8-3-2025 | 15:23
عادة ما تتغير انماط حياتنا وسلوكياتنا في شهر رمضان المعظم وهو الشهر الذي فرض فيها الصيام علينا من الله وعز وجل، الا ان التغير الأكبر يكون في أسلوب تناول الطعام من حيث الكمية والنوعية والتوقيت مما يؤثر علي صحتنا بشكل ايجابي نظراً لما فيه من راحة للجهاز الهضمي (المعدة , الامعاء ,الكبد والطحال ,البنكرياس)، هذا إلي جانب ضبط أرتفاع ضغط الدم ومستوي السكر عند مرضي الضغط والسكر فاتباع نمط صحي يضمن لنا تفادي الكثير من المشكلات الصحية ويعود بالنفع والفائدة علي الصحة العامة كما يخلصنا من بعض المشاكل الخاصة بمرض السمنة وزيادة الوزن والكوليسترول، وقد قال رسولنا الكريم (ص) صوموا تصحوا وهنا تتجلي حكمة الخالق عز وجل في الحفاظ علي صحة الجسم سليماً ومعافا في هذا الوقت من العام ولمدة شهر كامل فعلي الرغم من أن جوهر الصيام يبدو لنا عبادة روحية ودينية، إلا أنه في الوقت نفسه يعتبر وقاية من الإصابة بالكثير من الأمراض وعلاج للعديد منها أيضاً فلو أننا بدأنا بالجهاز الهضمي علي سبيل المثال سنجد أن الصيام يعتبر فرصة حقيقية لاراحة هذا الجهاز الذي يعمل طوال السنة ليلاً ونهاراً دون انقطاع من حيث تقليل الإفرزات الهضمية والعصارة الصفراء والمساعدة علي توازن السوائل في الجسم، أما الجهاز الدوري فهو يساعد علي صحة القلب والشرايين وحمايتهما لما للصيام من دوراً فعال في المساعدة علي التخلص من دهنيات الدم وتقليل نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية وبالتالي تقليل ارتفاع ضغط الدم كما يساعد الصيام علي التخلص من الوزن الزائد عن طريق تقليل كمية السعرات الحرارية الداخلة إلي الجسم، ومن ثم خفض نسبة السكر فى الدم وتوازنها إلي جانب فوائد الصيام الصحية والتوعوية في التقليل من أعراض بعض الأمراض الجلدية مثل حب الشباب والبثور والحبوب الدهنية عن طريق تقليل نمو الميكروبات المسببة لتلك الأعراض بسبب نقص كمية المياة الموجود بالجسم أثناء فترة الصيام، ومن فوائد الصيام الصحية والغذائية أيضاً تخليص الجسم من المواد السامة والشوارد الحرة وتعزيز صحة الكبد والمناعة والوقاية من الالتهابات وخصوصاً عند الأشخاص الذين عادة ما يتبعون نمط غذائي صحي في رمضان يشمل تناول الخضار والفواكه ومصادر مضادات الأكسدة التي تدعم المناعة الطبيعية بالجسم، ومن الجدير بالذكر أن الصيام يساعد علي التخلص من إدمان النيكوتين والكافيين عن طريق الإمتناع عن شرب المنبهات كالقهوة والشاي والتدخين بكافة صوره وأشكاله، وأشارت منظمة الصحة العالمية إلي أن فترة الصيام اليومية الممتدة من الفجر إلي غروب الشمس تقدم طريقة منظمة لإعادة ترتيب علاقة الإنسان بالطعام وهي فرصة سانحة لاكتساب عادات صحية يمكن أن تؤدي إلي فقدان منظم للوزن الزائد، ومن ثم تحسين الصحة بشكل عام بتطبيق عدد من الإرشادات أبرزها شرب السوائل قبل تناول الطعام لتجنب حدوث الجفاف، لأن الماء هو الخيار الأفضل، ثم يأتي من بعده تناول العصير والحليب، من كل ما سبق يتضح لنا أهمية الصيام في الوقاية والعلاج .