داء الملوك ... هكذا كان يطلق على مرض النقرس في الماضي لكن مؤخرا لم يعد المرض حصرا على الملوك أو الأغنياء فلقد أثبتت الدراسات ان هناك عوامل جينية و عناصرغذائية أخري قد تتسبب في الاصابة بالنقرس ...
يقول د/طارق سامي محمد مدرس و استشاري أمراض الباطنه و الكلي بالقصر العيني عن مرض النقرس انه مرض التهابات المفاصل و أشهر مكان اصابة هو الأصبع الأكبر من القدم, كما يمكن أن يصيب مفاصل أخري في الجسم
مثل مفصل الرسغ و الركبة, ويحدث نتيجة ترسيب لحبيبات حمض البوليك داخل أو حول المفصل و تكون أشبه بالإبره فتسبب الألم الشديد, و ينتج حمض البوليك عن تكسير مواد تسمي بالبيورين و المصدر الأساسي لها هي البروتينات.
فعند تكسير تلك المواد يبدأ يصدر منها حمض البوليك, ويذكر أن قدرة الجسم في التخلص من حمض البوليك تختلف من شخص لأخر, فاذا ازداد معدل حمض البوليك في الدم أو قل افرازه عن طريق الكلي فيؤدي الي وقوع المرض.
أما عن الأسباب فهناك أسباب مباشرة وهي العادات الخاطئة والتي تتمثل في تناول البروتينات و المشروبات التي تحتوي على كمية كبيرة من الفركتوز مثل تناول المشروبات الغازية بكثرة, بالإصافة الى بعض الأدوية التي تساهم في الاصابة مثل مدرات البول, كما تعتبر السمنة من العوامل المساعدة ايضا في الاصابة لأن زيادة الوزن تتسبب في ارتفاع نسبة حمض البوليك في الدم.
تظهر الأعراض في الشعور بالألم الشديد في المفاصل و يصاحبه التهاب و احمرار في المفصل, و عند ظهورها لابد من التوجه للطبيب المختص حتي يتم وصف العلاج المناسب.
ويذكر د/طارق ان حمض البوليك يمكن ان يترسب في منطقة حوض الكلي أو في المجري البولي, و يبدأ في تجميع حبيبات صغيرة يمكن ان ينتج عنها حصوات لذلك ارتفاع نسبة حمض البوليك مع عدم شرب كميات كافية من المياه سيؤد الي تكوين حصوات بالكلي, و تنتشر هذه الحالة في فصل الصيف بسبب الجفاف و قلة شرب المياه و السوائل.
ويضيف ان مرض النقرس يصيب الرجال أكثر من النساء بنسبة كبيرة تصل الي 1:9 و تكون تلك النسبة قبل فترة انقطاع الطمث عند السيدات,لأن الطبيعة الفسيولوجية لجسم السيدات تقضي بأن يكون حمض البوليك اقل من الرجال في عمر ما قبل الخمسين.
بعد سن الخمسين يتساوي كلا من السيدات و الرجال في نسبة الاصابة نتيجة لانقطاع الطمث و انخفاض إفراز هرمون الاستروجين والبروجسترون الخاصة بالأنوثة و الحمل, لذلك من عُمر 50:30 يكونوا الرجال هم الأكثر اصابة بالمرض.
كما يلعب العامل الوراثي دورا كبيرا في احتمالية الاصابة بالمرض.
و من الناس الأكثر عرضة للاصابة بالمرض هم الرياضيون الذين يتناولون كميات كبيرة من المكملات الغذائية و مستخلصات البروتين لتكوين عضلات بشكل اسرع. ولا تمثل طريقة طهي البروتين فرقاً اذا كان مطهي طهياً كاملاً او غير مطهي على الاطلاق , ففي كلتا الحالتين هو يحتوي على مادة البيورين التي تتسبب في انتاج اليوريك اسيد أو حمض البوليك.
والجدير بالذكر ان احيانا يكون مستوي حمض البوليك خادعاً بمعني انه يمكن أن يكون مستوي حمض البوليك في الدم طبيعي و لكن يكون الشخص مصاب باللنقرس أو يعاني نوبات من النقرس,والعكس ايضاً فيمكن ان يكون الحمض مرتقع لكن صاحبه يكون خالي من المرض, لذلك فإن التشخيص يعتمد على الكشف الإكلينيكي
و الللجوء للاشعه العادية (x) على المفصل حتي يتم التأكد من وجود النقرس أو عدمه.
بالنسبة للعلاج فإن مرض النقرس ليس له علاج نهائي لأنه يعتبر من الأمراض المزمنة, ولكن هناك الكثير من الأدوية التي تقلل من مستوي حمض البوليك في الجسم فتقلل بدورها من اعراض المرض و تخفف الألم, ايضا يتم وصف بعض الأدوية المضادة للإلتهابات و المسكنات التي تقلل من تكوين تلك الكريستالات.
وتكون أدوية وقائية أكثر منها علاجية لأنه مثلما ذكرنا مرض مزمن يمكننا فقط التخفيف من أعراضه قدر المستطاع لكن لا يمكننا التخلص منه نهائياً.
ويوضح أن النقرس جزء كبير منه يرجع لسبب جيني أو وراثي و علاجه نهائياٍ هو أمر صعب , لكن ايضا هناك جزء منه يرجع الي العادات و الطرق الغذائية بسبب تناول البروتيناتأو الطعام الذي يحتوي على البيورين, و من أكثر الأطعمة التي تحتوي على البيورين هي الأسماك بأنواعها ماعدا سمك الدينيس.
ايضا اللحوم بأنواعها سواء لحوم حمراء أو لحوم الدواجن و ايضا الأسماك ,والبقوليات بأنواعها خاصة الغامق لونها, و كل ما هو غامق يحتوي على البيورين أوحمض البوليك وهو المسبب الرئيسي للنقرس, لذلك ينصح بتناولها بإعتدال.
كما يجب التقليل ايضا من بعض المشروبات مثل : القهوه , الشاي , النيسكافيه والمياه الغازية بسبب احتوائهم على الأحماض المسببة للنقرس.
كما ينصح بتناول كل ما يحتوي على الأوميجا 3 مثل زيت بذرة الكتان والسلمون أو كبسولات أوميجا 3 , لأنها تساعد على التخلص من حمض البوليك.
ايضاً من المشروبات التي تعمل على تقليل حمض اليوريك اسيد او البوليك في الجسم هو عصير الليمون,ولذلك ينصح بتناوله للتخفيف من المرض.
كما اثبتت الدراسات العلمية أن الكرز له نتائج هائلة في تحسين حالات النقرس, فإن تناول 10 حبات من الكرز في اليوم لمريض النقرس , و 20 حبه في اليوم لأصحاب الإلتهابات الحادة يعمل على التقليل من الإلتهاب الي حد كبير جداً و يحسن من حالة المريض.
و يوصي بشرب كميات وفيرة من المياه يوميا لتفادي الإصابة بالمرض ولتخفيف الألم عن المرض.