13-7-2024 | 12:08
أحمد فاخر
المخ هو المتحكم في جميع أنشطة ووظائف الجسم، فهو المتحكم في الأطراف وأجهزة الجسم ومراكز الإحساس، وبالتالي كل هذا يتأثر عند حدوث السكتة الدماغية، فهل تؤثر درجة الحرارة على حدوث هذه السكتة؟
فى البداية يقول الدكتور أشرف محمد العسيلي استشاري جراحة المخ والأعصاب بتوضيح أن السكتة الدماغية أو جلطة المخ تحدث نتيجة أن جزءا من المخ يحرم من وصول الدم إليه ، مما يؤدي إلى تلف خلايا هذا الجزء من المخ فتموت وتفقد وظيفتها، والجلطة عبارة عن نوعين:
- جلطة تخثرية
وهي تحدث نتيجة تجلط جزء من الدم داخل أحد شرايين الجسم ، مما يعوق وصول الدم إلى جزء من خلايا المخ ويؤدي ذلك إلى تلفها خلال دقيقة إلى 3 دقائق، وهي تعتبر نسبتها 80 % من حالات الإصابة بالجلطات
- جلطة نزيفية
وتحدث نتيجة أن أحد الشرايين الصغيرة أو أحد الأوعية الدموية يحدث به انفجار، مما يؤدي إلى نزيف دموي داخل أنسجة المخ، ونتيجة لذلك يمتنع الدم عن الوصول للخلايا التي يغذيها هذا الشريان المنفجر فتضمر وتموت، وهي تحدث بنسبة 15 % من حالات الإصابة.
وتحدث السكتة الدماغية أو جلطة المخ غالباً عند كبار السن، ولكنها زادت في الآونة الأخيرة في الأعمار الصغيرة نسبياً نتيجة زيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين عند متوسطي العمر بسبب العادات الغذائية السيئة وتناول وجبات سريعة تحتوي على كميات كبيرة من الدهون بشكل كبير، مما يؤدي إلى تلف الجدار الداخلي للشريان، مما يؤدي لتكون الكثير من الجلطات.
كما أن من أكثر الناس عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية هم المصابون بارتفاع ضغط الدم دون الانتظام في تناول العلاج المناسب أو لا يعلمون بإصابتهم بارتفاع ضغط الدم بسبب عدم الاهتمام، وأيضاً الممتنعون عن ممارسة الرياضة، ومن لا يهتمون بشرب المياه والسوائل خاصة في فصل الصيف بسبب حاجة الجسم للسوائل بسبب زيادة حرارة الجو بشكل كبير، مما يؤدي لزيادة كثافة الدم في الجسم ويسهل تجلطه داخل الشرايين، وتحدث الجلطة النزيفية غالباً نتيجة الارتفاع الشديد في ضغط الدم داخل الجسم ، مما يؤثر بالسلب على الشرايين فلا تتحمل ، مما يؤدي لانفجارها، وبالتالي إذا كان هذا الشريان المنفجر داخل المخ يؤدي إلى الجلطة النزيفية.
وأهم أعراض الإصابة بجلطة المخ هو شكوى المريض إما من حدوث إعوجاج في أحد جانبي الوجه أو تلعثم في الكلام أو فقدان النطق بالكامل أو ضعف في أحد جانبي الجسم على شكل ضعف ووهن في أحد الذراعين والساق في نفس الجانب أو حدوث تنميل في الذراع ومنتصف الجسم بالكامل ، مما يزيد من صعوبة الحركة وفقدان التوازن أحياناً، كما يحدث أيضاً في بعض الحالات أن يفقد المريض التركيز وينسى الكلمات، وبالتالي لا يستطيع التعبير عن نفسه، ولا يتذكر من حوله بحيث ينعزل عن العالم ولا يعلم ما يحدث حوله بسبب تأثر مراكز الوعي داخل المخ، كما أن في الكثير من الحالات المصابة بإعوجاج في الوجه أو الفم يحدث شرقة عند شرب الماء.
ويتم علاج السكتة أو الجلطة الدماغية في المراحل الأولية عن طريق إما علاج جراحي وعلاج تدخلي وعلاج دوائي ثم بالرياضة أو العلاج الطبيعي.
ويضيف الدكتور السيد المر أستاذ جراحة المخ والأعصاب بأن خلايا المخ تضمر في خلال 3 دقائق على الأكثر من حدوث الجلطة، ولكن هناك بعض المراكز الطبية المتخصصة لعلاج الجلطات تقوم بإعطاء المريض حقن بالوريد لإذابة الجلطة والسماح للدم بالعبور لخلايا المخ مجدداً، وذلك يتم داخل وحدة عناية مركزة مختصة، ولكن بشرط ألا يكون قد مر أكثر من 4 ساعات على الإصابة بالجلطة وظهور الأعراض، وهذا للأسف لا يحدث في أغلب حالات الإصابة بالجلطات ، لأن أهل المريض غالباً لا يكونوا على دراية كافية بأعراض السكتة الدماغية ، وبالتالي يأخذون وقتاً طويلاً قبل اتخاذ القرار بالذهاب بالمريض لأقرب مستشفى، مما يضيع الكثير من الوقت ،وبالتالي يقل معدل قدرة الأطباء على السيطرة على الحالة قبل تلف خلايا المخ.
ويجب التوضيح بأن في حالة إعطاء المريض الحقن الخاصة بإذابة الجلطات بعد مرور الوقت المذكور يمكن أن يؤدي ذلك إصابته بنزيف حاد بالمخ ممكن يصعب من الحالة وتزداد سوءاً ، حيث يمكن أن تزداد نسبة الإصابة من 3 % إلى 60 % مما يزيد من صعوبة علاجها واحتواء الموقف فيما بعد.
أما في حالة حدوث تجلط داخل أحد الشرايين وهي ما تسمى بالجلطة التخثرية يتم العلاج عن طريق عمل قسطرة قلبية للوصول إلى الشريان المسدود لانتزاع الجلطة وتركيب دعامة عند الحاجة، وكل ذلك يجب أن يتم في وقت لا يزيد علي 3 ساعات، ولأن اكتشاف الحالة ونقل المريض للمستشفى وعمل الأشعات اللازمة للتشخيص ثم القيام بالقسطرة يصعب أن يتم خلال ثلاث ساعات فقط، وبالتالي فهذا الأمر ليس مجدياً أو علاجاً مفيداً لأغلب الحالات، ومن أهم النصائح المهمة لأهل المريض ألا يقوموا بإعطاء المريض أي نوع من الأدوية أو الأقراص قبل التوجه سريعاً للمستشفى، لأن العلاج يعتمد على تحديد نوع الجلطة سواء تخثرية أو نزيفية وكلاهما عكس الآخر، ولهذا فالعلاج الخاطئ دون علم يمكن أن يزيد من حدة المشكلة.
وفي النهاية ينصح الدكتور الجوهري محمد الجوهري أستاذ جراحة المخ والأعصاب بسرعة التوجه بالمريض إلى أقرب مستشفى عند حدوث أحد أعراض السكتة الدماغية للتشخيص وعمل أشعة مقطعية على المخ لمعرفة إن كان هناك نزيف داخل أنسجته أم هي تجلط داخل أحد الشرايين المغذية للمخ، ويتم معرفة هذا أيضاً عن طريق الأشعات المختلفة، هذا بالإضافة لعمل بعض الفحوصات والتحاليل الأخرى للاطمئنان على وظائف الكبد والكلى والسكر وضغط الدم والدهون الثلاثية، حتى يتم وصف العلاج المناسب للحالة ولا يكون له أية آثار جانبية على أجزاء أو أجهزة أخرى بالجسم، وبمجرد انتهاء التشخيص في حالة عدم الحاجة للحجز في العناية المركزة يتم إعطاؤه العلاج فوراً للسيطرة على الجلطة أو النزيف ، مما يزيد من نشاط خلايا المخ والحفاظ على خلاياه، كما يتم إعطاء المريض بعض الإرشادات خاصة المتعلقة بالمشروبات حتى لا يشرب مياه أو سوائل بشكل خاطئ فيتعرض لنزول المياه على الرئة، وبالتالي يتجنب التعرض للإصابة بالتهاب رئوي ومشاكل أخرى نحن في غنى عنها.
ويعتبر العلاج الطبيعي آخر مرحلة في العلاج لتعويض الضعف في عضلات الأطراف بسبب الجلطة، ومن المبشر أن هناك نسبة كبيرة تصل لـ 60 % من الحالات تتحسن بشكل ملحوظ وتختلف الحالة حسب سرعة التشخيص فكلما كان العلاج مبكراً مع الالتزام في اتباع الإرشادات الطبية كانت نسبة التحسن أكبر وأسرع.