أكدتْ دراسةٌ حديثةٌ أنَّ ارتفاعَ ضغطِ الدمِ يؤدِّي إلى فقدانِ العظامِ وتلفِها.

وقالتِ الدراسةُ إنَّ ارتفاعَ ضغطِ الدمِ لدى الفئرانِ الصغيرةِ عزَّزَ منْ فقدانِ العظامِ وتلفِ العظامِ المرتبطِ بهشاشةِ العظامِ مقارنةً بالفئرانِ الأكبرِ سنًّا، وفقًا لبحثٍ جديدٍ تمَّ تقديمُه في مؤتمرٍ نظمتْه جمعيةُ القلبِ الأمريكية.

يُعتبرُ ارتفاعُ ضغطِ الدمِ وهشاشةُ العظامِ منَ الأمراضِ السائدةِ والمنتشرةِ في جميعِ الجنسيات، وقدْ يُصابُ الناسُ بكليهِما في الوقتِ نفسِه.

في هذهِ الدراسة، فحصَ الباحثونَ الالتهابَ المرتبطَ بارتفاعِ ضغطِ الدمِ لدى الفئرانِ ووجدُوا أنَّه قدْ يكونُ مرتبطًا بهشاشةِ العظام.

يتمُّ إنتاجُ كلٍّ منَ العظامِ الجديدةِ والخلايا المناعيةِ الجديدةِ في نخاعِ العظام. ويقولُ الباحثونَ إنَّ المزيدَ منَ الخلايا المناعيةِ المسببةِ للالتهاباتِ في نخاعِ العظامِ قدْ تؤدِّي إلى تلفِ العظامِ وجعلِها أضعف.

ومن خلالِ فهمِ كيفيةِ مساهمةِ ارتفاعِ ضغطِ الدمِ في هشاشةِ العظام، قدْ نكونُ قادرينَ على تقليلِ مَخاطرِ الإصابةِ بهشاشةِ العظامِ وحمايةِ الناسِ بشكلٍ أفضلَ في وقتٍ لاحقٍ منَ الحياةِ منَ الإصابةِ بكسورِ الهشاشةِ وانخفاضِ نوعيةِ الحياة.

تساعدُ تلكَ النتائجُ الباحثينَ على تحديدِ الخلايا والآلياتِ المناعيةِ التي تؤدي دورًا في صحةِ عظامِ الإنسان. قدْ يؤدِّي عمقُ المعرفةِ هذا إلى أساليبَ جديدةٍ للوقايةِ منْ هشاشةِ العظامِ في مرحلةِ البلوغِ المبكرة.

في الدراسةِ، قارنَ الباحثونَ الفئرانَ الصغيرةَ المصابةَ بارتفاعِ ضغطِ الدمِ المستحثِّ بالفئرانِ الأكبرِ سنًّا دونَ ارتفاعِ ضغطِ الدمِ لتقييمِ العلاقةِ المحتملةِ بينَ ارتفاعِ ضغطِ الدمِ وشيخوخةِ العظام.

أُعطيتْ مجموعةٌ منِ اثنَي عشَرَ فأرًا صغيرًا (بعمرِ أربعةِ أشهر) هرمونٌ يؤدِّي إلى ارتفاعِ ضغطِ الدم.

بعدَ ستةِ أسابيع، حللَ الباحثونَ عظامَ الفئرانِ باستخدامِ التصويرِ المقطعيِّ المحوسَبِ لتحديدِ صحةِ العظامِ منْ خلالِ قوةِ العظامِ وكثافتِها. تمَّ استخدامُ الخوارزمياتِ الرياضيةِ لتقديرِ الآثارِ المحتملةِ لارتفاعِ ضغطِ الدمِ والشيخوخةِ على البنيةِ المجهريةِ وقوةِ العظامِ لدى الفئران.

عندَ مقارنتِها بالفئرانِ الصغيرةِ التي لا تُعاني منِ ارتفاعِ ضغطِ الدم، كانَ لدى الفئرانِ الصغيرةِ المصابةِ بارتفاعِ ضغطِ الدمِ انخفاضٌ ملحوظٌ بنسبةِ أربعةٍ وعشرينَ بالمئةِ في حجمِ العظام، وانخفاضٌ بنسبةِ ثمانيةَ عشَرَ بالمئةِ في نهاياتِ العظامِ الطويلة، مثلَ عظامِ الفخذِ والعمودِ الفقري، وانخفاضٌ بنسبةِ أربعةٍ وثلاثينَ بالمئةِ في قوةِ الفشلِ المقدرة، وهيَ قدرةُ العظامِ على تحمُّلِ أنواعٍ مختلفةٍ منَ القوة.

وقوةُ الفشلِ المقدَّرةُ تُترجمُ إلى ضعفِ العظام. في العمودِ الفقريِّ، يُمكنُ أنْ يؤديَ ضعفُ العظامِ إلى كسورٍ في العمودِ الفقريِّ في وقتٍ لاحقٍ منَ الحياة.

ويقولُ الباحثونَ إنَّ الحفاظَ على ضغطِ الدمِ ضمنَ المستوياتِ الصحيةِ قدْ يُسهِمُ في منعِ الإصابةِ بهشاشةِ العظام.