الثلاثاء 30 ابريل 2024

كل شيء عن كابوس “الصرع”

كل شيء عن كابوس الصرع

2-12-2023 | 09:08

أحمد عبدالعزيز
مرض الصرع من أكثر الأمراض لدى البشرية إزعاجا وخوفا من الإصابة به، حيث يختلف هذا المرض عن غيره من الأمراض من حيث الأسباب والأعراض ويحتاج إلى طريقة خاصة جدا فى التعامل معه، فهذا المرض يتمثل في اضطراب جسدى ونفسى كبيرين، يؤثران على كامل محيط العائلة، فما حكاية الصرع.. وكيف نفهم طرق العلاج؟ يقول الدكتور وائل نور الدين استشاري المخ والأعصاب وعضو الجمعية الأمريكية للمخ والأعصاب إن مرض الصرع عبارة عن نوبات متكررة من الغياب عن الوعى نتيجة التغير فى كهرباء المخ، فيظهر المريض عند الإصابة بالنوبة بعين مغلقة وإصدار صوت أنين مع القيام بحركات عشوائية، ويعتبر أحد أهم أسباب هذا المرض هو السبب الوراثي سواء من الأب أو الأم وغيرهما وأيضا الإكثار من تناول بعض الأدوية نتيجة بعض الأمراض، والتعرض للأشعة الكهربية يمثل خطرا كبيرا وسببا مباشرا فى الإصابة به وأيضا التعامل مع التليفون المحمول وهو فى وضع الشحن سواء بالتحدث به أثناء الشحن أو حتى لمس التليفون لمدة طويلة وهو مازال فى عملية الشحن وبالتأكيد فى بعض الحالات بسبب تناول المخدرات والسجائر والذى يؤدى إلى تلف بعض الأنسجة وتغيير فى المواد الكيماوية للجسم والذى بدوره يؤدى إلى اختلال وظائف المخ فيصيب الشخص بالصرع. من ناحية أخرى يعد من أهم وأكثر طرق الوقاية من الإصابة بالصرع هو تثبيت موعد الدخول إلى النوم، فالمحافظة على الساعة البيولوجية للمخ أمر ضرورى جدا فى الوقاية من كافة الأمراض وعلى رأسها مرض الصرع وعلى جانب آخر هناك تعليمات وإسعافات أولية ضرورية جدا يجب اتباعها لكل أفراد أسرة المريض بالصرع أو المحيطين به، أولا: يجب معرفة أن ليس كل غياب عن الوعى يعتبر نوبة صرع، فالغياب عن الوعى له ثلاث صور: وهو نتيجة كهرباء غير منتظمة فى المخ، وهذا هو موضوعنا أو تقلبات فى نبضات القلب أو نتيجة لعرض نفسى، لذلك وجب التفرقة، ونحن ننصح أسرة المريض دائما بوجود قطعة أو منديل من القماش فى كل مكان فى المنزل أو العمل أو أى مكان يستقر به المريض. و حينما تأتى نوبة الصرع نقوم بوضع تلك القطعة فى فم المريض بحيث تكون حاجزا بين الفك الأعلى والسفلى؛ حتى لا يتعرض لسانه للضرر أو العض، ويجب وضع المريض على إحدى جانبيه ثم نترك المريض بمفرده دون فعل أى شى يتعرض لحاسة من حواسه لأن نوبة الصرع تأخذ خمسين ثانية تقريبا وتنتهى، ولكن تزيد المدة على ذلك فى حالة التعرض للحواس الخمس للإنسان. فمثلا يعتبر وضع قطعة من البصل أو رائحة نفاثة بالقرب من أنف المريض يزيد من امتداد النوبة، والضوء العالى كضوء التلفاز حتى أو ضوء الغرفة يزيد من حدة النوبة، لذلك يجب غلق كل الأضواء بجانب المريض، فالالتزام بهذه التعليمات يحد من مدة النوبة وحدتها وبعد استفاقة المريض من النوبة. وهناك بعض الأعراض التى يشعر بها مثل: الصداع المزمن وعدم التركيز بالنسبة الكاملة والشعور بالنعاس؛ لذلك يجب ترك وقت كاف لراحة المريض بعدها وهناك حالة خطيرة جدا تستدعى استدعاء الإسعاف على الفور والدخول إلى المستشفى وهى تعرض المريض لنوبة صرع فى الفترة ما بين الاستفاقة من النوبة وفترة الوصول إلى تركيزه، وهذا مؤشر خطير جدا لأن هذا يعنى وجود حالة مستمرة من التشنج من الممكن أن يعرض حياته للخطر؛ لذلك يجب التحرك فورا إلى أقرب مستشفى مجهز ويكون عامل الوقت هنا مهما جدا، كما تسبب كثرة نوبات الصرع ضعف الذاكرة بالإضافة إلى تقليل الذكاء لدى المريض؛ ولعلاج هذا المرض هناك بعض العقاقير والأدوية الخاصة لذلك لجميع فئات العمر المختلفة ولا صحة لمن يقول إن مرض الصرع ليس له علاج على الإطلاق . وتقول الدكتورة هبه الله حبيب لا شك من إن مرض الصرع قد يكون نتيجة الضغوط النفسية المتكررة التى يتعرض لها الشخص سواء فى العمل أو الحياة الاجتماعية يصاحبه عدم انتظام فى مواعيد النوم وأيضا معدلات الأكل كل هذا قد يؤدى فى المستقبل إلى الإصابة بهذا المرض ويحتاج مرض الصرع إلى تعامل خاص مع المريض، بالنسبة للأطفال يجب تأهيل الطفل نفسيا ونعمل على إدراك الطفل لهذا المرض وأعراضه ويجب تعليمه أن هناك أشياء سوف نمتنع عن فعلها كثيرا، مثل: مشاهدة التلفاز واستخدام الهاتف والتعرض للضوء لمدة طويلة، وألا نجعله يشعر بأنه طفلا محروما لكن هناك ظرفا ما حدث وسيمر بالإضافة إلى أمر مهم جدا، بأن نجعل هذا الطفل مسئولا عن نفسه من حيث مواعيد تناول العلاج وفعل الإجراءات الوقائية مع متابعة الطفل دون أن يشعر بذلك بمعنى عدم شعور الطفل بأنه مدلل ويتلقى معاملة خاصة ومبالغ فيها بسب مرضه حتى لا يصبح هذا الطفل مستقبلا شخصا اعتماديا، أما بالنسبة للبالغين و وكبار السن فيجب أن نتعامل بحرص شديد مع مرضهم بمعنى عدم ترك المريض مثلا يقود سيارته بمفرده أو يسير فى أماكن مرتفعة ومتابعة العلاج بانتظام وحل جميع المشاكل النفسية المحيطة به؛ لأننا دائما ما نؤمن بأن الحالة النفسية لأى مريض تمثل النسبة الأكبر من العلاج.