5-7-2025 | 11:22
أماني عزّت
مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تزداد مخاطر الإصابة بالإجهاد الحراري، خاصة في المناطق ذات الرطوبة العالية أو أثناء موجات الحر الشديدة، إذ يعد الإجهاد الحراري من أكثر المشكلات الصحية المرتبطة بالطقس الحار، حيث يمكن أن يتطور سريعا إلى ضربة شمس تهدد الحياة إذا لم يتم التعامل معه بسرعة.
ترى ما هي أسباب الإجهاد الحراري.. وما أعراضه.. ومن الأكثر عرضة للإصابة به.. وكيف يمكن الوقاية منه؟ هذا ما يجيب عنه الدكتور حسنى سلامة أستاذ أمراض الباطنة في كلية طب قصر العيني.
في البداية كيف نصاب بالإجهاد الحراري؟
الإجهاد الحراري هو حالة مرضية تحدث عندما يفشل الجسم في تبريد نفسه بشكل كاف، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته الداخلية وينتج ذلك عن التعرض المطول للحرارة الشديدة أو بذل مجهود بدني كبير في ظروف مناخية حارة.
هل هناك أسباب أخرى للإجهاد الحراري؟
يعد التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة دون وجود ظل أو تهوية كافية هو السبب الرئيسى وهناك أسباب أخرى منها: الجفاف بسبب عدم شرب كميات كافية من الماء، مما يقلل من قدرة الجسم على التعرق وتبريد نفسه وارتفاع نسبة الرطوبة حيث يصبح العرق غير قادر على التبخر بفعالية، مما يقلل من تبريد الجسم، كذلك بذل المجهود البدني الشديد في درجات حرارة مرتفعة، مثل العمال في المواقع الإنشائية أو المزارعين ، بالإضافة إلى ارتداء ملابس ثقيلة أو غير منفذة للهواء، مما يعيق تبخر العرق وبعض الأدوية مثل: بعض مدرات البول أو مضادات الاكتئاب، التي قد تؤثر على تنظيم حرارة الجسم.
بماذا يشعر المصاب بالإجهاد الحراري؟
تختلف أعراض الإجهاد الحراري من شخص لآخر، ولكنها تشمل على الصداع والدوخة، والغثيان أو القيء، والتعرق الشديد مع برودة الجلد ورطوبته، تشنجات عضلية مؤلمة خاصة في الساقين أو البطن، سرعة ضربات القلب والضعف العام والإرهاق ، بالإضافة إلى انخفاض ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى الإغماء ولابد أن ننبه أن إذا تركت هذه الأعراض دون علاج، يمكن أن تتطور إلى ضربة شمس وهي حالة طارئة تهدد الحياة وتتطلب تدخلا طبيا فوريا.
ما الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالإجهاد الحراري؟
بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بالإجهاد الحراري بسبب عوامل صحية أو مهنية تجعلهم يتعرضون لحرارة الشمس لفترة طويلة ومنهم: عمال البناء والزراعة وعمال المناجم وكبار السن خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل: السكر أو ارتفاع ضغط الدم والأطفال الرضع والصغار لأن أجسامهم لا تتحمل الحرارة العالية بنفس كفاءة البالغين، بالإضافة إلى الرياضيين الذين يمارسون نشاطا بدنيا مكثفا تحت الشمس والأشخاص الذين يعانون من السمنة حيث تزيد الدهون من صعوبة تبريد الجسم والمصابين بأمراض القلب أو الجهاز التنفسي لأن أجسامهم تواجه صعوبة في تنظيم الحرارة.
ما النصيحة التى تقدمها للوقاية من الإجهاد الحراري؟
أهم نصيحة هى أن الوقاية خير من العلاج؛ لتجنب الإجهاد الحراري اشرب الماء بانتظام ولا تنتظر حتى تشعر بالعطش، فالجفاف يبدأ قبل ذلك، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، لأنها تزيد من فقدان السوائل، وتجنب التعرض المباشر للشمس في أوقات الذروة والبقاء في الظل بين الساعة 10 صباحا و4 عصرا، حيث تكون الحرارة في ذروتها وإذا كنت مضطرا للخروج، ارتدى قبعة وملابس فاتحة اللون وواقيا من الشمس واختر الملابس المناسبة بحيث تكون ملابس خفيفة وفضفاضة تسمح بتهوية الجسم وتجنب الألوان الداكنة لأنها تمتص الحرارة، وأخذ فترات راحة متكررة إذا كنت تعمل في جو حار، مع أخذ استراحات في أماكن مظللة أو مكيفة وتجنب المجهود البدني الشديد في الحر، بالإضافة لاستخدم المراوح أو التكييف ومحاولة البقاء في أماكن جيدة التهوية، خاصة أثناء النوم وإذا لم يكن التكييف متاحا استخدم كمادات الماء البارد لتبريد الجسم، ويجب الانتباه للأعراض المبكرة، فإذا شعرت بأي علامات للإجهاد الحراري ابحث عن مكان بارد واشرب الماء واسترح فورًا.
وأخيرا، الإجهاد الحراري ليس مجرد تعب عابر، بل قد يكون بوابة لأمراض أكثر خطورة إذا تم إهماله ومع تغير المناخ وزيادة موجات الحر عالميا، أصبحت الوقاية منه ضرورة صحية لا غنى عنها، باتباع الإرشادات البسيطة يمكنك حماية نفسك وعائلتك من مخاطر الحرارة الشديدة وتذكر دائما أن «الوقاية خيرٌ من العلاج»خاصة عندما يتعلق الأمر بصحتك في فصل الصيف، فإذا شعرت أنت أو أي شخص قريب منك بأعراض شديدة مثل: فقدان الوعي أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة اطلب المساعدة الطبية فورًا، فقد تكون هذه علامات على ضربة شمس تحتاج إلى تدخل عاجل.