21-4-2025 | 12:03
إيهاب سلامة
مع دخول فصل الربيع وتغير الطقس بين البرودة والدفء، يعاني كثير من الأشخاص من آلام في المفاصل والعظام، خاصة ممن لديهم أمراض مزمنة مثل: خشونة الركبة أو التهابات المفاصل.
ومن داخل عيادته، تحدثنا إلى الدكتور أحمد الفيشاوي، استشاري جراحة العظام، الذي أكد أن هذه الفترة تشهد تزايدًا ملحوظًا في عدد المرضى الذين يشتكون من آلام عظمية موسمية، بعضها يعود لتقلبات الجو، والبعض الآخر يرتبط بقلة الحركة أو نمط الحياة.
فى البداية يقول د. الفيشاوي إن الجسم يتأثر بدرجات الحرارة والضغط الجوي، حيث تؤدي هذه التغيرات إلى شد في الأوتار والعضلات المحيطة بالمفاصل، ما يزيد من الإحساس بالألم، خصوصًا لدى كبار السن، كما أن قلة التعرض للشمس في الشتاء وما يترتب عليه من انخفاض فيتامين «د» ينعكس سلبًا على كثافة العظام مع حلول الربيع.
ويشير إلى أن المرضى الذين يعانون من هشاشة العظام أو مشكلات في العمود الفقري يكونون أكثر حساسية للتغيرات المناخية، مشددًا على أهمية المتابعة الدورية لهؤلاء المرضى خلال هذه الفترات الانتقالية، ويؤكد أن الرياضة الخفيفة والمشي في أوقات مناسبة من اليوم – لا في ذروة التقلبات الجوية – تساعد في الحفاظ على ليونة المفاصل وتحسين الدورة الدموية.
ومن الملاحظ أيضًا، بحسب د. الفيشاوي، أن بعض المرضى يتجاهلون آلام المفاصل باعتبارها عرضًا موسميًا، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة، كما أن الاعتماد على المسكنات بشكل عشوائي قد يخفي أعراضًا أكثر خطورة مثل: الالتهابات أو بداية تآكل غضاريف المفصل.
وينبه إلى أهمية التغذية السليمة في هذه الفترة، مشيرًا إلى ضرورة تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم والماغنيسيوم، بالإضافة إلى الإكثار من شرب الماء لتعويض ما يفقده الجسم مع بداية ارتفاع درجات الحرارة، كما شدد على أهمية الحفاظ على الوزن لتقليل الضغط على المفاصل، خاصة مفاصل الركبتين وأسفل الظهر.
وعن النصائح الوقائية، يؤكد على ضرورة ارتداء الملابس المناسبة في الأوقات التي يشهد فيها الجو تقلبًا مفاجئًا، وعدم التعرض للبرودة مباشرة بعد التمارين، مع الحرص على الإحماء قبل أي نشاط بدني، وينصح بعدم الاستهانة بأي ألم مفصلي يدوم لأكثر من أسبوع.
وفي ختام اللقاء، شدد الدكتور أحمد الفيشاوي على أن صحة العظام في فصل الربيع لا تنفصل عن نمط الحياة ككل، فكلما كانت الحياة نشطة ومتوازنة، قلّ تأثير العوامل الخارجية على الجهاز الحركي للإنسان، داعيًا إلى جعل «الوقاية» هي أول العلاج.