السبت 1 يونيو 2024

مديرة منتدي أوكرانيا: استقرار الأمن فى أوروبا يتوقف على انتصار بلادها فى حربها ضد روسيا

أوكرانيا

عرب وعالم3-5-2022 | 10:52

دار الهلال

  أكدت أوريسيا لوتسيفيتش مديرة منتدي أوكرانيا التابع لمعهد تشاتام هاوس الذى يتخذ من لندن مقراً له أن استقرار الأمن والسلام فى أوروبا بأسرها يتوقف على انتصار أوكرانيا فى حربها الحالية ضد روسيا.

وأشارت لوتسيفيتش فى مقال لها بصحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن استمرار الصراع المسلح حالياً فى أوكرانيا هو بمثابة الهزيمة للشعب الأوكرانى/، موضحة أن انتصار أوكرانيا فى هذه الحرب سوف يُمكن جميع الدول الأوروبية من العمل سوياً لمواجهة التحديات المشتركة على مستوى العالم.

وأعربت الكاتبة عن اعتقادها أنه من الواضح أن محاولات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لضم أجزاء من أوكرانيا إلى الأراضى الروسية زادت من تصميم الجانب الأوكرانى على المقاومة وتحقيق النصر وهو ما يطرح سؤالاً غاية فى الأهمية مفاده: ماذا يعنى انتصار أوكرانيا فى حربها الحالية ضد روسيا؟
تقول الكاتبة أن انتصار أوكرانيا يعنى أولاً بالنسبة للحكومة الأوكرانية هزيمة روسيا فى ساحة المعركة فى إقليم دونباس وعودة القوات الروسية إلى خطوط ما قبل 24 فبراير الماضى وهو يوم بداية العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا.

تشير الكاتبة إلى أن هزيمة القوات الروسية تعنى كذلك إجماعاً من جانب الشعب الأوكرانى على عودة منطقة القرم واقليم دونباس إلى الأراضى الأوكرانية كما تمثل أيضاً اعتراضاً صريحاً على أى هدنة مع الجانب الروسى حتى يتم انسحاب جميع القوات الروسية من الأراضى الأوكرانية.

وتوضح الكاتبة أن الأمر يحتاج فى الوقت الحالى إلى تشكيل منتدى دبلوماسى لإجراء مفاوضات مع الجانب الروسى بشأن انسحاب القوات الروسية من الأراضى الواقعة تحت سيطرتها فى إقليم دونباس إلى جانب التوصل إلى تسوية بشأن مستقبل منطقة القرم علاوة على بحث تقديم تعويضات مالية عن الخسائر التى سببتها العملية العسكرية الروسية وكذلك محاكمة المسؤلين عن ارتكاب جرائم حرب أثناء العملية العسكرية على الأراضى الأوكرانية.

وتضيف الكاتبة أن المفاوضات قد تشمل أيضاً مناقشة احتمال ضم أوكرانيا للاتحاد الأوروبى وتشكيل قوة تابعة لحلف شمال الأطلسى للدفاع عن أوكرانيا بالتعاون مع دول أخرى.

وأشارت الكاتبة إلى أن حرباً طويلة المدى فى أوكرانيا بما تمثله من تهديد لاستقرار البلاد تعنى هزيمة للجانب الأوكرانى، موضحة أن عدم التوصل لتسوية حاسمة للصراع هناك يمنح روسيا اليد العليا بما يُمكنها من ضم المزيد من الأراضى الأوكرانية وهو أمر، كما ترى الكاتبة، غير مقبول.

وتشير الكاتبة إلى أن الكرملين يسعى لضم المزيد من الأراضى الأوكرانية، وهى خطوة من شأنها تعريض مستقبل أوكرانيا كدولة للخطر كما أنها تعنى النهاية السياسية للرئيس الأوكرانى فلودومير زيلينسكي.

وترى الكاتبة أن انتصار أوكرانيا فى هذه الحرب لن يكون بالأمر السهل إلا أن الشعب الأوكرانى عاقد العزم على تحقيقه وهو موقف أثبتته صلابة المقاومة الأوكرانية فى مواجهة القوات الروسية إلى جانب حشد المجتمع الأوكرانى كله ضد الجانب الروسى وهو ما دفع العديد من الدول الغربية الحليفة إلى الاقتناع بأن أوكرانيا سوف تخرج من هذه الحرب منتصرة.

وتستشهد الكاتبة فى هذا الصدد بتصريحات ليز تراس وزير الخارجية البريطانية التى تقول فيها إن الدول الغربية سوف تستمر فى الضغط على روسيا حتى تنسحب من جميع الأراضى الأوكرانية.

وتشير الكاتبة إلى أن انتصار أوكرانيا فى حربها الحالية ضد روسيا سيحول دون وقوع حروب أخرى فى المستقبل حيث أن روسيا تستخدم الأراضى التى وقعت تحت سيطرتها كمنصة إطلاق لشن هجمات جديدة، فعلى سبيل المثال كانت منطقة القرم تمثل أهمية بالغة للعملية الروسية فى سوريا كما كانت منطقة لايمكن الاستغناء عنها فى هجمات روسيا ضد ماريوبول و خيرسون فى أوكرانيا.

وتختتم الكاتبة مقالها موضحة أن نتيجة هذه الحرب سوف تحدد مصير الملايين ليس فقط من الشعب الأوكرانى ولكن من شعوب أخرى وهو ما يستلزم العمل على تمكين كييف من الانتصار فى هذه الحرب.