28-12-2024 | 11:30
ندا يونس
الكوليسترول مادة توجد بالدم يحتاج الجسم إليها لبناء الخلايا الصحية بصورة سليمة، وهو يرتبط مع البروتينات الشحمية، هذه البروتينات تقوم بنقل الكوليسترول من وإلى الخلايا.
ويوجد الكوليسترول في الدماغ، والأعصاب، والكبد، والدم والعصارة الصفراوية ويستخدم الكوليسترول من أجل بناء أغشية الخلايا وإنتاج الهرمونات الجنسية.
وعند ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم يقلق بعض الأشخاص من خطر الإصابة بتصلب الشرايين مع مرور الوقت، فضلًا عن خطر الإصابة بمرض القلب مع تقدم العمر،فزيادة نسبته الضارة تهدد بأمراض القلب، وكذلك نقص الكوليسترول النافع يعرض الجسم للعديد من المخاطر الصحية المحتملة،ولكن يجب أن نفرق بين الكوليسترول الضار والنافع من حيث نسبتهم في الجسم وأيهما الأخطر علي الصحة،لذلك سنتحدث في السطور القادمة عن كل مايخص الكوليسترول .
يشرح لنا الدكتور بيشوي يوحنا استشاري أمراض القلب والقسطرة أنه يجب أن نعرف من أين يأتي الكوليسترول؟
والإجابة أنه يأتي من طريقين رئيسيين أولهما الكبد ويعتبر المكان الرئيسي لإنتاج الكوليسترول حيث يقوم الكبد بإنتاج 80 % من كوليسترول الدم،والثاني المصادر الغذائية حيث يأتي منها 20 % من كوليسترول الدم ومن أهمها اللحوم، والدجاج، والسمك، والبيض، والزبدة، والجبنة والحليب الكامل، في حين لا يحتوي الطعام النباتي (الفواكه – الخضار – الحبوب) على الكوليسترول،وهناك نوعان من الكوليسترول سنتحدث عنهما كلا على حدة.
أولا : الكوليسترول النافع:
يعد الكوليسترول النافع HDL أحد أنواع الكوليسترول الموجودة في الدم،وله العديد من الفوائد الصحية والتي تتمثل في إزالة الكوليسترول الضار من الجسم،لأنه يتراكم في الشرايين، مما قد يؤدي إلى تصلب الشرايين وأمراض القلب، ويساعد الكوليسترول النافع على نقل الكوليسترول الضار من الشرايين إلى الكبد، حيث يتم إزالته من الجسم،كذلك يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، أيضا يحسن من تدفق الدم في الأوعية الدموية،ويقلل من خطر الإصابة بالالتهابات، مثل: التهاب المفاصل،بالإضافة إلى تحسين وظائف الدماغ مثل: الذاكرة والتعلم،ويجب أن تكون نسبته في الدم أعلى من 40 ملليجرام / ديسيلتر.
ثانيا: الكوليسترول الضار :
يعتبر LDL هو النوع الثاني و إذا وجد الكثير منه في الدم، فإنه يتراكم في جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية مما يمنع تدفق الدم والأكسجين الذي يحتاجه القلب ما قد يؤدي إلى آلام في الصدر، ونوبة قلبية، والسكتة الدماغية،لذلك يجب أن تكون نسبته في الدم أقل من 100 ملليجرام / ديسيلتر.
ويضيف أن هناك أسبابا لنقص الكوليسترول النافع في الجسم وهي نمط الحياة غير الصحي، مثل: قلة النشاط البدني، واتباع نظام غذائي غير صحي غني بالدهون المشبعة والدهون المتحولة، والتدخين يمكن أن يقلل من مستويات الكوليسترول النافع، كذلك السمنة لأنها يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستويات الكوليسترول الضار وخفض مستويات الكوليسترول النافع، أيضا قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة لنقص الكوليسترول النافع لأسباب وراثية.
ونقص الكوليسترول النافع يعتبر من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب،مثل النوبة القلبية،حيث تحدث عندما يتم انسداد أحد الشرايين التاجية التي تغذي القلب بالدم،والسكتة الدماغية والتي تحدث عندما يتم انسداد أحد الشرايين التي تغذي الدماغ بالدم،وتصلب الشرايين ويحدث نتيجة لتراكم اللويحات في الشرايين، مما يجعلها ضيقة وأقل مرونة.
ويمكن علاج نقص الكوليسترول النافع من خلال تغيير نمط الحياة، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع، وأيضا الإقلاع عن التدخين.
وهنا يأتي بنا الحديث عن خطر ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار فهو يزيد من تصلب الشرايين والإصابة بحصوات المرارة وكذلك السكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم ،والأشخاص الذين هم في منتصف العمر ويعيشون حياة خاملة يكونون معرضين بأعلى درجة لارتفاع الكوليسترول في دمائهم، ويصاب الرجال بارتفاع الكوليسترول مبكرا عن النساء لأن الأستروجين الأنثوي يخفض مستويات الكوليسترول في النساء قبل سن اليأس من الحيض،ومعظم المصابين بارتفاع الكوليسترول يتم تشخيصهم عندما يجري لهم الطبيب اختبار الكوليسترول كجزء من الفحص الروتيني.
وتؤكد الدكتورة رنا حسنين استشاري التغذية العلاجية أنه لا توجد أية أعراض على ارتفاع الكوليسترول ، وأن اختبار الدم هو الطريقة الوحيدة للكشف عن الإصابة به،وقد يؤدي خوف الكثير من الأشخاص من الإصابة بارتفاع الكوليسترول إلى البعد عن بعض الأطعمة الغنية بالكوليسترول دون علمهم بأنها مفيدة وإن الجسم يحتاج إليها لذلك سنذكر بعض الأطعمة الغنية بالكوليسترول مثل: البيض ويعد من أكثر الأطعمة المغذية التي يمكنك تناولها، بالرغم من أنه يحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، إذ أن بيضة كبيرة واحدة تحتوي على ما يعادل 70 في المئة من الكمية التي ينصح بالحصول عليها من الكوليسترول يوميا،وأحيانا يتجنب البعض تناوله خوفا من أن يتسبب في ارتفاع الكوليسترول إلا أن الأبحاث أظهرت أن البيض لا يؤثر سلبا على مستويات الكوليسترول، وأن تناول بيضة كاملة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الكوليسترول النافع،كذلك الجبن حيث تحتوي كمية 28 جراما من الجبن على حوالي 9 في المئة من الحصة المسموح بتناولها يوميا،وأكدت العديد من الدراسات أن الجبن كامل الدسم لا يؤثر سلبا على مستويات الكوليسترول مقارنة بنفس الكمية من الجبن قليل الدسم،وأيضا المكسرات مثل: الجوز، واللوز، والفستق والسوداني،كذلك الأسماك الدهنية تساعد على تعزيز صحة القلب ورفع مستويات الكوليسترول الجيد لغناها بأحماض أوميجا 3، وهذه الأحماض هي دهون صحية،وبعض الزيوت مثل: زيت الزيتون وزيت جوز الهند وغيرهم من الأطعمة التي تفيد الجسم.
وهناك أيضا أطعمة تساعد في ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الجسم وهي التي يجب الابتعاد عنها أو عدم الإفراط في تناولها مثل: المقليات بأنواعها لأنها عالية بالسعرات الحرارية، ويمكن أن تحتوي على دهون محولة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ويضر بالصحة وكذلك الوجبات السريعة،واللحوم المصنعة مثل: النقانق واللحم المقدد،أيضا الحلوى لاحتوائها على سكريات مضافة ودهون وسعرات حرارية غير صحية.
وأخيرا يمكن تحسين نسبة الكوليسترول في الدم من خلال مجموعة من الخطوات البسيطة، مثل: تناول المزيد من الألياف والأطعمة الغنية بأوميغا3، وممارسة التمارين الرياضية والابتعاد عن العادات السيئة مثل التدخين .