الشخص السليم صحيا هو من يمارس حياته اليومية بدون أعراض مرضية تظهر على أجهزة جسمه، ولكن يشتكي الإنسان أحيانا من دوخة أو تنميل أحد الأطراف أو ارتفاع ضغط الدم أو زغللة في العين وخلافه.. فهل يا تُرى تعني هذه الأعراض أننا مصابون بمرض في القلب؟. في هذا الحوار مع الأستاذة الدكتورة وفاء أنور العروسي أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب والأوعية الدموية الأسبق بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، تكشف لنا بالتفاصيل الأعراض الدالة على إصابة القلب، وأسبابها وكذلك الطرق الصحيحة لعلاجها، إلى نص الحوار. بداية هل أمراض القلب فيها جزء وراثي.. وما هو؟ - بعض أمراض القلب فيها جزء وراثي ينتقل من الآباء والأمهات إلى الأبناء مثل : بعض العيوب الخلقية منها ثقب القلب الأذيني والبطيني وتضخم عضلة القلب الوراثي وتمدد الشريان الأورطي مع ارتجاع صمامه، وكذلك استعداد الفرد للإصابة بضغط الدم الأولي وتصلب الشرايين المبكر والوفاة المفاجئة. ما الإرشادات التي ينصح بها طبيب القلب الشخص السليم لكي يتجنب أمراض القلب ؟ - للوقاية من أمراض القلب والمقصود هنا تصلب الشرايين الذي يؤدي إلى الجلطة: الامتناع عن التدخين، الحد من الدهون المشبعة، والمحافظة على الوزن المثالي لمحاربة السمنة التي تعتبر العدو اللدود لتصلب الشرايين، وكذلك الإقلال من ملح الطعام والسكر (السموم البيضاء) حتى لا نصاب بارتفاع ضغط الدم أو السكري. ما الأعراض التي قد تظهر على أي شخص وتدل على بداية الطريق لمرض القلب؟ - الأعراض التي قد تشير لإصابة الشخص بأمراض القلب هي: النهجان وآلام الصدر (ذبحة صدرية) واضطراب نظم القلب هي الأعراض الأساسية وهناك كذلك الإغماء والدوخة وقلة المجهود المعتاد. هل زيادة نسبة الكوليسترول في الدم مؤشر بأن لدينا مريض قلب .. وهل لو تم خفض هذه النسبة نستبعد إصابته بمرض في القلب ؟ - الكوليسترول ليس شيئا واحدا ضارا، فهو يدخل في تركيب جدار الخلايا والمخ والهرمونات، لذلك فهو عنصر مهم وضروري للجسم، ولكن هناك أنواعا منه خفيفة ومفيدة، وأخرى ضارة وتدخل جدار الأوعية الدموية؛ لتصيبها بالتصلب ثم الجلطات، ونسبة بسيطة تأتي من الأطعمة الدسمة والمشبعة بالدهون، ولكن الجسم يُكون الجزء الأكثر من ٩٠٪ منه. لذلك ينصح الأطباء المصابين بارتفاع نسبة الكوليسترول بالإقلال من الدهون في الطعام، وكذلك استعمال الأدوية المخفضة له عند الاحتياج. متى يكون ارتفاع وانخفاض الضغط تحذيراً بأن لدينا مريضا بالقلب ؟ - ضغط الدم الطبيعي يتراوح ما بين ١٢٠/٨٠ و ١٤٠/٩٠ وأعلى من ذلك يشخص المريض بإصابته بمرض ارتفاع ضغط الدم، لكن بعد القياس السليم للضغط حسب التوصيات العالمية وتوصيات الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، يمكن الوقاية منه بثلاثة أشياء أساسية : أولا: الإقلال من استخدام ملح الطعام بما يوازي ٤-٥ مجم يوميا. يعني ملعقة شاي. ثانيا الرياضة : المشي السريع نصف ساعة ٤-٥ مرات أسبوعيا والحفاظ على الوزن السليم، مع الاهتمام بالأكل الصحي المتوازن. - وهذا المرض يسمى القاتل الصامت لأنه ليس لديه أية أعراض إلا بعد حدوث مضاعفات على القلب. أما انخفاض الضغط تحت معدله الطبيعي يسبب عدم الاتزان والصداع والزغللة ويمكن أن يصل إلى الإغماء أو فقدان الوعي. والعلاج حسب السبب. لدينا العديد من الأعراض مثل: (التنميل في الذراع، ارتفاع ضربات القلب، عرق غزير بين الحين والآخر، التهاب بالقدمين ) هل هذه الأعراض تحمل رسالة معينة لصاحبها ؟ - الأعراض المذكورة كالتنميل أو العرق الغزير يجب أن يفسرها الطبيب حسب حالة كل فرد على حدة، فقد تكون طبيعية ولا علاقة لها بأية أمراض بالقلب مثل: خشونة في فقرات العنق تؤدي إلى تنميل الذراعين. أو إفراز العرق بشدة لمرضى السكري أو لذوي الإفراز المفرط للغدة الدرقية، لذلك مناظرة الطبيب للمريض مهمة للوصول لتشخيص أسباب هذه الشكاوي. ماذا نفعل إذا اشتكى شخص من هذه الأعراض ؟ - عند حدوث أي عرض يجب استشارة طبيب مختص للوصول لأسباب المرض. وما الوضع في حالة حدوث ذلك لطفل لتجنب حدوث مضاعفات غير محمودة؟ - الوقاية من أمراض القلب لابد أن تبدأ منذ الصغر بالبعد عن السم الأبيض، وممارسة الرياضة، والحفاظ على التغذية السليمة . ما أسباب ضعف عضلة القلب.. وهل للوراثة دور في حدوثها؟ - أسباب ضعف عضلة القلب كثيرة فمنها: وراثية في بعض العائلات ويمكن أن تكون مصاحبة لبعض حالات ضمور الأعصاب أو العضلات، وجزء ينتج من الإصابة ببعض الفيروسات التي تهاجم عضلة القلب، والجزء الأكبر ينتج من احتشاء عضلة القلب أو الأمراض المزمنة كالسكر والضغط. وماذا نقول للمريض الذى أجرى قسطرة علاجية أو عملية قلب مفتوح؛ حتى يتجنب مضاعفات غير مرغوب فيها؟ -المريض الذي أجريت له قسطرة علاجية أو جراحة قلب؛ لتغيير الشرايين هو مريض متعدد المخاطر. يجب مراعاة الضغط والسكر ونسبة دهون الدم والوزن والرياضة وشرب الماء والحفاظ على سيولة الدم، مع استعمال الأدوية التي تحسن من أداء عضلة القلب والدورة الدموية. لماذا انتشرت أمراض القلب في السنوات الأخيرة.. وكيف نقلل من أسبابها ؟ - انتشار أمراض القلب والمقصود بها هنا شرايين القلب وتصلبها هو نتاج عوامل وراثية وبيئية والتلوث ونمط حياتي وغذائي خاطئ يؤدي إلى السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكر وعدم ممارسة أي رياضة والتدخين ، لذلك يجب التوعية للبعد عن كل هذه المسببات؛ للحفاظ على قلوبنا وشرايين الجسم كله.