يعاني غالبية الآباء والأمهات من مفاجآت سلوكية غير سارة بسبب إدمان أطفالهم على الأجهزة الإلكترونية فى كل وقت: فُرط حركة ولا مبالاة، وعصبية زائدة، وعُزلة، وقلة التركيز فى المقررات الدراسية، هذه عينة من الأضرار، وباقي العينة نتعرف عليها من خلال آراء الأطباء والمتخصصين فى هذه القضية الأسرية التي تؤرق بال كل عائلة.
الدكتور شريف عبد العال استشارى طب الأطفال بكلية طب جامعة القاهرة يعدّد أضرار الأجهزة الذكية على الأطفال والمراهقين بتسببها فى بطء التطور الاجتماعي والعاطفى لدى الطفل، وتراجع المهارات الاجتماعية، كما أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية فى الطفولة المبكرة قد يسبب تأخر النطق لدى الطفل.
ويوضح أن استخدام الهاتف الذكي فى فترتي المساء والليل يسبب اضطرابات النوم، كما قد يؤثر استخدام الأجهزة الذكية فى الليل على الإنتاج الطبيعي للميلاتونين الذي ينظم النوم وإزالة السموم. فالضوء الأزرق المنبعث من شاشات الأجهزة الذكية هو عبارة عن أشعة تمنع إنتاج الميلاتونين فى حين يؤدي المكوث أمام الأجهزة الذكية إلى السمنة عند الأطفال والمراهقين، كما تضعف الذاكرة والقدرة على التحصيل.
ويضيف"عبد العال" أن إدمان الهواتف الذكية يؤثر على العلاقات داخل الأسرة، ويسبب فجوة بين الأفراد لانشغال كل منهم فى جهازه الإلكتروني، دون توفر الوقت للتواصل والحوار والأنشطة المشتركة التي توثق الروابط الأسرية علاوة على زيادة العدوانية والعنف عند الأطفال بسبب التأثر بالألعاب الإلكترونية القتالية أو بأية برامج أو فيديوهات يتابعونها بشكل مستمر على أجهزتهم الذكية، كما أن وجود الجهاز الذكي مع الطفل أو المراهق بشكل مستمر يجعله على اتصال دائم بالإنترنت فى كل الأوقات، مما يمنحه القدرة على الوصول إلى أي نوع من أنواع المحتوى غير الملائم، كالمواقع الإباحية والفيديوهات الداعية إلى العنف والألعاب الخطيرة المسببة للإدمان، إضافة إلى التواصل مع الغرباء والشخصيات غير المرغوب بها، ما يجعله أكثر تعرضا لخطر التنمر الإلكتروني.ويبيّن أن هناك مشاكل صحية ونفسية يسببها الإدمان الشديد على الهاتف الذكي، ومنها:مشاكل الرقبة بسبب النظر المستمر إلى الأسفل باتجاه الهاتف - مشاكل فى النظر مثل جفاف العين والإجهاد وضعف النظر وغباش الرؤية-والصداع-وعلى المدى البعيد تزيد الأجهزة الإلكترونية من احتمالية الإصابة بمرض الباركنسون. - الكسل والخمول والهذيان الذهني.- الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة فى الرسوم المتحركة الموجودة فى الألعاب الإلكترونية يتسبب فى حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، وحذر العلماء من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطها بالإصابة بمرض (ارتعاش الأذرع) كما أن المراهقون الذين يقضون على هواتفهم الذكية 5 ساعات أو أكثر يومياً، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بأي عامل من العوامل المحفزة على الانتحار بنسبة 71%، مثل مشكلة الاكتئاب والأفكار الانتحارية كذلك تظهر على الطفل أو المراهق علامات مثل أعراض الانسحاب من المخدرات عند منعه من استخدام جهازه الإلكتروني؛ مثل الصداع والارتعاش والتعرق والغثيان وخسارة الوزن عندما ينصب كل اهتمام الطفل أو المراهق على جهازه الإلكتروني فلا يلتفت إلى الطعام الذي يوضع بجانبه! بجانب مشاعر قلق وخوف غير منطقية مرتبطة بالهاتف أو الجهاز الإلكتروني بالإضافة للعزلة الشديدة عن الأصدقاء والعائلة وعدم الشعور بالراحة إلا مع الجهاز الإلكتروني، مما يسبب مشاكل فى الصحة العقلية والنفسية للطفل مثل الاكتئاب والقلق.