الجمعة 31 مايو 2024

أستاذ أمراض الباطنة والكبد الدكتور سعيد شلبي :هذه نصائحي لأصحاب الأمراض المُزمنة في الصيام

أستاذ أمراض الباطنة والكبد الدكتور سعيد شلبي :هذه نصائحي لأصحاب الأمراض المُزمنة في الصيام

25-3-2023 | 12:32

أحمد محمود
للصيام فوائد كثيرة لصحة الإنسان لأن الله لم يشرع شيئا إلا وفيه منفعة للإنسان .. وقد فرض الصيام على الشخص صحيح البدن الذي لا يعاني من الأمراض، وله رخصة الإفطار إذا كان يعاني من مرض مزمن. التقت مجلة طبيبك الخاص الدكتور سعيد شلبي أستاذ أمراض الباطنة والكبد بالمركز القومي للبحوث فأوضح لنا كل التفاصيل التي تهم أصحاب الأمراض المُزمنة في رمضان، إلى نص الحوار. هل صيام صاحب الأمراض المزمنة يؤثر على حالته الصحية؟ بالنسبة للشخص المصاب بأمراض القلب مثل: قصور القلب، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض شرايين القلب، وأمراض الصمامات، يعتمد قرار الصيام من عدمه على درجة المرض، وما إذا كان المريض يعاني من المرض بشكل حاد حاليا أو بصورة مزمنة. أما صيام مرضى الكبد؛ فيتوقف الصوم على حسب نوع المرض وشدته ومستوى استقراره، وينصح هؤلاء المرضى بضرورة استشارة الطبيب المعالج ؛ فيما يخص الصيام والنظام الغذائي الواجب اتباعه، والنشاط البدني المسموح به. والصوم يخفض نسبة الدهون في الدم ويكون مفيداً لبعض المرضى المصابين بتشحم الكبد، لأنه يؤدي إلى انخفاض الوزن وانخفاض نسبة الدهون في الدم ومن ثم تتحسن حالة الكبد. كذلك المرضى الذين يتعاطون أدوية تؤخذ على فترات متقاربة مثل الملينات التي تعطى للمرضى المصابين باعتلال المخ الكبدي والغيبوبة الكبدية. أيضا بالنسبة لفترة ما بعد علاج نزيف دوالي المريء عن طريق المنظار بالحقن، يكون هؤلاء المرضى عرضة للإصابة بالقرح، فيكون عدم الصيام أفضل. وفيما يخص مريض قرحة المعدة فيمكنه الصوم بعد استقرار الحالة. وينصح المريض بالإفطار في حالة القرحة الحادة أو عند حدوث مضاعفات مثل النزيف. وفي حال الصوم يجب تنفيذ تعليمات الطبيب بدقة، وتناول الأدوية بصفة مستمرة، واتباع الإرشادات الغذائية، والتوقف أو الإقلال من التدخين. وماذا عن مرضى السكرى؟ مريض السكر ؛ نوعان : النوع الأول يعتمد فيه المريض على تناول الحقن، وعادة يأخذ عدة جرعات من الأنسولين. وأكثر المتعاطين لهذا العلاج يمكن ضبط السكر عندهم بحقنتين صباحاً ومساءً، وهذا المريض يحتاج إلى تناول الغذاء بعد الحقنة بنصف ساعة، فإذا لم يأخذها نقص السكر في دمه نقصاً شديداً، وربما أدى ذلك إلى غيبوبة نقص السكر، وبعدها يحس المريض بجوع شديد وعرق غزير، وينشط نبضه، وتتسع حدقته، وتتوتر أعصابه. أما النوع الثاني فلا يعتمد فيه المريض على أخذ هذه الحقن، إذ إن تنظيم الغذاء مع استعمال الأقراص المنشطة للبنكرياس يؤدي إلى إفراز كميات من الأنسولين تكفي حاجته، وأكثر هؤلاء المرضى يعانون من البدانة، وهم يستفيدون من الريجيم لإنقاص وزنهم، وتتحسن حالتهم تبعاً لذلك. ومعظمهم يفيدهم الصيام شريطة ألا تكون حالتهم تستدعي تعاطي الأقراص المعالجة للسكر لمدد قصيرة وعلى مدى اليوم، حيث يستلزم أيضًا تناول قرص في الإفطار وقرص آخر مع السحور، وبعض الحالات الخفيفة يمكنها أخذ قرص واحد يومياً مع وجبة الإفطار، وربما أقل، وهذا يستدعي تنظيم الوجبات والسعرات. وماذا عن مرضى الجهاز التنفسي؟ يعتبر الصيام مفيداً لمرضى الجهاز التنفسي ولا سيما المرضى الذين يعانون الشخير والانسداد الأنفي وتوقف التنفس أثناء النوم، شريطة أن يبتعدوا عن امتلاء المعدة بالطعام والشراب. ما الأمراض الأخرى التي يتوجب معها الإفطار؟ هناك بعض الأمراض التي توجب إفطار الصائم بعد استشارة الطبيب، منها: الالتهاب الصديدي للوزتين أو الأذن الوسطى أو الجيوب الأنفية المصحوبة بحمى وارتفاع درجة الحرارة، ومن ثم يستوجب على المريض تناول الأدوية اللازمة في أوقات محددة مع أخذ كمية كافية من السوائل، وفي حالات الدوار الشديد والقيء واضطراب الأذن الداخلية وحالات النزيف الأنفي يجب أن نذكر أن قطرات الأنف والأذن والعينين لا تفطر الصائم ما دام لا تصل إلى الجوف. وماذا عن مرضى الكُلى في رمضان؟ ينقسم مرضى الكلى إلى ثلاث مجموعات: الأولى تضم مرضى القصور الكلوي المزمن، والصوم هنا قد يفيد البعض من جهة تقليل الوجبات المملحة والغنية بالبروتينات التي تضر وظائف الكلى، بينما قد يؤدي الصوم نتيجة لفقد السوائل والأملاح إلى مضاعفات في حالة القصور المزمن، أو التهابات الكلى المزمنة، أو التكيس الكلوي. ويلاحظ أنه في حالة الصوم تكون هناك تغيرات في الاتزان الملحي والمائي في الجسم، وفي حالة مرضى الكلى له أثر مهم على صحة المريض وسلامته. مرضى المجموعة الثانية: المصابون بالفشل الكلوي المزمن الذين يحتاجون إلى الغسيل الكلوي الصناعي، ففي أوقات إجراء الغسيل الكلوي قد يحتاج المريض إلى الإفطار عند عمل ذلك في نهار رمضان، وأما في الأيام الأخرى فليس هناك مشكلة في الصوم إذا كانت حالة الكلى مستقرة. بالنسبة للأشخاص الذين تمت لهم زراعة الكلى : في العام الأول من عملية الزراعة لا ينصح المرضى بالصيام لما لذلك من أثر سلبي على نجاح عملية الزراعة، أما بعد ذلك فليس هناك مشكلة في الصوم عند استقرار الحالة وعمل الكلى بشكل طبيعي، وعلى أي حال لابد من استشارة الطبيب المعالج قبل ذلك لأخذ النصيحة فيما يتعلق بجرعات الأدوية اللازمة مثل أدوية تثبيط المناعة وغيرها. مرضى الكلى يجب عليهم الحذر في تحديد أنواع الأغذية التي يتناولونها عند الصوم، فيجب أخذ رأى الطبيب فى تناول كميات كبيرة من السوائل، أو الأطعمة الغنية بأملاح البوتاسيوم. عندما يصاب المريض بمرض الكبد؛ هل يمكنه الصيام فى بداية المرض ولا تحدث له مضاعفات ؟ إذا لم تكن الحالة التهاب كبدى حاد؛ يمكن الصيام ولا تحدث له مضاعفات. وينصح هؤلاء المرضى بضرورة استشارة الطبيب المعالج ؛ فيما يخص الصيام والنظام الغذائي الواجب اتباعه، والنشاط البدني المسموح به ولا توجد لديهم مضاعفات من المرض أو أي أمراض أخرى مصاحبة مثل: مرض السكري، أو ممن لا يحتاجون إلى أدوية تؤخذ على فترات متقاربة أو مدرات للبول تؤخذ بجرعات عالية، وذلك ليتجنب المريض خطورة فقد السوائل الحاد مع الصيام.. ويلاحظ أن الصيام يكون مفيداً لبعض المرضى المصابين بتشحم الكبد، لأنه يؤدي إلى انخفاض الوزن وانخفاض نسبة الدهون في الدم ومن ثم تحسن حالة الكبد. أمراض السرطان بصفة عامة ( الكبدـ المعدةـ البنكرياس- المثانة ...وغيرها ). هل تمنع المريض من الصيام .. وماذا لو صام ؟ مريض السرطان المتعافى يستطيع صوم الشهر الفضيل دون أن تتأثر صحته، طالما أن وضعه مستقر ولا يشكو من متاعب صحية... أما المريض الذي مازال خاضعا للعلاج الكيميائي عبر الوريد فإنه سيضطر للإفطار يوم العلاج وكذلك يوم أو يومين من بعده، أما مرضى السرطان الذين يعالجون بالعلاج الإشعاعي؛ فإن العلاج الإشعاعي كما هو معروف طبيا عبارة عن جلسات أشعة يومية ؛ فإن حال المرضى يختلف اختلافا كبيرا على حسب التشخيص ومنطقة العلاج، فهناك مرضى يحدث لهم جفاف شديد بالفم والغدد اللعابية نتيجة العلاج نفسه فلا يستطيعون الصوم، وهناك مرضى أورام الحوض الذين يستدعي علاج الأشعة جعل المثانة ممتلئة بشرب كمية من السوائل قبل تلقي العلاج (لحماية باقي الأعضاء الداخلية غير المراد علاجها من تلقي الأشعة). مريض الكلى أو الجهاز الهضمى ...متى يصوم .. ومتى يفرض عليه الإفطار فى رمضان ؟ صيام مرضى الكبد ؛ يتوقف على حسب نوع المرض وشدته ومستوى استقراره، وينصح هؤلاء المرضى بضرورة استشارة الطبيب المعالج ؛ فيما يخص الصيام والنظام الغذائي الواجب اتباعه، والمرضى المصابون بتشحم الكبد، ينصحون بالصيام ؛ أما المرضى الذين يتعاطون أدوية تؤخذ على فترات متقاربة مثل الملينات التي تعطى للمرضى المصابين باعتلال المخ الكبدي والغيبوبة الكبدية ؛ فيلزم إفطارهم. هل يمكن كتابة روشتة توجيه وإرشاد لأصحاب الأمراض المزمنة..وهل هناك رخصة طبية لإفطارهم عند الضرورة حفاظا على حياتهم ؟ هناك نصائح عامة نذكّر بها المرضى عند الصيام، كالاهتمام بشرب كميات كافية من السوائل والمياه لتجنب آثار ارتفاع حرارة الجو، ونظراً لأن هذه السوائل تحتوي على كمية مطلوبة من الأملاح المهمة للوظائف الحيوية للجسم. كما أن تأخير السحور يعين الصائم على الاحتفاظ بهذه السوائل لأطول فترة ممكنة. كما يجب تجنب امتلاء المعدة بعد الإفطار حتى لا تحدث التخمة أو الدوخة أو الدوار أو الصداع أو أي اضطراب في وظائف التنفس والقلب. هل مريض القلب وتصلب الشرايين والضغط؛ يمكن صيامهم وفى أى الحالات يكون إفطارهم جائزا حفاظا على حياتهم ومنع حدوث مضاعفات؟ بالنسبة للشخص المصاب بأمراض القلب مثل: قصور القلب، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض شرايين القلب، وأمراض الصمامات، يعتمد على درجة المرض، وبالنسبة للحالات التي لا يسمح لأصحابها بالصيام، فتشمل المصابين بقصور حاد في القلب، لأنهم يحتاجون إلى شرب كمية كبيرة من السوائل.وتشمل قائمة الممنوعين من الصيام أيضا من يعانون من الذبحة الصدرية غير المستقرة، وكذلك الذين خضعوا لعملية جراحية في وقت أقل من ستة أسابيع، وأولئك الذين يعانون من أمراض أخرى مصاحبة مثل ارتفاع ضغط الدم والقصور الكلوي.