19-10-2024 | 10:55
أحمد عبدالعزيز
مع الاستعداد لقدوم فصل الشتاء تتأثر بعض أطراف ومناطق الجسم بالبرودة ومنها العين، ولأن العيون من أكثر أعضاء الجسم حساسية للبرد، فإن الرياح الباردة والهواء الجاف في الشتاء قد يسبب جفاف العين، بالإضافة إلى أنّ استعمال أجهزة التدفئة كالمواقد والمكيفات التي تسبب جفاف الأجواء داخل الأماكن المغلقة يزيد من أمراض العيون بشكل عام. في السطور التالية نذكر بعض الأعراض التي تؤثر على العين في الخريف والشتاء وطرق الوقاية.
يقول الدكتور سيد الرفاعي استشاري العيون إن جفاف العين يكون بسبب الهواء البارد الذي يزيد من فرص الإصابة ، حيث يعتبر من الأمراض الشائعة في موسم الشتاء، ولا ينطبق هذا على العين فحسب، بل يمكن أن تصاب البشرة بالجفاف أيضاً، كما أن رياح موسم الشتاء تؤدي إلى الإصابة بجفاف العين.
ولتفادي الإصابة بجفاف العين في موسم الخريف والشتاء، ينصح بالحفاظ على ترطيبها، وذلك من خلال شرب كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم، وتناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية مثل: الأسماك والمكسرات، حيث تحافظ هذه الأطعمة على رطوبة الجسم، كما يمكن استخدام مرطب الهواء في الغرفة أثناء النوم.
وفي حالة إصابة العين بالجفاف، يجب استشارة الطبيب، حيث يمكن أن يصف قطرة ترطيب العين لعلاج هذا الجفاف، بالإضافة إلى بعض العلاجات التي تقلل من هذا الجفاف.
سيلان الدموع
في حين أن كثيرا من الأشخاص يصابون بجفاف العين في موسم الشتاء، يمكن أن يصاب البعض بفرط دموع العين، ويرجع ذلك إلى الهواء البارد والرياح، وكذلك الحساسية الموسمية في موسم الشتاء، حيث يصاب بعض الأشخاص بالتحسس من الأتربة والغبار التي تصاحب العواصف.
و للوقاية من هذه المشكلة، ينبغي التواجد في المنزل وعدم مغادرته في حالة وجود رياح تحمل الأتربة والغبار، وفي حالة الاضطرار لمغادرة المنزل للعمل أو غيره، يجب ارتداء نظارة شمسية تقلل من وصول الأتربة للعين، كما ينصح بعدم فرك العين لأن هذه العادة تسبب سيلان المزيد من الدموع.
وفي بعض الأحيان، تصبح المشكلة مزمنة، وتحتاج إلى استشارة طبيب العيون لعلاجها، حيث ترتبط بمشكلات صحية أخرى تستدعي الفحص والعلاج.
يصاب بعض الأشخاص بحساسية الضوء في موسم الشتاء، حيث ينعكس الضوء بشكل كبير من خلال الأسطح الثلجية، مما يزيد من كمية الضوء التي تصل إلى العين.
وتؤدي الحساسية للضوء إلى الشعور بألم في العين وعدم القدرة على فتحها، وربما تسبب الشعور بآلام في الرأس.
وللوقاية من حساسية الضوء في موسم الخريف والشتاء، ينصح بارتداء النظارات المزودة بفلترات ضد الأشعة فوق البنفسجية أو نظارات واقية للتزلج أثناء ممارسة هذا النشاط الممتع، ويقول الدكتور مدحت عبد السلام استشاري العيون إن هناك بعض الظواهر التي يسببها فصل الشتاء للعين منها:
احمرار والتهاب العين
في كثير من الحالات، يزيد موسم الشتاء من فرص الإصابة بالاحمرار والتهاب العين، وكذلك التهاب وتورم المنطقة المحيطة بها.
ويمكن أن ينتج هذا الاحمرار عن جفاف العين أو الحساسية الموسمية، ويتسبب في الشعور بألم وانزعاج بالعين، وقد تتفاقم المشكلة في حالة إهمالها وتؤدي إلى المزيد من المشكلات الصحية بالعين.
وتساعد بعض الطرق في تقليل الإصابة بالتهاب واحمرار العين، مثل: وضع الكمادات الباردة وتجنب التعرض للهواء الذي يحمل الأتربة، وكذلك عدم القيام بفرك العين أو ملامسة اليد لها وهي غير نظيفة.
تغيرات في الرؤية
تؤثر برودة الطقس في موسم الشتاء على صحة العين بشكل سلبي، حيث يمكن أن تسبب صعوبة في الرؤية لدى بعض الأشخاص، وهو أمر غير شائع ولكنه يزداد في فترة الليل، حيث يصاب البعض بما يسمى «العشى الليلي»، وهو صعوبة الرؤية في المساء، مما يعرضهم للعديد من المخاطر وخاصةً أثناء قيادة السيارة.
في حالة ملاحظة وجود تغيرات في الرؤية، ينصح بالجلوس في مكان دافئ، والاهتمام بترطيب العين جيداً من خلال شرب الماء، وينصح بمراجعة الطبيب إذا استمرت المشكلة.
حبوب العين
من الشائع أن يصاب العديد من الأشخاص بالحبوب والدمامل في العين خلال موسم الخريف، وهو ما يسمى الرمد الربيعي، ولكن في بعض الأحيان، تظهر الحبوب في العين خلال موسم الشتاء مع انتشار الفيروسات في الجو.
يمكن أن تحدث الإصابة نتيجة التعرض للأتربة والغبار، مما يسبب هذه الحبوب، كما أن ملامسة اليد الملوثة للعين تزيد من احتمالية ظهور هذه الحبوب التي تسبب الشعور بالألم.
يجب الحفاظ على غسل الوجه واليدين باستمرار خلال موسم الشتاء، وكذلك إزالة الماكياج قبل النوم الذي يسبب التهاب العين وظهور الحبوب في حالة النوم به، وتجنب التواجد في أماكن مزدحمة تنتشر فيها الفيروسات.
التهاب القزحية
تعد قزحية العين بالانجليزية Iris الجزء الملون من العين والذي يكون في مركزه حدقة العين أو البؤبؤ بالانجليزية pupil
إجهاد العين
يزداد إجهاد العين في موسم الشتاء، وخاصةً عند الجلوس في إضاءة خافتة والتحديق بالأجهزة اللوحية أو مشاهدة التلفاز، حيث يقوم العديد من الأشخاص بهذه العادات الخاطئة.
ويتسبب إجهاد العين في الشعور بألم شديد، بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية، والإصابة بالصداع عند النظر إلى الأشياء.
ولتقليل احتمالية الإصابة بإجهاد العين، يجب أن تحصل على الراحة، وذلك من خلال بعض الإجراءات، وتشمل:
وجود إضاءة جيدة أثناء القراءة أو مشاهدة التلفاز حيث يفضل عدم إطفاء الأنوار أثناء التحديق في الأشياء لأن هذا يتسبب في إجهاد العين، ومع ذلك يفضل عدم الجلوس في أجواء صاخبة لأنها يمكن أن تؤثر بالسلب على صحة العين.
عدم الجلوس لفترات طويلة أمام الهاتف الذكي وكذلك أمام الأجهزة اللوحية المختلفة، حيث تحتاج العين إلى الراحة من النظر إلى هذه الأجهزة، كما يجب عدم تقريبها من الوجه بشكل كبير حتى لا تؤثر الأشعة التي تنعكس من هذه الأجهزة على صحة العين وقوة البصر بمرور الوقت.
الحصول على قسط جيد من النوم يومياً حيث تحتاج العين إلى النوم لتحصل على الراحة، ولذلك يجب الحصول على فترات كافية من النوم يومياً لا تقل عن 7 إلى 8 ساعات، مع عدم وجود إضاءة قوية في الغرفة أثناء النوم.
ارتداء النظارات الشمسية في النهار حيث تساعد النظارة الشمسية في وقاية العين من الأمراض الناتجة عن الطقس البارد وكذلك عن أشعة الشمس الضارة، ويجب اختيار نظارة شمسية بحماية مئة في المئة من الأشعة فوق البنفسجية. والأفضل هو عدم البقاء لفترات طويلة في أشعة الشمس الضارة إلا في الحالات الاضطرارية لذلك.
ويجب أن نتعود على ممارسة تمارين العين فهناك بعض التمارين التي يمكن ممارستها للحد من إجهاد العين، مثل: القيام بغلق العين وفتحها بضع مرّات وكذلك لف قزحية العين بشكل دائري، والقيام بالنظر إلى مكان بعيد لمدة 20 ثانية، كما ينصح بغلق العين قليلاً أثناء العمل أو بعد التحديق في الهاتف الذكي للحصول على الراحة التي تحتاج إليها.
ويُنصح بوضع الكمادات الدافئة على العين، حيث تعتبر الكمادات الدافئة من الوسائل الفعّالة لعلاج إجهاد العين وتقليل الانتفاخات والالتهابات التي تنتج عن هذا الإجهاد، ولكن يجب الانتباه أن تكون الكمادات دافئة وليست ساخنة، ويجب استخدام منشفة قطنية نظيفة على العين دون الضغط بقوة عليها، بل يجب أن يكون هذا الإجراء برفق.