28-10-2023 | 09:35
أحمد فاخر
أعراض الجيوب الأنفية لا ينتبه لها الكثيرون، حيث يعتقد أصحابها أنهم مصابون بأمراض العيون أو التهابات الأسنان أو المخ والأعصاب بسبب الشعور بصداع مزمن مع عدم التركيز وأحيانًا أخرى مشاكل في الاتزان مما يؤثر بشكل كبير على حياة المريض ودراسته أو عمله. كل هذا رغم أنهم مصابون بالجيوب الأنفية!.
بدأ الحديث الدكتور أحمد المراغي أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب المنيا بأن الجيوب الأنفية عبارة عن تجاويف داخل الجمجمة، وتلك التجاويف من المفترض أن تتعرض للهواء، وتؤثر على التركيز وتوازن الرأس ونبرة الصوت ونغمته، وتتعرض الجيوب الأنفية للتهوية عن طريق فتحات صغيرة داخل الأنف بين كلٍ من القرنية الوسطى والسفلى بتجويف الأنف، كما أن هناك فتحة أخرى في نهاية البلعوم الأنفي وهي المسئولة عن وصول الهواء داخل الأذن الوسطى، وبالتالي إذا حدث أي نوع من الانسداد داخل تلك الجيوب تحدث مشاكل بكل من الأنف بالإضافة للأذن الوسطى.
وفي حالة حدوث ذلك الانسداد نقوم أحياناً بعمل غسيل للأنف عن طريق استخدام محلول ملحي قلوي طبيعي لا يحتوي على أي كيماويات، وهو يمتاز بقدرته الكبيرة على تنظيف التجويف الأنفي والأغشية المبطنة له والتخلص من الالتهابات، كما أن له القدرة على إزالة الاحتقان وفتح قنوات التهوية للجيوب الأنفية، وأيضاً قنوات التهوية للأذن الوسطى والتي تسمى “قنوات ستاكيوس”.
ولا توجد سن غير معرضة للإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية فبداية من الأطفال عند سن 3 سنوات، لذلك يجب عدم التهاون عندما يشكو الطفل من صداع أو آلام بالوجه، ويجب التوضيح بأن 90 % من أدوار الإنفلونزا العادية التي نصاب بها جميعاً يصاحبها بعض الالتهاب في الجيوب الأنفية، وذلك لأن الغشاء المخاطي المغطي للأنف هو نفسه المبطن للجيوب الأنفية.
ولكن هناك بعض الناس أكثر تعرضاً للإصابة بالجيوب الأنفية مع صعوبة استجابتهم للعلاج كالمصابين بحساسية في الأنف ويتناولون أدوية خاصة بذلك، والمصابين بارتجاع المريء لأن ارتجاع حمض المعدة للأنف عن طريق المريء خاصة أثناء النوم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، أيضاً الذين يتناولون أدوية لعلاج ضغط الدم المرتفع، وكذلك المصابين بالأمراض المناعية ويتناولون أدوية لتثبيط المناعة، أو الأطفال المصابين بلحمية ذات حجم كبير تؤدي لاختلاف اتجاهات الهواء داخل الجيوب الأنفية، كما أن هناك بعض العوامل البيئية التي تساعد في انتشار حالات التهاب الجيوب الأنفية مثل: التلوث الشديد وزيادة الأتربة في الجو، وكثرة استخدام المواد ذات الرائحة النفاذة، بالإضافة إلى استخدام حمامات السباحة التي لها دور في الإصابة بمشكلات الجيوب الأنفية خاصة من لديه حساسية بالأنف، حيث إن زيادة الكيماويات المستخدمة في تلك الحمامات قد تؤذي جسم الإنسان بشكل مباشر، وقلتها تؤدي إلى انتشار الميكروبات بالمياه مما ينشر العدوى والأمراض بين الناس أحياناً، ولذلك تظهر الكثير من الإصابات نتيجة استخدام حمامات السباحة.
وأضافت الدكتورة هيام عبدالعظيم استشاري أمراض السمع والاتزان بجامعة القاهرة أن من أهم وأشهر أعراض الإصابة بانسداد الجيوب الأنفية هي:-
أولاً: الإصابة بآلام العين، وهنا يجب التفرقة بين ألم العين الخاص بمشاكل في القرنية أو بسبب إجهاد النظر والصداع الناتج عن الجيوب الأنفية، فالفرق الرئيسي في توقيت الشعور بالصداع، لأن عادة ما يشعر المريض بصداع نتيجة الجيوب الأنفية عند الاستيقاظ من النوم صباحاً، بحيث تكون العين في فترة راحة ومع ذلك يشعر المريض بصداع وثقل في الرأس وعدم الراحة عند فتح العينين، وذلك عكس ألم القرنية الذي يحدث نتيجة إجهاد العين بالقراءة أو مشاهدة التلفاز.
ثانياً: آلام الأسنان، وتعتبر من الأعراض الأكثر وضوحاً لالتهاب الجيوب الأنفية وهى غالباً ما تصل إلى جذور الأسنان العليا من الفك بسبب قربها الشديد من تجويف الأنف، وبالتالي قد يؤدي ذلك لصداع شديد يعتقد فيه المصاب أن سببه مشاكل بالأسنان في حين أن السبب الرئيسي هو انسداد في الجيوب الأنفية.
ثالثاً: آلام الوجه، وكثيراً ما يشعر الإنسان ببعض الآلام بالوجه نتيجة ممارسة نوع من الرياضة العنيفة أو السباحة أو الجري لمسافة، ولكن الجيوب الأنفية يمكن أن تؤدي للإصابة بألم في الوجه والفك.
رابعاً: عدم القدرة على شم الروائح، يشعر المريض بفقدان حاسة الشم تحدث نتيجة الإصابة بالتهاب حول الأنف مما يؤثر بشكل مباشر على حاسة الشم لدى المريض.
خامساً: الصداع المستمر، الكثير منا يشعر بصداع في أوقات كثيرة ويكون ذلك لأسباب متعددة مثل: الإجهاد أو قلة النوم أو حتى الجوع، ولكن إذا شعر المريض بصداع مزمن لعدة أيام على شكل حلقة دائرية حول منطقة الرأس، فغالباً ما يكون ذلك بسبب التهاب الجيوب الأنفية خاصة إذا تزامن ذلك مع حدوث رشح بالأنف.
وفي النهاية يضيف الدكتور محمد أنور استشاري جراحة الأنف والأذن بأنه في حالة الشعور بأي من تلك الأعراض يرجى أولاً الاستحمام بالماء الدافئ ثم الراحة والانتظار لمدة 24 ساعة، وإذا لم يخف الألم أو يزول واستمرت الحالة كما هي فيجب التوجه للطبيب المختص لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب خاصة أنه حوالي 70 % من حالات الجيوب الأنفية التهابات فيروسية بسيطة ولا تحتاج لتناول أدوية قوية حيث يمكن القضاء عليها ببعض الأدوية العرضية التي تعمل على إزالة احتقان الأنف أو تقليل الالتهاب أو تساعد على فتح الجيوب الأنفية، وتلك الأنواع من العلاجات تأخذ وقتًا من أربعة أيام وحتى 14 يوما حسب مناعة الجسم وقوة الفيروس و90 % من تلك الحالات لا تحتاج لتناول مضادات حيوية، لذلك ننصح المرضى بعدم تناول المضاد الحيوي دون استشارة طبيب حيث إن أغلب حالات الجيوب الأنفية تشفى مع العلاج السليم إلى أن تعود مرة أخرى مع أدوار البرد المتكررة، ولكن مع الدواء الخاطئ تستمر الحالة ويصعب علاجها مع مرور الوقت.
لذلك دائماً ما ننصح المصابين بحساسية الأنف بتجنب كل ما له رائحة نفاذة مثل: دخان السجائر والمبيدات الحشرية والمعطرات، بالإضافة لتجنب الأتربة الكثيفة والعوادم مع عدم الذهاب إلى الأماكن الملوثة بقدر الإمكان.