4-10-2025 | 12:08
أمانى عزت
التهاب البنكرياس من الأمراض الغريبة حيث تبدأ الالتهابات بأعراض بسيطة مثل: ألم في البطن أو غثيان، لكنها في الحقيقة قد تخفي وراءها مرضا خطيرا يحتاج إلى متابعة دقيقة وعلاج سريع وتكمن خطورته في أن أعراضه قد تتشابه مع أمراض أخرى في الجهاز الهضمي، مما يؤخر التشخيص ويزيد من احتمالية حدوث مضاعفات.. في هذا الحوار نستعرض مع الأستاذ الدكتور حسنى سلامة أستاذ أمراض الجهاز الهضمى بكلية طب قصر العيني الأسئلة الأكثر شيوعا حول التهاب البنكرياس، أسبابه، ومضاعفاته وطرق الوقاية مع تسليط الضوء على الأمراض المشابهة له في الأعراض.
في البداية ما وظيفة البنكرياس... وكيف يلتهب ؟
البنكرياس غدة تقع خلف المعدة، مسؤولة عن إفراز إنزيمات تساعد في هضم الطعام وإفراز هرمونات مثل: الإنسولين لتنظيم مستوى السكر في الدم، والتهاب البنكرياس يحدث عندما تلتهب هذه الغدة إما بشكل حاد ومفاجئ أو بشكل مزمن ومتكرر، والالتهاب يؤدي إلى تعطيل وظائفها الحيوية ويسبب ألما ومشكلات هضمية متعددة.
ما الأسباب الأكثر شيوعا للإصابة بالتهاب البنكرياس؟
الأسباب الرئيسية وجود حصوات في المرارة التي قد تسد القنوات الصفراوية، وهناك أسباب أخرى مثل: ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم، واستخدام بعض الأدوية، والتدخين أو وجود تاريخ وراثي للمرض.
ما أبرز الأعراض التي قد تشير إلى وجود التهاب بالبنكرياس؟
من أهم الأعراض: ألم شديد ومستمر في الجزء العلوي من البطن وقد يمتد إلى الظهر، غثيان وقيء، وفقدان الشهية، وحمى وتسارع في ضربات القلب وأحيانًا تكون الأعراض أقل وضوحًا وتتشابه مع أمراض أخرى.
ما الأمراض التي قد تتشابه أعراضها مع التهاب البنكرياس؟
هناك عدة أمراض قد تتشابه معه في الأعراض، مثل: قرحة المعدة، التهابات المرارة، حصوات القنوات الصفراوية وارتجاع المريء ولهذا يحتاج الطبيب إلى إجراء فحوص دقيقة مثل: الأشعة والتحاليل المخبرية للتأكد من التشخيص.
كيف يتم تشخيص التهاب البنكرياس؟
يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي للمريض، والفحص السريري وتحاليل الدم لقياس مستوى إنزيمات البنكرياس بالإضافة إلى استخدام الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي للتأكد من وجود التهابات أو مضاعفات.
ما طرق العلاج المتاحة؟
في الحالات الحادة يتم إدخال المريض إلى المستشفى حيث يتلقى سوائل وريدية، ومسكنات للألم ومضادات حيوية إذا كان هناك عدوى وقد يحتاج المريض للتدخل الجراحي إذا كان هناك انسداد في القنوات أو وجود مضاعفات، أما في الحالات المزمنة فينصح المريض بالابتعاد عن الكحول والتدخين، واتباع نظام غذائي صحي قليل الدهون ومكملات إنزيمية تساعد على الهضم.
ما المضاعفات المحتملة إذا لم يتم علاج التهاب البنكرياس؟
قد يؤدي إهمال العلاج إلى مضاعفات خطيرة مثل: الفشل الكلوي، مشكلات في التنفس، تكون كيسات أو خراجات في البنكرياس، وسوء التغذية وقد نصل إلى سرطان البنكرياس في بعض الحالات المزمنة، وكذلك قد يسبب مرض السكر نتيجة تدمير الخلايا المنتجة للإنسولين.
كيف يمكن الوقاية؟
الوقاية تبدأ بنمط حياة صحي مع التوقف عن التدخين، والتحكم في مستويات الدهون الثلاثية بالدم، الحفاظ على وزن صحي والالتزام بغذاء متوازن، كما أن الكشف المبكر ومعالجة حصوات المرارة يقلل من خطر الإصابة.
معنى ذلك أن للتغذية دورا في الوقاية أو تخفيف التهاب البنكرياس؟
التغذية تلعب دورا أساسيا في تقليل تكرار الالتهابات وتحسين وظائف الجهاز الهضمي، وينصح بتناول الفواكه والخضراوات الطازجة، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخفيفة مثل: الأسماك والدجاج المشوي ومنتجات الألبان قليلة الدسم في المقابل يجب تجنب الأطعمة المقلية والدسمة، والمشروبات الكحولية، والأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية، كما يفضل تقسيم الطعام إلى وجبات صغيرة ومتعددة وشرب كميات كافية من الماء يوميًا وهذه العادات تقلل العبء على البنكرياس وتساعد على الشفاء.
ما النصيحة الذهبية التي تقدمها للمرضى؟
لا تستهين بألم البطن المستمر خاصة إذا كان مصحوبا بغثيان أو قيء ومراجعة الطبيب بسرعة قد تنقذ المريض من مضاعفات خطيرة والاهتمام بالوقاية والالتزام بالعلاج من أهم خطوات الحفاظ على صحة البنكرياس والجهاز الهضمي بشكل عام ، فى النهاية التهاب البنكرياس مرض قد يبدو في بدايته عابرًا، لكنه في الحقيقة من الأمراض التي تحتاج إلى متابعة دقيقة وتشخيص مبكر و الوعي بأعراضه ومضاعفاته وطرق الوقاية منه هو خط الدفاع الأول لحماية صحتك، لذلك فإن نمط الحياة الصحي واليقظة تجاه أي أعراض غير طبيعية هما السبيل لتجنب مخاطره.