كثيرون منّا سمع عن الفتق السُّرّي، كثيرون منّا لا يعرفون التفاصيل الكاملة عن هذا الأمر الشائع جدًا عند الأطفال حديثى الولادة ولا يدركون أنه يمكن أن يحدث للبالغين.! والفتق السرى عيب خلقى شائع بين الأطفال، وهو يحدث عندما يبرز أو ينتفخ جزء من الأمعاء من خلال منطقة ضعيفة فى عضلة البطن، وفى معظم الحالات، يغلق فتق السرة من تلقاء نفسه حتى سن السنة، إلاّ أن الشفاء يحتاج إلى فترة أطول فى نحو 10% من الحالات. ففى الحالات التى لا يختفى فيها فتق السرة تلقائيا حتى سن 4 سنوات، أو عندما يظهر فى سن متقدمة، فمن الضرورى أن يتدخل مشرط الجرّاح. يؤكد الدكتور حسام شاهر استشارى الجراحة العامة والمناظير أن الفتق السرى ليس مرضا، ولكن فى نفس الوقت إهماله يؤدى إلى مضاعفات خطيرة ويوضح أنه ضعف فى جدار البطن فى منطقة السرة يؤدى لبروز جزء من محتويات البطن (الأمعاء/ منديل البطن الموجود داخل كيس الغشاء البريتوني) تحت الجلد، مشيرا إلى أنه يصيب الصغار والكبار، لكن أسبابه فى الكبار تختلف تماما ويرجع بعضها لأسلوب الحياة الخاطئ مثل رفع أشياء ثقيلة باستمرار أو السمنة المفرطة أو زيادة ضعف جدار البطن فى منطقه السرة، وغالبا الطفل يولد بها أو الكحة المزمنة أو الإمساك المزمن أو التدخين المزمن. حسام شاهر يشرح أن للفتق السرى أنواعا منها فتق خلفى ويصيب 20 % من الأطفال حديثى الولادة وفتق سرى مكتسب ويوجد فى الكبار ولاسيما السيدات وفتق جار السرى وفتق أربى وفتق ما بعد العمليات الجراحية. ويشرح لنا أن الفتق الأربى Inguinal hernia يحدث عندما يبرز جزء من النسيج الرخو، مثلا غشاء الأمعاء الشحمى أو جزء من الأمعاء، من خلال نقطة ضعيفة فى عضلات البطن. ويمكن أن يكون النتوء الذى ينتج عن ذلك مؤلمًا، خصوصًا عندما تُسعل أو تنحنى أو ترفع جسمًا ثقيلاً. الأعراض والمضاعفات ويضيف د. “شاهر” أن أعراض الفتق السرى تختلف من الأطفال للكبار وهى عبارة عن بروز شيء للخارج تحت الجلد أثناء الوقوف أو الكحة أو رفع أشياء ثقيلة أو ألم ومغص فى بعض الأحيان مع وجود هذا البروز، مشددا على أنه من الضرورى ألا نتهاون مع أى عرض يتم ملاحظته لأن الفتق السرى إن لم يتحرك المريض سريعا لمواجهته تكون العواقب غير حميدة لأن مضاعفاته يمكن أن تؤدى إلى التهابات فى المكونات الموجودة داخل منطقة الفتق، كما أن عدم رجوع المكونات إلى مكانها الطبيعى يؤدى لمشاكل مثل انسداد الأمعاء الموجودة بالفتق نتيجة الاختناق وقد يؤدى إلى انسداد معوى أواختناق فى المكونات داخل الفتق، مما يؤدى إلى الغرغرينا واحتمالية استئصال جزء من الأمعاء . التشخيص يوضح استشارى الجراحة العامة والمناظير أن كثيرا من الأشخاص عندما يشعرون بالأعراض سابقة الذكر، وعند الفحص الإكلينيكى نطلب منهم على الفور الخضوع لجراحة عاجلة ومن ثم يتم تجهيزهم للجراحة وعمل الفحوصات والتحاليل اللازمة مثل (الأشعة التليفزيونية على البطن/ وأشعة على الصدر لمعرفة إن كان المريض يعانى من التهاب رئوى من عدمه مع عمل التحاليل اللازمة أيضا مثل (صورة دم / سرعة ترسيب/ وظائف كلي/ وظائف الكبد /سيولة/ رسم قلب) ومعرفة التاريخ العائلى إن كان مريض سكر أو ضغط مضيفا أن السيدات أكثر نسبة إصابة مقارنة بالرجال لأسباب كثيرة منها كثرة الولادة وضعف منطقة البطن ووجود ترهلات بها. وينوه “شاهر” إلى أن الفتق السرى فى أعلى منطقة البطن ليس له علاقة بالخصية عند الرجل، ولكن الفتق الأربى أخطر أنواع الفتق لأنه يحدث فى منطقة ما بين البطن والفخذ حيث يأخذ محتويات الحبل المنوى من الخصية ويسقط بها لأسفل، وكل هذه المحتويات ملتصقة ببعضها ومن ثم عدم رجوع هذه المحتويات إلى مكانها الطبيعى بسرعة أحيانا يؤدى إلى استئصال كيس الغشاء البريتوني، وفى الحقيقة هذه العملية ترجع لمهارة الطبيب الجراح لأنها فى منطقة خطيرة بالنسبة للرجل، حيث يوجد الحبل المنوى المسئول عن الخصوبة موضحا أن عدم مهارة الطبيب قد تؤدى أحيانا إلى مضاعفات خطيرة حيث قد ينفجر الشريان المتصل بالخصية ما يؤدى إلى ضمور الخصية، ولكن هذه الحالات نادرة الحدوث وفى الحالات الطبيعية بعد الجراحة يعود المريض لحالته الطبيعية بعد استرجاع كل المحتويات لمكانها، لكن يُنصح بارتداء حزام البطن بعد الجراحة من شهر لشهر ونصف ولا يتم خلعه إلا عند النوم. جراحات الفتق وعن الجراحات، يكشف د. حسام شاهر أن فى كل جراحات الفتق يجب تركيب شبكة لأن المريض يمكن أن يكون مريض إمساك مزمن أو كحة مزمنة، وإذا لم يتم تركيب شبكة له فى الجراحة يمكن أن يرد الفتق مرة أخرى ويسمى فتقا مرتجعا، وهذا يؤدى لمضاعفات وخطورة أكبر . وينوه إلى أن هناك حالات عامل الخطورة فيها أكبر مع الفتق مثل مرضى الكبد فهؤلاء يعتبر الكبد لديهم فاقدا لوظائفه ومن ثم يحدث نوع من الاستسقاء: أى تجمع المياه داخل البطن ومن ثم يتم عمل بذل فيحدث نوع من أنواع التهابات فى السرة فى بعض الحالات وهنا تبرز للخارج، مما يؤدى لضمور الأنسجة وأحيانا ثقب السرة نفسها وهذا يعنى أن كل السوائل الموجودة بالجسم أصبحت خارج البطن، وهنا يجب سرعة التدخل الجراحى لاستئصال السرة لأن ما خرج منها من مياه هى مواد مفيدة للجسم وفقدانها يُدخل المريض فى غيبوبة وحتى لا يكون كلامى مصدر إزعاج لمرضى الكبد اعتقد أن هذا لا يحدث لكل مرضى الكبد، ولكنها حالات نادرة الحدوث، أما جراحة الفتق السرى لشخص غير مريض بالكبد فالعملية بسيطة والشبكة تكون على قدر الجرح. ويبيّن أنه أحيانا تحضر سيدات تريد شد البطن فنفاجأ بوجود فتق سرى وأحيانا لايوجد، ولكن تريد السيدة شد البطن لأنه كما ذكرنا من قبل أن ضعف وترهلات البطن بعد الولادة يجعل شكل البطن غير مستحب، ولكى أقوم بعمل شد للبطن يجب إصلاح منطقه السرة أولا لكى أصل للعضلات ومن ثم نقوم بالعملية. العلاج والنصائح العلاج فى كل حالات الفتق السرى للكبار يكون عبارة عن جراحة، ولكن تختلف من حالة لأخرى فهناك جراحة فتح بالمشرط وهناك حالات يفضل فيها المنظار الجراحى كل حسب حالته ويرجع نوع الجراحة لقرار الجراح. ويُنصح الدكتور حسام شاهر حتى نتجنب الفتق السرى قبل حدوثه بالآتي: - تجنب تحميل أثقال على الجسم لا سيما لمن يذهبون لصالات الجيم . - تُنصح السيدات بعد الولادة بعمل تمارين لتقوية عضلات البطن . - ينصح مرضى الكبد بمتابعة الطبيب المتخصص باستمرار وإن كان يفضل البذل فى بعض الحالات حتى نتجنب الضغط على منطقة البطن. - ينصح بارتداء حزام البطن بعد جراحة الفتق لمدة شهر أو شهر ونصف . - ينصح بعد أية جراحة تجنب الكحة والإمساك. الفتق السرى عند الأطفال يؤكد الدكتور علاء مسلمى أستاذ طب الأطفال وحديثى الولادة فى المستشفيات والمعاهد التعليمية أن كل بروز فى سرة الطفل لا يعتبر فتقا سريا موضحا أن الأخطر هو الفتق الأربي، وهذا الفتق يحدث فى منطقة التقاء البطن مع الفخذ أى آخر منطقة البطن . ويشير إلى أن أسباب الفتق عند الأطفال كثيرة منها أن الجنين فى بطن أمه يتكون من عضلتين فى البطن تلتقيان فى منطقة السرة ويحدث شكل مثل الحويصلة، وهذا يسمى الفتق السرى، وأيضا من الأسباب كما ذكرنا أنه أحيانا يكون عيبا خلقيا يولد به الطفل وسببه تأخر غلق فتحة السرة الموجودة بين عضلة البطن بسبب ضعف نسيج البطن ، لذا ننصح كل الأمهات عقب الولادة بالقيام بتطهير منطقة السرة بالكحول وبشكل دورى وربط الحفاضة أسفل السرة حتى تجف وتسقط، وبهذا تنتهى علاقة الطفل بالحبل السرى الذى كان أثناء الحمل. الدكتور “مسلمي” يرى أن الطفل إذا أصيب بالفتق بعد أسبوع أو عشرة أيام من ولادته تتم متابعته حتى عمر سنة أو سنة ونصف لأنه لا يشكل خطورة فى هذه المرحلة العمرية، حيث يمكن أن ينغلق الفتق من تلقاء نفسه، ولكن من خلال المتابعة إذا لوحظ أنه يتضخم أو يسبب مشكلة للطفل هنا يجب عمل الجراحة، موضحا أن هذا الوضع يختلف عن حالة الفتق الأربى سواء كان فى الناحية اليمنى أو اليسرى وعندما يشخصه الطبيب على أنه أربى تتم الجراحة فورا حتى لو كان الطفل فى الأسبوع الأول من ولادته سواء كان فى الإناث أو الذكور، ولكن الخطورة الأكبر تكون عند الإناث. ويحكى أستاذ طب الأطفال: “حضرتُ حالة فى المستشفى وفوجئنا بأن رضيعة عمرها 6 أشهر تعانى من فتق أربى أى سقوط جزء من الأمعاء مع المبيض ومن ثم يؤدى هذا لاختناق، وهنا اضطررنا لاستئصال جزء من الأمعاء الخارجة لأنها أصبحت باللون الأسود وحدث بها تليف وأيضا تم استئصال إحدى المبيضين الساقطين مع هذا الجزء ، وهنا تم عمل فتحة خارجية للطفل ليتبرز منها ثم يتم عمل الجراحة بعد شهر أو شهرين لتوصيل الأمعاء مرة أخرى. ما أريد قوله للأمهات – والكلام لعلاء مسلمي- هو أنه يجب أن ينتبهن جيدا للفتق السرى الأربى لأنه أخطر أنواع الفتق ومضاعفاته خطيرة جدا على الأطفال، ويجب الاهتمام بملاحظة الطفل فى سنوات عمره الأولى لأن هذا النوع يؤدى إلى الاختناق ومن ثم إذا أهمل يؤدى للوفاة حيث إن الجزء الخارج من تجويف البطن يمنع وصول الدم للمعدة ومن ثم يؤدى للغرغارينا موضحا أن كل هذا يكون تحت الجلد وغير واضح للأم، ولكن عليها الانتباه إذا لاحظت البكاء المستمر للطفل بدون داع فهذا قد يكون مؤشرا على شيء خطير يعانى منه الطفل . وينصح الأمهات بالرضاعة الطبيعية والاهتمام بتطهير سرة الطفل حتى يتم سقوطها من تلقاء نفسها فى اليوم العاشر أو الثانى عشر من ولادة الطفل. كما ينصح بعدم ترك الطفل فى حالة بكاء مستمر أو لمدة طويلة بدون فحصه لكى نعرف لماذا يبكي، كما ينصح بمتابعة طبيب الأطفال باستمرار عند ظهور أى شيء غريب على الطفل أو على أى عضو من أعضاء جسمه وكلامى هذا أتوجه به لأمهات هذا الجيل لقلة وعيهن الطبى وعدم معرفتهن بالمشاكل الصحية للأطفال.