18-3-2023 | 10:16
نفيسة سعيد
شهر رمضان شهر الخير والإرادة والعزيمة وضبط النفس وشهر التكافل فهو يتحلى بالروحانيات الإنسانية وفرصة يتغلب فيه الإنسان على رغباته وشهواته الدنيوية وينظر للآخرين بعين المحبة والتسامح، تُرى كيف نستعد نفسيا وروحيا للشهر الكريم؟. تعالوا نقرأ بعناية هذا التحقيق.
يشير الدكتور علاء الغندور استشارى التحليل والتأهيل النفسى والعلاج السلوكى إلي أن رمضان شهر من أعظم الشهور عند الله عز وجل بما له من تأثير فى تحسن الحالة النفسية للإنسان نظرا للروحانيات المحيطة به، وأيضا هو شهر يتطلب منا أشياء كثيرة تزيد من مناعة الجسم ومن ثم فهو شهر اللمة والجهاد النفسى وليس فقط شهر نبدع فيه مالذ وطاب من أطعمة.
ويضيف أن من أعظم نفحات الشهر الكريم ليلة القدر فهى فرصة للتوبة، لذا يجب أن نُقبل على هذا الشهر بقلوب عامرة بالإيمان وسلوك إنساني وأعمال خير تجاه الآخرين سواء المحتاج أو غير المحتاج لكى نتسارع على أخذ الثواب والحسنة ونبتعد عن كل مكروه ونتقرب إلي الله بما هو مقبول إليه من أعمال سواء بقراءة القرآن والصلاة والزكاة وأيضا البعد عن الحقد وعدم المقارنة بالآخرين ونكون دائما حامدين وشاكرين وممتنين.
ويكشف أن كبار السن هم أكثر فئة التزاما بالطقوس والروحانيات لهذا الشهر والاهتمام باللمة والتواصل الاجتماعى كما يؤسفني أن أجد من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الشباب وهى قضاء أكثر ساعات الصوم فى النوم ولا يستيقظون إلا قبل المغرب بدقائق وبعد الإفطار إما الجلوس مع الأصحاب على المقهى أو أمام المسلسلات، وهنا أنصحهم بتغيير هذه العادات الخاطئة.
وعن كيفية تجنب المشاحنات فى نهار رمضان، يؤكد الدكتور علاء من المؤسف إننا نجد الكثير في هذا الشهر يميل للعصبية والتشاحن لأقل الأسباب فلماذا يحدث هذا فى رمضان ؟. أنا أعلم أن أكثر الناس بهذا السلوك هم المدخنون، ولكن ليس بهذا الشكل .
كما نلاحظ الكثير فى رمضان يطالب بالانصراف من العمل مبكرا قبل الزحام حتى لايتعصب أو يتشاحن مع أحد ، ولذا المشاحنات تزيد فى الشوارع والبيوت فى الساعات الأخيرة قبل المغرب علينا بضبط النفس سواء فى العمل أو خارجه لأنك صائم وغيرك أيضا صائم يجب علينا الإقلاع عن هذا السلوك السلبى، ويجب أن نتحلى بالصبر والقناعة والسلوك الحسن فى نهار شهر رمضان الكريم وإن لم تستطع عليك بالتوجه للمسجد وقراءة القرآن والانشغال فى أى نشاط تحبه وفى الحقيقة كما تحدثنا عن السلبيات هناك كثير من الإيجابيات فى هذا الشهر الفضيل ففى السنوات الأخيرة كثير من الناس ولاسيما الشباب فى أماكن مختلفة قبل المغرب بدقائق يهرعون إلى الشوارع العامة ومعهم المياه أو التمر أو بعض المخبوزات الخفيفة لإعطائها لمن لم يسعه الوقت للوصول لمنزله وقت المغرب، وهذا ما نتحدث عنه من سلوكيات جميلة وأعمال خير وروحانيات وروح المودة والتراحم والعطاء المتواصل بين الناس فى هذا الشهر الفضيل، والذى نتمنى أن نراه بصورة دائمة وأكبر وفى أماكن مختلفة ونتحلى به دائما .
وعن كيفية استعداد ربة المنزل لرمضان، يؤكد الدكتور علاء أنه من المؤسف اختلاف الأزمنة، حيث أصبحت هناك عادات سلبية انتشرت فى الأونة الأخيرة وهى كثرة مشتريات المنتجات ولاسيما فى شهر رمضان وكأننا مقبلين على مجاعة، وأنا أنصح أن نقتدي برسولنا الكريم عندما كان إفطاره خبز وتمر وأشياء بسيطة، أعلم إن الكثير لا يستطيع على هذا، ولكن أنصح بالاقتصاد فى كل شىء فالحكمة من الصيام يجب أن يعلمها الجميع وهى إننا لانصوم لكى نكافئ أنفسنا بوليمة على الإفطار، ولكننا نصوم لنتقرب إلى الله، ولكى نشعر أيضا بالفقراء والمحتاجين ويكفي صنف واحد فقط على الإفطار لأن اليوم يختلف عن الأمس، ويجب أن يكون ذلك بنفس راضية وأن يكييف الفرد نفسه على الأمور ونحمد الله على القليل...نعم كثير من الشباب والأطفال لايستوعبون ما يحدث أو ما نتحدث عنه، ولكن هذا دور الكبار.
وعن دور الأسرة، يقول الدكتور علاء الغندور: إن اليوم الأسرة يجب أن تشارك أولادها فى المسئولية وتعودهم على تحمل الصعاب طبعا نتحدث هنا عن الشباب الواعي وليس طفل لايعى شيئا، كل فرد فى الأسرة عليه دور، الأم دورها تعليم بناتها التعاون والمساعدة فى متطلبات المنزل والمطبخ، أيضا الأب له دور كبير تجاه الأولاد فى تعليمهم أن رمضان ليس فقط صيام لكى نفطر على مالذ وطاب من أشهى المأكولات، بل هو شعور بالمحتاج وأن يتحملوا معه الصبر، و كيف نسعي للجنة، وكم من نعم أعطانا الله إياها، ولكى نسعى للجنة فى هذا الشهر الفضيل يجب أن يكون هناك عمل خير وصبر فى مواجهة الشدائد بنفس راضية.
ويُطالب “الغندور” الإعلام والدراما التليفزيونية أن تراعي شهر رمضان، وتنشر المسلسلات التى تحث على القيم وتدعو للخير والموعظة الحسنة وتقدم أفكار إيجابية، وأتمنى أن تراعى القيم الإيجابية الموجودة فى المجتمع، وتزيد من الوجبات الدينية الدسمة التى تحث على الفضيلة والتسامح بين الناس .