تعتبر الحنجرة صندوق الصوت وذلك لأنها تحتوى على الأحبال الصوتية فهى المسئولة عن إصدار الصوت،و تتكون الحنجرة من غضاريف وعضلات وأعصاب تحافظ على شكل الحنجرة وتساعد فى الفتح والإغلاق ودخول الهواء ومن ثم إصدار الصوت،وقد تتعرض هذه الأعصاب لبعض المشكلات ينتج عن ذلك عجز لأحد الأحبال الصوتية فتصاب بما يسمي طبيا بـ "الشلل أو بالارتخاء" وتحدث تغيرات فى الصوت.

 فماهو ارتخاء الأحبال الصوتية؟وماهى أعراضه؟وكيف يكون العلاج؟

التقت طبيبك الخاص بالدكتور سعيد أحمد محمد استشارى الأنف والأذن والحنجرة وقد أوضح أن الحنجرة عبارة عن صندوق اسطوانى مكون من غضاريف صلبة متصلة ببعضها عن طريق الأوتار وتتحرك هذه الغضاريف من خلال العضلات،وهذه العضلات تتغذى عن طريق العصب الحائر من خلال عصبين رئيسين فارتخاء الأحبال الصوتية ينتج عن أى مشكلة تصيب تلك الأعصاب أو العضلات الموجودة فى الحنجرة.

وترجع أسباب الإصابة بارتخاء الأحبال الصوتية إلى أسباب داخل الدماغ مثل السكتة الدماغية،حوادث السيارات وخاصة التعرض لصدمة فى الدماغ،الأورام،التهابات الأغشية المغطية للمخ والنخاع الشوكى،أمراض الدم مثل الجلطة والنزيف،أمراض الأعصاب العامة مثل التصلب المتعدد والشلل الرعاش،وهناك أسباب خارج الدماغ مثل أورام البلعوم الأنفى،المرئ،كسر فى قاع الجمجمة، سرطان الغدة الدرقية وعملية استئصال الغدة الدرقية،عمليات القلب والصدرالمفتوح،وحوالى أكثر من 20% تحدث نتيجة التهاب الأعصاب بسبب الفيروسات أو مرض السكرى.

وتختلف الفئات العمرية المصابة بارتخاء الأحبال الصوتية حسب سبب الإصابة، فالحوادث تصيب كل الأعمار،ولكن الأورام مثل أورام الحنجرة والمرئ والغدة الدرقية تكون عند التقدم بالعمر.

 تتوقف الأعراض على حسب الإصابة إذا كانت فى الناحيتين من الأحبال أو ناحية واحدة وما إذا كانت الإصابة جزئية أو كلية،وفى حالة الإصابة فى جانب واحد تكون الشكوى الرئيسية هى بحة فى الصوت وتتحسن فى خلال 5 إلى12 شهر،أما فى حالة الإصابة فى الناحيتين تكون الشكوى الرئيسية هى صوت أتناء التنفس (صفير) وغالبا مايكون هناك بحة فى الصوت.

وهناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة بارتخاء الأحبال الصوتية وهم المطربين والمدرسين والمحامين، ويصابوا نتيجة لسوء استخدام الصوت مما يؤدى إلى الاحتكاك المتكرر بالأحبال الصوتية والذى يؤدى فى بعض الأحيان إلى ظهور نتوء أو لحمية فى الحبل الصوتى والذى قد يؤدى إلى التدخل الجراحى.

ويتم التشخيص من خلال فحص الحنجرة والجهاز التنفسى العلوى والغدة الدرقية والدماغ والرقبة والصدر،وهناك بعض الفحوصات التى يتم إجراؤها مثل عمل أشعة مقطعية من الدماغ حتى الصدر،مسح للغدة الدرقية،عمل مناظير الحنجرة والمرئ حسب الحالة،فحص الأحبال الصوتية وتسجيل الحركة عن طريق جهاز "ستروبسكوب".

وهناك مايسمى ب"الحنجرة المرنة" والتى يولد بها بعض الأطفال حديثى الولادة وتعرف بالحنجرة البلاستيكية،فالحنجرة مكونة من غضاريف صلبة وأربطة وعضلات والتى تحفظ شكل الحنجرة كى تؤدى وظيفتها،أما فى حالة الحنجرة المرنة تكون الغضاريف رخوة مثل العجينة ولذلك يحدث ضيق فى الحنجرة وتغلق أحيانا أثناء الشهيق مما يسبب الاختناق.

وتتمثل الأعراض فى صفير أثناء الشهيق ويزداد هذا الصوت مع البكاء،حدوث التهابات بالجهاز التنفسى العلوى،وقد يحدث اختناق أثناء الرضاعة ويصبح الجسم أزرق اللون،ولاتوجد أسباب واضحة للإصابة غير الليونة فى الغضاريف وفى حالات نادرة تحدث نتيجة لوجود عيوب فى لسان المزمار والأربطة،ويتم تشخيصها عن طريق منظار الحنجرة.

وهذه الحالة تتحسن تدريجيا خلال سنة ونصف إلى سنتين و العلاج يكون وقائى من خلال  تجنب الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى العلوى وعلاج مشاكل الرضاعة عن طريق تقليل كمية الرضاعة وزيادة عددها وإعطاء الطفل راحة أثناء الرضاعة حتى لايحدث اختناق.