22-7-2023 | 08:57
أماني عزت
حرصت الدولة المصرية على تقديم كل الدعم التي تحتاجه المرأة للمحافظة على صحتها من خلال العديد من المبادرات الصحية الرئاسية باعتبارها أحد أهم شرائح المجتمع وأكثرها احتياجا للتوعية والرعاية الصحية، حيث تعاني المرأة المصرية منذ عقود من مشكلات صحية متراكمة في مقدمتها الأورام السرطانية.
وقد التقت “طبيبك الخاص” الدكتور أبو بكر النشار أستاذ أمراض النساء والتوليد لتناقشه حول هذا الأمر، وتسأله بالتفصيل: ما المقصود بصحة المرأة وكيف يمكنها المحافظة عليها وما هو دور المبادرات الصحية الرئاسية فى الحفاظ عليها؟ إلى نص الحوار.
في البداية ما المقصود بصحة المرأة؟
المقصود بصحة المرأة هو كل ما يخص تحسين نمط الحياة الصحية والاجتماعية والنفسية لها من أجل وقايتها من الأمراض والاهتمام بها لأن صحتها تنعكس على العائلة، فالمرأة هي حجر أساس العائلة وعليها تعتمد صحة العائلة كلها من الزوج إلى الأولاد؛ ولذلك فالمحافظة على صحتها تعد حفاظا على صحة المجتمع ككل.
كيف ترى التأثير الإيجابى الذى أحدثته «مبادرة الست المصرية صحة مصر » ؟
تستهدف المبادرة الكشف المبكر عن أورام سرطان الثدي لملايين النساء بجميع محافظات الجمهورية بالفحص والكشف الإكلينيكي عن المرض وتوفير العلاج بالمجان، وتشمل المبادرة أيضا التوعية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والحياة الصحية والكشف عن الأمراض غير السارية “السكر، ضغط الدم، قياس الوزن والطول وتحديد مؤشر كتلة الجسم، ومستوى الإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن” بالإضافة إلى عوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية والتوعية بطريقة الفحص الذاتي للثدي، وقد لعبت دور كبير فى الوصول إلى عدد كبير من النساء وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهن .
ما أكثر الأمراض التى تعاني منها المرأة؟
هناك أمراض كثيرة قد تصيب صحة المرأة ولكن لو تكلمنا عن أهم الأمراض والمشاكل التي تعاني منها المرأة فهي: أمراض الجهاز التناسلي وما يصيبها من التهابات، والتشوهات الخلقية والتغييرات الفسيولوجية وخاصة لو تكلمنا عن فترة الحمل والولادة وما يتعلق بها من أمراض قد تعيق الولادة الطبيعية أو الأمراض الخاصة والمضاعفات التي تحدث أثناء الحمل، وتأتي فى المرتبة الثانية أمراض القلب فالنساء أكثر عرضة لأمراض القلب بعد انقطاع الطمث ومن أهم عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب هى التقدم بالعمر والوراثة وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم والخمول البدني والسمنة ومرض السكر بالإضافة لسرطان عنق الرحم وسرطان الثدي وهما من أهم الأخطار التي تهدد المرأة.
35 % من إجمالي الإصابة بسرطانات هي من نصيب سرطان الثدي.. فما أسباب ذلك؟
لدينا الكثير من العوامل المشجعة لنشأة سرطان الثدي منها العمر والوراثة والاستعداد الجيني والحيض المبكر قبل سن 12 أو انقطاع الطمث بعد سن 55 سنة وعدم الإنجاب واستخدام بعض الأدوية والكحول وضعف المناعة والتغذية والسمنة.
هشاشة العظام أيضا من الأمراض التي تصيب المرأة وتضعف صحتها ..أليس كذلك؟
بالطبع هشاشة العظام وترققها والتي تنجم عن تناقص كثافة العظم والحقيقة أن هشاشة العظام أصبحنا نراها فى صغار السن من الفتيات ولم تعد تصيب كبار السن فقط كما كان فى الماضي ومن أهم أسباب هشاشة العظام التقدم في العمر وتغير الهرمونات ونقص الكالسيوم وفيتامين “د” و استخدام بعض الأدوية مثل بعض أدوية السكر كما أن الكسل وقلة الحركة والتدخين والكحول أيضا من أهم أسبابه.
عرفت منظمة الصحة العالمية مفهوم صحة المرأة على أنه يشمل أيضا الصحة النفسية لها.. فلماذا؟
لأنه ببساطة النساء أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال نتيجة لزيادة مستوى التوتر والتغيير الهرموني خاصة بعد الحمل والولادة وبعد انقطاع الطمث وقد أثبت الباحثون أن الهرمونات تؤثر بشكل مباشر على كيمياء الدماغ التي تتحكم بالعواطف والمزاج، ويصيب الاكتئاب ما يصل إلى 1 من كل 10 نساء أثناء الحمل و 1 من كل 7 نساء تقريبا خلال العام الأول بعد الولادة، وقد تعاني بعض النساء أيضا شكلا حادا من متلازمة ما قبل الدورة الشهرية ويسمى اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي، ويرتبط بالتغيرات الهرمونية التي تحدث عادة في فترة الإباضة وقبل أن يبدأ الحيض وأيضا خلال الانتقال إلى فترة انقطاع الطمث حيث يزداد خطر الإصابة بالاكتئاب لدى بعض النساء بالإضافة إلى تقلب المزاج وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة لاستخدام حبوب منع الحمل، وبعض النساء يعانين من الاكتئاب وغيره من التغيرات العاطفية أثناء فترة تناولهن لهذه الحبوب لكل هذه الأسباب لابد من توجيه الدعم النفسي للسيدة؛ لتخطي تلك العقبات لتستمر فى العطاء داخل المجتمع.
وماذا عن الصحة الإنجابية ومساهمة المبادرات الصحية فى توعية المرأة بها؟
الصحة الإنجابية تشتمل على توفير خدمات صحية جيدة للأم أثناء الحمل والولادة وتوفير خدمات تنظيم الأسرة والكشف المبكر والإحالة والعلاج للأمراض ذات العلاقة بالإنجاب كالسرطانات التي تصيب المرأة بالإضافة إلى الفحص الطبي قبل الزواج والوقاية من أمراض ما بعد سن الإنجاب، وأخيرا التثقيف والإعلان عن كافة تلك الخدمات وهو ما تقوم به المبادرات الصحية التى تستهدف المرأة.
للمبادرات الرئاسية دور في تحسين صحة المرأة كيف ترى ذلك؟
بالطبع، المبادرات الرئاسية أنقذت الكثير من السيدات من الإصابة بأمراض كثيرة لأن هناك العديد من المبادرات التى تستهدف المرأة بشكل مباشر، بداية من 100 مليون صحة، والست المصرية صحة مصر والتي استهدفت فحص ملايين النساء المصريات لمن هن فوق 18 عاما بهدف الكشف المبكر عن أورام الثدي وغيرها من الأمراض غير السارية، وبعدها تم إطلاق مبادرة العناية بصحة الأم والجنين وتعنى بصحة المرأة الحامل والطفل من خلال الكشف عما قد تعانيه من أمراض حفاظاً على صحة طفلها بالإضافة إلى خفض وفيات الأمهات، كما تشمل أيضا متابعة حالة الأم والمولود لمدة 42 يوما بعد انتهاء الحمل لاكتشاف عوامل الخطورة على الأم أو المولود واتخاذ الإجراءات المناسبة.
كيف يمكن للمرأة المحافظة على صحتها؟
المحافظة على الصحة تبدأ بالتغذية السليمة وتناول طعام صحي غنى بالعناصر الغذائية مثل: الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن والألياف حتى تؤدي الأعضاء وظائفها بشكل سليم، كما أن الرياضة البدنية مهمة في الوقاية من تطور الأمراض وتحسن كفاءة أداء أعضاء الجسم، وتشير الأدلة أن ممارسة النشاط الرياضي بانتظام يمكن أن يؤدي إلى الحد من خطر الإصابة بمرض السكر وتساعد في مكافحته والوقاية من المضاعفات طويلة الأجل وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث تزيد مستويات البروتين الدهني الكوليسترول الجيد بالإضافة أنها تخفض ضغط الدم المرتفع وتحمي من مرض هشاشة العظام وتفيد ضد التهابات المفاصل وآلام أسفل الظهر، كما تقلل من خطر الإصابة بالسرطان وتحديدا سرطان الثدي بعد انقطاع الطمث وتمنع الإصابة بسرطان الأمعاء وأيضا تساعد في الحفاظ على وزن صحي وعلاج الاكتئاب وتقلل من الإجهاد وتحسن النوم.