1-3-2025 | 10:37
دعاء نافع
يهل علينا شهر الخير والبركة بمشاعر خاصة وحالة إيجابية داخلنا ، فالصيام ليس امتناع عن الطعام فقط، فهو يحدث حالة بداخلنا تزيد من السكينة والطاقة الروحانية الإيجابية، حول هذا الموضوع تحدثنا الدكتورة صفاء حمودة أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر في هذا الحوار.
- بداية لماذا تشعرنا المواسم الدينية خاصة شهر رمضان بالسكينة؟
بكل تأكيد المواسم الدينية لها أجواء خاصة وشهر رمضان المعظم شهر كامل بما يحتويه من طقوس خاصة جماعية لكل الصائمين من الصيام من أذان الفجر لوقت الإفطار في نفس التوقيت في كل البيوت والذهاب لصلاة التراويح في الجامع ومعظم الناس تذهب لتصلي جماعة فيحدث نوع من المشاركة الدينية العالية علي مدار الشهر، أيضا وجود موائد الرحمن ومشاركة الناس لخدمة الصائمين خارج المنازل وهي كفيلة بإشعار الناس بالسعادة وإنه ما زال يوجد خير ومساعدة لغير القادرين، كل هذا يشعرنا بوجود الله بجوارنا، وهذا يزيد من شعور الطمأنينة والهدوء النفسي.
- كيف تؤثر هذه الروحانيات علينا لنكون طاقة إيجابية؟
من أسس التفكير الإيجابي الامتنان، وفي رمضان نتذكر دائما نعم ربنا علينا طول الوقت ومع أعمال الخير للآخرين وأيضا التأمل فيما أعطاه الله لنا ونعمه علينا ،ونعطي لأنفسنا وقتا للتأمل في عطايا الله لنا مع روحانيات رمضان العالية ينتج عنها أن كل شخص يريد أن يكون أفضل في هذا الشهر مع محاولة مراجعة النفس ومحاولة البعد من المساوئ الخاصة بكل شخصية.
كل هذا التفكير الإيجابي وطاقة الروحانيات المستمدة من طقوس هذا الشهر الكريم تجعل الشخصية تبعد عن الإحباط ، ويشعر الشخص بقدر كبير من التصالح النفسى.
فرمضان حالة قرب من الله بشكل كبير، مما يجعل النفس تقوي، مما يجعلها تتقبل أقدار الله بلطف وحب وهدوء نفسي.
- هل نستطيع نقل روحانيات رمضان لصغارنا؟
بكل تأكيد شرط أن نتواجد كأباء وأمهات مع الصغار بشكل أكبر، والبداية من محاولة غلق تليفوناتهم المحمولة ونجعل بيننا وبينهم أنشطة مشتركة ونتحدث معهم ونعرفهم معني لمة العائلة وأهميتها، لأن من سمات هذا الشهر الكريم التجمعات العائلية الكثيرة علي مدار الشهر، ونعلمهم كيف نتواصل مع الأقارب وأهمية هذه التجمعات بطريقة سهلة ونحببهم في هذه اللمة.
ونؤكد أن الأسرة تفطر في وقت موحد كل يوم مجتمعين هذا يدعم الصحة النفسية لصغارنا وللكبار أيضا ويساعد علي تحسين العلاقات داخل الأسرة الواحدة لوجود روح الجماعة عكس الأيام العادية والتي للأسف يتناول كل شخص في الأسرة طعامه منفردا.
أيضا لابد من أن يشارك صغارنا معنا في أي عمل خير ولو إعطاء بعض الحلوي لأي شخص في الطريق ، فهذا ينمي الحب لدي الطفل للآخرين، ويدعم إحساسه بالمحتاج ، ويدعم العطاء لديه والإحساس بالآخر.
- كيف نخرج من رمضان أكثر استقراراً من الناحية النفسية؟
علي مدار العام يجب أن تمتد القيم التي حرصنا عليها فى رمضان في سلوكنا، ونتعامل مع أنفسنا بروح رمضان علي مدار العام، فمثلا التدريب علي الصلاة ومواعيدها للأشخاص غير الملتزمين بالصلاة هذا التدريب لا بد أن يستمر علي مدار العام لمن التزم في رمضان ونمشى علي خطا رمضان علي مدار العام، فهذا يعد من الآثار الإيجابية التي اكتسبت في رمضان .
أيضا فكرة الخشوع في الصلاة، فرمضان فرصة لتأدية الصلاة بخشوع هذا الخشوع جزء من اليقظة وهي أحد أسس التفكير الإيجابي والتركيز ، فالخشوع في الصلاة يعلمنا أن نكون أكثر استمتاعا بما نعمله مما يجعلنا أكثر إيجابية، وذلك لأن العادات الإيجابية ترفع الحالة النفسية للشخص.
- هل رمضان فرصة لتقوية جهازنا المناعي؟
بكل تأكيد فالدراسات العلمية أكدت أن ممارسة العبادات في كل الأديان تدعم الصحة النفسية بشكل جيد.
ورمضان عبادة طويلة ممتدة لشهر كامل بما يحتويه من طقوس دينية ومظاهر اجتماعية عالية كفيلة بتحسين حالتنا النفسية، مما يرفع كفاءة جهاز المناعة لدينا فنجد تحسن في أداء أجهزة الجسم وحماية من الأمراض، لشعور الشخص أنه ليس وحده وهناك رب يحميه، فيشعره هذا بالراحة النفسية العالية.
لذا فرمضان فرصة للشحن النفسي والتزود الروحي.