن نقي أنفسنا من الإصابة بأمراض القلب ؟ - الابتعاد عن التدخين بكل أنواعه، الابتعاد عن السجائر الإلكترونية، تجنب الضغط العصبي بقدر الإمكان، ممارسة أي صورة من صور الرياضة مرة يومياً على الأقل، تجنب الوجبات السريعة والاهتمام بالأكل الصحي، تجنب كلٍ من الملح والسكر فى الطعام، النوم عدد ساعات كافية من 6 لـ 8 ساعات غير متقطع بالمساء، عدم شرب المياه الغازية والتعويض عنها بالمياه العادية بكثرة.