يُمثل المسرح «أبو الفنون» بداية انطلاق الشرارة نحو الثقافة والسعي نحو تطوير المجتمعات وتنميتها بالعالم وصولًا بها لحياة أرقى وأفضل، ويتفرد المسرح بقدرته عن غيره من الفنون باستهداف الجماهير من جميع الفئات باختلاف أعمارهم وهويتهم واتجاهاتهم وثقافتهم ولغاتهم وحضارتهم وسيظل هو الفن الأكثر انتشارًا بالعالم كله.
وتقدم بوابة «دار الهلال»، أشهر المسرحيات عبر سلسلة «روائع المسرح العالمي» لنتعرف على أهم المسرحيات من مختلف الثقافات مما خطها وقدمها المسرحيون في مختلف الأزمنة والعصور منذ خلق ونشأة المسرح بعالمنا.
ونلتقي اليوم مع مسرحية «تلميذ الشيطان» .. لـ جورج برنارد شو
تقدم مسرحية «تلميذ الشيطان » خطين أو محوري، الأول هو عرض صورة من كفاح الأمريكان في القرن الثامن عشر، وخاصة سنة 1777م، ضد المستعمر الإنجليزي والمحور الثاني هو عرض صورة تلميذ الشيطان «ريتشارد دادجن» البطل الرئيس في هذه المسرحية ورأيه في عبادته للشيطان
أما عن المحور الأول فيها فالمسرحية تصور المستعمر الإنجليزي في الولايات المتحدة، وهو يفقد مستعمراته فيها واحدة بعد الأخرى ويرد المستعمر الإنجليزي بعنف على هذا الوضع المتردي له هناك فيأمر باغتيال بعض الأمريكان ويقيم محاكم عسكرية صورية لبعضهم ثم يعدمهم
وفي المسرحية نرى القس «أنطوني أندرسون» يناصر الأمريكان المقاومين للمستعمر الإنجليزي ويأمر الإنجليز بالقبض عليه لمحاكمته صوريا ثم إعدامه ويتصادف أن يكون في بيته «ريتشارد» تلميذ الشيطان ويغيب «القس» عن بيته قليلًا ويُهجم الجنود الإنجليز على بيته ويستسلم لهم «ريتشارد» على أنه القس ويأمر زوجة القس جوديس بألا تقول الحقيقة
وحين يعود القس لبيته ويعرف من زوجته أن الجنود الإنجليز قبضوا على «ريتشارد» حين أوهمهم أنه «القس» يأمر بتجهيز فرسه ويقول لزوجته إنك لم تكوني تعرفين زوجك ويسرع بالهرب من البيت
وتظن زوجته أنه هرب لينجو من الموت ولم يفكر في الشخص الذي أنقذه ولهذا تنقم على زوجها وتذهب إلى «ريتشارد» في محبسه قبيل محاكمته وإعدامه وتتعاطف معه وتظن أنه سلم نفسه مكان زوجها لكونه يحبها ويوهمها حينا بهذا ثم يصارحها بأنه لا يدري لماذا فعل هذا وتحاول أن تنقذه وتقول لمحاكميه إنه ليس زوجها «القس» ويتأكد محاكموه من هذا ومع ذلك يصممون على إعدامه مكان القس الهارب
وقبيل تنفيذ الإعدام على «ريتشارد» بلحظات يأتي «القس أنطوني» ويعرفهم بنفسه فيقبضون عليه ولكنه يقول لهم إنه مندوب عن الولاية التي خرجت من أيديهم وتنذرهم بالجلاء عن هذا المكان خلال ست ساعات وحينذاك يحترمه القادة الإنجليز ويتشاورون معه في أمر جلائهم عن هذا المكان ويعرف زوجته بأن مناضل أخذ مكانه في الكفاح ضد الإنجليز، وثورة الولاية على الإنجليز حين قبضوا على «ريتشارد» وسعى لإنقاذه فتفرح زوجته بهذا وتنتهي أحداث المسرحية وهذا هو المحور الأول بها.
أما المحور الثاني فيها فهو تصوير شخصية «ريتشارد دادجن» تلميذ الشيطان فهو يظهر في هذه المسرحية شخصا بغيضًا عند الجميع إلا زمرته من المجان حتى أمه تبغضه ومع ذلك نرى أن والده قد أوصى له بمعظم ممتلكاته في وصيته الأخيرة قبل موته - ولا ندري لماذا!-ومع ظهور «ريتشارد» على المسرح يدافع عن عقيدته في عبادته للشيطان وتمجيده إياه وأنه وهب له روحه ويراه حاميه الذي يشعر به ويتعاطف معه ولا شك أن في تصوير «ريتشارد » على أنه باع روحه للشيطان تأثرًا بأسطورة «فاوست» الألمانية ومعالجة المسرحي الإنجليزي «كريستوفر مارلو» في مسرحيته «فاوست» ولكن الفارق هنا أن فاوست في الأسطورة والمسرحيتين السابقتين باع روحه للشيطان مقابل أن يعطيه المعرفة والمتع الحسية أما «ريتشارد» فباع روحه للشيطان لاعتقاده أنه هو الوحيد الذي يشعر به ويتعاطف معه.
البرنامج الثقافي من القاهرة .. وفريق المسرحية
وقدمت مسرحية «تلميذ الشيطان » بمختلف مسارح العالم، في معالجات متباينة، ومنها أن قدمت من مسرحيات إذاعة البرنامج الثقافي من القاهرة، كإحدى روائع المسرح العالمي
مسرحي «تلميذ الشيطان » تأليف الكاتب الإيرلندي: جورج برنارد شو .. George Bernard Shaw، ترجمة: زغلول فهمي، وإخراج: هلال أبو عامر.
وجسد شخصيات المسرحية الفنانين: أمينة رزق - سميحة أيوب - علية الجزيري - محمد الطوخي - محمد السبع - رشدي المهدي - عبد العزيز مكيوي - نبيل الدسوقي - جمال شبل - فؤاد رضا - عبد العظيم بدار - محمد شعلان.