النوم ليس مجرد راحة للجسد، بل هو عملية حيوية ضرورية لصحة الدماغ والنفس ومع ازدياد الضغوط الدراسية والتعرض المستمر للشاشات وتغير نمط الحياة، أصبحت اضطرابات النوم من أكثر المشكلات شيوعًا بين المراهقين. أوضحت الدكتورة نورا عبده استشاري الصحة النفسية أن هذه الاضطرابات لا تؤثر فقط في المزاج أو الطاقة اليومية بل تمتد لتحدث اضطرابات نفسية عميقة قد تهدد توازن المراهق العاطفي والعقلي. وأكدت على أن  الدراسات الحديثة تشير إلى أن المراهق يحتاج إلى ما بين 8 إلى 10 ساعات من النوم يوميا، لكن كثيرا منهم لا يحصلون إلا على أقل من ذلك بكثير فالسهر الطويل واستخدام الهواتف قبل النوم والتوتر الدراسي والاجتماعي كلها عوامل تؤدي إلى اضطرابات النوم مثل الأرق وصعوبة الاستغراق في النوم أو النوم المتقطع. وأشارت إلى أن قلة النوم المزمنة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب لدى المراهقين، كما تؤثر في الانتباه والتحصيل الدراسي والقدرة على اتخاذ القرارات وأظهرت أبحاث مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية أن المراهقين الذين يعانون من قلة النوم أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بغيرهم. و نصحت عبده للوقاية من هذه الاضطرابات يجب  وضع جدول نوم ثابت والابتعاد عن الشاشات قبل ساعة من النوم وممارسة الرياضة الخفيفة مع التقليل من المنبهات مثل الكافيين، كما ينبغي على الأهل ملاحظة أي تغير في سلوك المراهق أو مزاجه، فقد تكون اضطرابات النوم إنذارًا مبكرًا لمشكلة نفسية أعمق.