أصبحت أعداد المصابين بالسمنة فى مصر والعالم فى تزايد مستمر، والكثير منهم ليس لديه القدرة على إتباع نظام غذائي صحي، لذا أصبحت جراحات السمنة هي الحل الأمثل للبعض للوصول للوزن الصحي والمثالي للجسم، ولقد أثيرت تساؤلات كثيرة حول جراحات السمنة، وأنواعها وشروطها، وهل لها مضاعفات علي الصحة العامة، ولكي نتعرف على عالم جراحات السمنة وأسراره كان الحوار مع الدكتور أيمن عيسوي أستاذ جراحة السمنة والمناظير.
فى البداية ماهي أنواع جراحات السمنة المختلفة؟
هما نوعان رئيسيان نوع يقتصر على تصغير حجم المعدة، وبالتالي يجبر المريض على أن يتناول كمية طعام أقل، مما كان عليه، والنوع الثاني بالإضافة إلى تصغير حجم المعدة يؤدي إلى تحويل المسار للطعام فى الأمعاء حتى لا يمر الطعام على كل الأمعاء، ولكن يمر على جزء صغير، وبالتالي الامتصاص يكون أقل لأن جزء الأمعاء الذي يمر عليه الطعام لا يستطيع امتصاص مكونات الطعام بأكمله من غذاء وبروتينات ودهون، ومن ثم يؤدي ذلك إلى سوء الامتصاص أوعدمه، وهذا يساعد المريض على فقدان الوزن أكثر أعني أن النوع الأول، ويشمل حزام حلقة المعدة ويشمل التدبيس القديم الذى تم منعه ويشمل أيضا التكميم ونضيف إلي ذلك الجراحة التي تجرى بمنظار الفم والتي تسمى ( بالونة المعدة ) كل هذه الجراحات تجبر المعدة على عدم استقبال كم كبير من الطعام .
ما هي شروط جراحات السمنة، وهل السمنة المفرطة تقاس بالشكل؟
فى الحقيقة الشرط الأول أن يكون للمريض معامل كتلة الجسم، وهذا شيء يستطيع أي مريض سمنة أو أي شخص طبيعي يقيسه لنفسه وبنفسه، ويقاس كالآتي (يؤخذ الوزن ونقسمه على حاصل ضرب الطول بالمتر فى نفسه) هذا هو معامل كتلة الإنسان، وإذا كان الرقم أكثر من 40 يعتبر هذا الشخص يعاني من سمنة مرضية، ويجب أن يخضع للجراحة أما إذا كان أقل من 40 يعنى من 35 /40) فهذا عادى، وهناك شرط آخر هو أن يكون المريض يعاني من آثار السمنة لكي نقبل عمل الجراحة أعني أنه يعانى بسبب السمنة من أمراض أخرى مثل الكوليسترول، والضغط، والسكر، وألم فى الركبة، والتهاب المفاصل، وزيادة الدهون فى الدم، والبعض يعاني من تقطع فى النفس أثناء النوم نتيجة الدهون الموجودة فى الرقبة، وبالتالي فإنه يستيقظ على شرقة ولا يستطيع النوم ليلا وفى النهار يشعر بالكسل ويغرق فى النوم، ومن خلال جراحة السمنة نستطيع التغلب علي كل هذه المشكلات .
ولكن هناك شرطا أساسيا من شروط الجراحة أن يكون هذا الشخص خضع للدايت من قبل مرتين على الأقل وتحت إشراف طبي وفشل فى إنقاص وزنه.
ماهي الآليات الحديثة التي جعلت جراحة السمنة بأنواعها أفضل من الماضى؟
فى الحقيقة دخول المنظار عالم الجراحات جعل هناك طفرة كبيرة فى نجاح أية عملية فى كل جراحات البطن فهومن 30 عاما، ولكن دائما يوجد تطور فى استخداماته مثل آلات خاصة بقطع الأوعية الدموية والأنسجة، وهذا شيء مهم جدا والمنظار يختلف عن الجراحة العادية لأنه يدخل من خلال فتحات صغيرة جدا، وهذا يجنب المريض التعرض لجرح كبير قابل للالتهاب أوحدوث فتق فى المستقبل، ويوفر أيضا وقتا فى النقاهة بعد العملية، ومن أهمية المنظار فى استخداماته كان فى الماضي يساعد على الرؤية بتمايز أما الآن أصبحت الرؤية عالية التمايز، ونستطيع أن نرى كل شيء أمام أعيننا بتكبير ودقة شديدة.
هل هناك أمراض تسببها جراحات السمنة ولماذا ؟
أعتقد أنه العكس كما ذكرنا من قبل إنها تعالج كثيرا من الأمراض، ولأن السمنة التي يعاني منها المريض تؤثر على كل أعضاء الجسم بالسلب مثل الكبد فهو معرض أن يكون كبدا دهنيا، وبالتالي فهو معرض للتليف أوتليف جزء منه، أيضا الكلى معرضة لزيادة الضغط داخل البطن، وبالتالي الدورة الدموية الخاصة بها تكون غير منتظمة، وأيضا بالنسبة للبنكرياس فالشخص السمين لديه مقاومة شديدة لإفراز الأنسولين من البنكرياس، وبالتالي عندما يبدأ فى نقص الوزن تبدأ هذه المقاومة الموجودة فى الخلايا تقل نتيجة زيادة الوزن، ويبدأ الأنسولين يكفيه، ولوكان لديه بدايات لمرض السكر يبدأ يختفى أويشفى منه، لدرجة أن العلماء عملوا إحصائية بين مريض سمنة ظل مريضا بالسمنة، ولم يجر له عملية، وبين مريض تم إجراء عملية له فهى تزيد من عمر المريض حوالي من 10لـ15 سنة، وهذا طبعا بأمر الله سبحانه وتعالى فهي مجرد إحصائيات علمية فقط ...أعنى أن عمليات السمنة تجعل المريض يعيش حياة أفضل بدلا من أن يترك للأمراض تقتل من عزمه فى الحياة.
وما أريد توضيحه هنا أن أمراض مثل السكر والضغط والكوليسترول وتصلب الشرايين كل هذه الأمراض تزيد نسبة الدهون فى الدم .
وما هى المضاعفات التى قد تسببها هذه الجراحات فى بعض الأحيان؟
هما اثنان رئيسيان النزيف والتسريب، والنزيف هو جزء من المعدة بعد التكميم، وهذا طبيعي، ولكن كلما كانت الخبرة والتقنية عالية قل النزيف جدا أوانعدم تماما، أما بالنسبة للتسريب هناك نوعان النوع الأول، وهذا غالبا ما يحدث مبكرا، ويكون نتيجة خطأ فى الدباسة أوالآلة التي تقطع المعدة، غالبا تكون الدباسة ليست فى موضعها الطبيعى، وهذا التسريب يحدث غالبا فى اليوم الأول والثاني، أما النوع الثاني من التسريب يحدث فى اليوم السابع أوالتاسع من العملية، وغالبا يكون عيبا فى المريض والطبيب معا بالنسبة للطبيب عندما تكون التقنية التى يعمل بها غير متطورة، أما التسريب الذى يكون بسبب المريض عندما يكون المريض يعاني من تصلب شديد فى الشرايين أويعاني من آثار ضعف شديد فى الدورة الدموية، وبالتالي يؤدي ذلك إلى أن جزءا من المعدة لم يلتئم جيدا نتيجة ضعف الدورة الدموية الواصلة لتغذية الجزء للالتحام، ونحن نتجنب هذا بالإجراءات المرجعية لهذه الجراحات باستخدام أحدث آلات وأحدث تقنيات.
متى يشعر المريض بإنقاص الوزن بعد جراحة السمنة؟
فى الحقيقة المريض يشعر بإنقاص الوزن فى أول أسبوع بعد العملية قبل أن يظهر عليه نقص الوزن وأول ثلاثة شهور بعد العملية هم أهم وأكثر ثلاثة شهور ينقص فيها وزن المريض، وهذا النقص ليس محددا أعنى أنه يختلف من شخص لآخر لأنه يحتسب حسب وزن المريض الأصلي قبل العملية يعني لوالمريض وزنه 200 كيلو قبل العملية سينقص 20 كيلو فى أول شهر، لكن لوالمريض وزنه 100 كيلو سينقص من ستة لسبعة كيلو بعد العملية رغم التزام الاثنين بنفس النظام الغذائي، وكميات الطعام أي نفس الالتزام الطبي، ولكن يبدأ المريض يشعر بأن الوزن يتغير غالبا من الشهر الخامس أوالسادس للعملية، وهذا الإنقاص فى الوزن يستمر من سنة وشهرين حتى سنة ونصف حتى سنتين ونصف.
على أي أساس الجراح يحسب نسبة النجاح والفشل لجراحة السمنة، وكم نسبة النجاح تقريبا؟
فى الحقيقة جميع أنواع جراحات السمنة الآن أوالنوعين الرئيسيين المطروحين الآن على مستوى العالم فى جراحات السمنة يحققان أعلى نسبة نجاح .. أما عن نجاح أوفشل العملية هو قد تحدد علميا ونهائيا فى أشياء معينة تتمثل فى مقياس يسمى مقياس (باروث) هذا الرجل قد أشار إلي أنه لوالمريض لم يفقد 50% من وزنه الزائد بعد انتهاء فترة النزول المعروفة (السمنة) وعدم اختفاء الأمراض المصاحبة للسمنة بعد العملية هذا يعتبر مقياس فشل للعملية، أما إذا حدث العكس فهذا يعتبر مقياسا لنجاح العملية.
ما الجديد فى جراحات السمنة، وما هي الأسرار التي لا نعرفها ؟
فى الحقيقة جراحات السمنة ليس بها أسرار لأن العلم واضح أمام العالم كله، ولكن ما أستطيع قوله يوجد متخصص أكثر ودارس أكثر وقارئ أكثر فى هذا المجال، ونحن دائما نبحث علي مستوى العالم عن الجديد فى هذا المجال، لكن نجد أن عملية التكميم الشهيرة جدا بدأوا فى الآونة الأخيرة يعتبرونها عملية من عمليات تغيير الهرمونات لأن هناك جزءا من المعدة يستأصل واكتشفوا أنه يفرز هرمونا يساعد على الجوع وطبعا بمجرد استئصال هذا الجزء يقل عند المريض الشعور بالجوع وتقل شهيته للطعام، كما اكتشفوا أيضا أن هناك مرضى يتغير لديهم المزاج فى تناول الأطعمة بعد العملية.
أيضا عملية تحويل المسار بدأوا يتكلموا فى أطوال الأمعاء، وهل نقيس الأمعاء كلها لكي نوصل للمكان الصحيح، كل هذا أصبح تغيرات طفيفة فى إجراء هذا النوع من جراحات السمنة لتجعلها أفضل وأقل فى الأضرار بالنسبة للمريض وأقل فى نقص الفيتامينات والمعادن للمريض وأكثر نجاحا بالنسبة للجراح.