الأربعاء 29 مايو 2024

أستاذ المناظير بطب عين شمس الدكتور أحمد لطفي: إهمال علاج ارتجاع المريء .. أكبر المخاطر

أستاذ المناظير بطب عين شمس الدكتور أحمد لطفي: إهمال علاج ارتجاع المريء .. أكبر المخاطر

6-9-2022 | 10:10

كتبت: دعاء نافع كل
من أكثر الأمراض شيوعا في كل الأعمار تقريبا الشكوي من ارتجاع المريء فرغم إنه في بدايته قد يكون غير مقلق، ولكن مع إهماله قد تتفاقم الحالة هذا ما أكده لنا الأستاذ الدكتور أحمد لطفي أستاذ المناظير والجهاز الهضمي بطب عين شمس. - بداية ما هو ارتجاع المريء؟ -هو ارتجاع الحامض المعدي لأعلي خلال فتحة الفؤاد التي تفصل بين المعدة والمريء، فهذا الحامض مكانه المعدة وعندما يصعد للمريء تحدث الحموضة مع حرقان وارتجاع، وعندما يرتفع هذا الحامض ليصل للثلث الأعلى للمريء ويصل للبلعوم تحدث التهابات في منطقة البلعوم والحنجرة ، مما يحدث مشكلة في التنفس، ونجد أن من أهم مشاكله الإحساس بالحرقة في منطقة المعدة والصدر أو التهابات في البلعوم والحنجرة مع وجود طعم حامضي في الفم وقد يصل لشرقة قوية أثناء النوم وعلي مدار اليوم مع السعال. - هل للارتجاع درجات؟ نعم له عدة درجات قد يكون بسيطا بمعني يحدث مرة كل أسبوع وقد يكون متوسطا فيحدث خلال الأسبوع أكثر من مرة وقد يكون درجته عالية فيحدث كل يوم أو أكثر من مرة خلال اليوم بجانب إنه هناك درجات أخري لمكان الارتجاع فهل هو أسفل المريء أم أعلي فيصل للحنجرة وهنا يكون شديدا. - هل هناك أسباب داخل الجسم توجد هذا المرض؟ -خلق الله نظاما للإنسان بإعجاز شديد ويسير بجودة فائقة، ولا يمكن أن يحدث في هذا النظام خلل إلا في حالة المرض، ففي الطبيعي هناك صمام أسفل المريء وأعلي المعدة يسمي (صمام الفؤاد). وهي فتحة وأسفلها هذا الصمام وأكثر من عنصر، وأيضا العضلة العليا من المعدة لها نظام معين في أداء وظيفتها أثناء تناول الطعام أو الشراب في هذه المنطقة فلا تسمح بعودة السوائل والغذاء لأعلي عند نزولها، أيضا توجد عضلة الحجاب الحاجز وهي تعمل بنوع من تقوية هذا النظام ومنع ارتجاع الطعام والسوائل، لذا فالضغط في القفص الصدري بالسالب وفي تجويف البطن بالموجب، وفي الشخص الطبيعي جزء من المريء يوجد في تجويف البطن بطول 3 سنتيمترات ومضغوط علي هذا الجزء أكثر من باقي المريء ،مما يمكن الشخص من منع الارتجاع، أيضا خلقنا الله بحركة دودية للمريء من أعلي لأسفل لدفع السوائل والطعام للأسفل، ولكن عند البعض يحدث اضطراب في هذه الحركة ، مما يجعل الحامض يعود لأعلي ويحدث الارتجاع. - من هم أكثر الأشخاص تعرضا للإصابة؟ -البعض يكون لديه وزن زائد فتكون هذه المنطقة محاطة بالدهون فلو فقد هذا الوزن بشكل سريع ومفاجئ يحدث خلل في الصمام نتيجة فقد الدهون، مما يحدث خلل في قوة هذا الصمام فيحدث الارتجاع. -أيضا البعض يحدث لهم اضطراب في حركة المريء نتيجة العامل النفسي فيحدث إما قرحة أو ارتجاع. - أيضا من لديهم فتق في الحجاب الحاجز فيحدث ضعف في عوامل المساعدة لمنع الارتجاع منها ضعف عضلة الحجاب الحاجز نفسه، مما يحدث ارتجاع شديد ولكن ليس كل من لديه فتق في الحجاب الحاجز يحدث له ارتجاع. - هل يلعب الطعام دورا في الإصابة بالارتجاع؟ -بشكل أكيد نوعية الطعام وكميته تلعبان دورا في الإصابة بارتجاع المريء، فأي طعام يثير المعدة مثل المواد الحريفة والشطة والمخللات الكثيرة كلها عوامل تزيد من الإحساس بالحموضة، أيضا الإفراط في تناول الشوكولاتة والنعناع خاصة بعد الأكل يعملان علي توسيع صمامات الجسم فيزيد الارتجاع، ولكنه يكون بشكل مؤقت. وكمية الطعام الزائدة تُحدث ضغطا علي المعدة فيخرج الحامض لأعلي بجانب عادة شرب المشروبات الغازية، فكل هذه العوامل مجتمعة أو متفرقة تساعد علي إيجاد ارتجاع أو زيادته. لذا نجد أن أكثر عرضة للإصابة من فئة الشباب ممن يتناولون المواد الحريفة بكثرة والمياه الغازية، وكبار السن فوق الستين والسبعين مع فقدانهم للوزن السريع. - ما هي مخاطر الارتجاع؟ -أكبر خطر الإهمال وهذا ينطبق علي أي مرض وبالنسبة للارتجاع لو لم يكتشف ويعالج جيداً يحدث التهاب أسفل المريء، ويصل الأمر لحدوث تقرحات فيحدث ضيق في المريء، مما يحدث صعوبة في البلع أو يحدث خلايا سرطانية، لذا نقول إن أهم أسباب سرطان المريء وجود ارتجاع وعدم علاجه جيداً. وبعض المرضي الذين وصلوا لالتهابات شديدة يجب أن نقوم بإجراء جراحة بالمنظار لهم، وقد نحتاج لعمل صمام صناعي بدل الصمام الأصلي وهي عملية دقيقة ، ولكن يتم إجراؤها بالمنظار. - كيف تكون الوقاية؟ -الاعتدال في الطعام والشراب وتناول الأكل السهل البعيد عن الدسم، وعدم النوم بعد تناول الطعام بشكل مباشر، ويفضل المشي ولو لمدة بسيطة بعد الوجبة الرئيسية مع تخفيف تناول المشروبات الغذائية وعدم الإفراط فيها، وعدم إهمال أي عرض والذهاب للطبيب بشكل سريع إذا شعر المريض بهذا الارتجاع فالعلاج في البداية يكون سهلا من خلال بعض أدوية الحموضة، ولكن مع الإهمال قد تتفاقم الحالة ويحتاج المريض للتدخل الجراحي.