لم يكن يدور فى بالنا أن الشمس التي تمنحنا الحياة، يمكن أن تكون فى آن واحد، سببا فى فقدان الحياة.  الضربات الحرارية تعتبر حالة مرضية تنتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم بأكثر من 40 درجة مئوية، وعادة ما تكون نتيجة التعرض المتواصل للإجهاد البدني فى درجات الحرارة المرتفعة.

ولأنها خطيرة، تحتاج ضربة الشمس إلى العلاج الطارئ والإهمال فى هذا يؤدي إلى تلف فى الدماغ، والقلب، والكلى، والعضلات بشكل سريع، وكلما زاد التلف تزيد المضاعفات أو قد يكون خطر الوفاة

يقول الدكتور شريف عبد الله أستاذ أمراض الباطنة جامعة الأزهر وعضو الجمعية المصرية لأمراض الباطنة وعضو الجمعية الأمريكية لمرضى السكر والكبد إن أسباب ضربات الشمس تتركز فى التالي:

- القيام بعمل مجهود بدني أثناء ذروة الشمس .

- ارتداء ملابس ثقيلة فى جو حار يمنع الجسم من القيام بوظيفة التعرق لتبريد الجسم.

- عدم تناول كمية مياه وسوائل كافية للجسم فى الجو شديد الحرارة ومن ثم يعرض ذلك الإنسان للجفاف مما يؤدي لارتفاع درجة حرارة الجسم.

ويوضح أن أعراضها تتمثل فى ارتفاع الحرارة وتغير فى درجة وعي الإنسان والصداع، وجفاف الجلد نتيجة فقدان  قدرة الجسم على التعرق واحمرار الجسم كله وزيادة ضربات القلب .

لإسعاف المصاب بضربة الشمس يدعو الدكتور شريف عبد الله إلى ضرورة امتثاله أمام الطبيب، وعلى من حوله أن يقوم بمحاولة تخفيف ملابس المريض بقدر الإمكان ونقله إلى مكان ظل أو بارد ومحاولة تبريد الجسم بقدر الإمكان عن طريق غمر الجسم فى ماء بارد أو ثلج أو وضع فوط مبللة على الرقبة والذراعين والفخذين موضحا أن الفئات الأكثر عرضة لضربات الشمس هم الأطفال وكبار السن لمن هم فوق 65 عاما أو أولئك الذين يتعرضون بشكل مفاجئ إلى درجة حرارة مرتفعة أثناء السفر إلى الأماكن شديدة الحرارة، أو تناول بعض الأدوية المدرة للبول، حيث إنها تعمل على جفاف الجسم وإضعاف قدرته على التعرق ما يزيد من خطورة الإصابة بضربة الشمس، كما أن أصحاب الأمراض المزمنة مثل: القلب والرئتين أكثر عرضة لضربات الشمس فى حالة تعرضهم لأجواء شديدة الحرارة.

وينبه إلى أن هناك فارقا بين ضربات الشمس وارتفاع حرارة الجسم، ولكى نشخص الحالة على أنها ضربة شمس يجب أن يكون الإنسان تعرض لدرجة حرارة مباشرة أكثر من 40 درجة مئوية وقت عمل مجهود بدني، ومن ثم تشخص الحالة على أنها ضربة شمس، ولكن ارتفاع درجة حرارة الجسم لأقل من 40 درجة مئوية مع عدم التعرض لأجواء شديدة الحرارة، هنا يستبعد الطبيب الإصابة بضربة الشمس ويبدأ البحث عن أسباب أخرى مثل: التهاب بكتيري أو الالتهابات الفيروسية أو جفاف بالجسم .

لكن متى يتعرض الإنسان للشمس بدون ضرر؟

يوضح لنا الدكتور شريف عبد الله  أن كثيرا من الناس لديهم نسبة ضئيلة من فيتامين “دي” وهذا ناتج عن عدم تعرض الجلد بصورة مباشرة لأشعة الشمس، حيث إنها تقوم بتحويل الكوليسترول فى الجلد لفيتامين D لتقوية العظام والوقاية من الهشاشة، وتزيد من مستوى الكالسيوم فى الدم، وتقي من الإصابة بالأورام الخبيثة.

وهنا يقدم د. عبد الله  عدة نصائح للوقاية من ضربة الشمس مثل:

- عدم التعرض للشمس بصورة مباشرة وقت الذروة.

- تخفيف الملابس فى الجو الحار.

- ارتداء الملابس القطنية فى الجو شديد الحرارة.

- عدم القيام بمجهود بدني وقت ارتفاع الحرارة.

-  استخدام واق للشمس مثل الصن بلوك .

- عدم ترك الأطفال أو كبار السن أو الحيوانات فى سيارة مغلقة بدون تهوية فى الجو الحار.

- تناول كمية كافية للجسم من المياه والسوائل  وقت الحر.