14-12-2024 | 11:38
تعتبر الشخصية السيكوباتية عدوانية إلى حد كبير فهي نوع من الشخصيات القاسية التي يعرف عنها معاداة الآخرين والرغبة الدائمة في ضررهم بدون سبب وبلا أدنى مبرر، ويعاني صاحبها من الاضطرابات النفسية الشديدة، التي تؤثر علي العقل، وتنعكس علي السلوك، وتؤدي إلى خلل في العلاقات الاجتماعية، والرغبة الشديدة في تحطيم قوانين المجتمع ،و علي الرغم من أن هذه الشخصية تتمتع بالذكاء الشديد إلا أنها تتصف بالسعي إلى تدمير الآخرين، ومن أهم أسباب الإصابة بأعراض الشخصية السيكوباتية وجود بعض الاختلالات الجينية والعوامل الوراثية إلى جانب التعرض إلى مشكلات كثيرة أثناء فترة الطفولة مثل العنف سواء كان لفظيا أو جسديا وقسوة التعامل والافتقاد إلي الدعم والحب الكافي من الأهل والوالدين والانفصال بين الوالدين والتعرض للصدمات النفسية في فترة الطفولة المبكرة، ويمكن تشخيص الحالة عند المريض بعد الوصول إلي سن المراهقة ،وفي هذه المرحلة يمكن أن يقوم المعالج النفسي بإجراء اختبار كامل للصحة العقلية والنفسية وتقييم سلوكيات المريض وتحديد علاقته بالآخرين، ودرجة معاداته لهم، لكن العلاج يعتبر من الأمور الصعبة في هذه المرحلة نظراً لأن الشخص المريض لا يعترف أصلا ً بوجود مشكلة صحية تحتاج إلى المساعدة أو العلاج ومن أهم الأعراض الجسدية والنفسية التي تظهر علي الشخصية السيكوباتية الشعور باللامبالاة وعدم الاهتمام بمشاعر الآخرين أو إبداء أي نوع من التعاطف أو الاهتمام بهم حتي مع المرور بأصعب الظروف فهو في النهاية شخص ضعيف المشاعر والأحاسيس الاجتماعية يعاني من الافتقار لردود الفعل الطبيعية، كما يلاحظ عليه الشك الدائم، وعدم الثقة بالأشخاص الآخرين إلى جانب انعدام الشعور بالمسئولية أو حتي الشعور بالذنب و تأنيب الضمير فهو يتصف بالكذب المستمر والنفاق من أجل استغلال الآخرين، وغالباً ما ينتابه الشعور بالعظمة المطلق، وعدم الاعتراف بالخطأ في أي موقف يمر به وهو شخص أناني عاشق لذاته، ويختلف الشخص السيكوباتي عن الشخص النرجسي إلا إنه إذا تم الجمع بين السيكوباتية والنرجسية يصبح أقرب إلى الشرير، الذي يسعي إلى إيذاء الآخرين واستغلالهم لتحقيق مصالحه وأهدافه الشخصية، لذلك لا يستطيع أصحاب هذه الشخصية تكوين علاقات سوية مع الآخرين، وخصوصاً في مجال العلاقات العاطفية، ويمكن علاج الشخصية السيكوباتية عن طريق التكامل بين العلاج النفسي والدوائي، ولكن الخطوة الأولي دائما ً في العلاج تظل أولا ً وأخيراً هي اعتراف الشخص بأنه يعاني من الاضطراب النفسي ،ويحتاج للعلاج ،الذي يتم وفقاً للشق النفسي بتقديم جلسات دعم نفسي ومحاولة التوجيه السلوكي لتعديل سلوكيات المصاب وتحسين العلاقات مع الآخرين، كما يمكن استكمال هذه الجلسات في مرحلة العلاج الدوائي بتناول بعض الأدوية بعد استشارة الطبيب ، والتي تحسن الحالة المزاجية للمريض وتجعله في حالة تصالح مع النفس.