الأربعاء 15 مايو 2024

الشلل الرعاش .. المرض الذي يهزم المخ

الشلل الرعاش .. المرض الذي يهزم المخ

9-10-2022 | 18:32

كتبت: دعاء نافع

(مرض باركنسون (أو (الشلل الرعاش) هو اضطراب عصبي يُضعف الحركة وقد يؤدي إلى فقدان التوازن نتيجة لخلل فى منطقة معينة بالمخ والتي بدورها تفرز مادة الدوبامين.

عن أعراضه تقول د. شيرين شلبي استشارى المخ والأعصاب انه فى حالة نقص هذه مادة الدوبامين يحدث فى البداية صعوبة فى حركة اليد الواحدة، ثم تنتقل إلى اليد الأخرى، وتليها صعوبة فى حركة الجسم أو بطء فى الحركة، ثم انحناء الظهر ويبدأ انخفاض الصوت والتلعثم فى الكلام، وأحيانا يصل الأمر عند المريض أن يتحدث فى الموضوعات مع تغيرات فى تعبير الوجه لتصبح غير معبرة عن المواقف الحقيقية، وأحيانا بعض المرضى يذهبون للطبيب يشكون من صعوبة الحركة فيتم التشخيص على أنه مرض الرعاش رغم أنه لا يعاني منه، ولكن هذا هو المسمى الحقيقي لمثل هذه الحالات، وأحيانا تصاحب هذه الحالة مشاكل فى الذاكرة تشبه الزهايمر، ولكنها ليست زهايمر. وهناك عوامل تؤدي إلى نقص مادة الدوبامين فى المخ، فأحيانا يكون العامل وراثيا وتحدث مشكلة فى هذه المنطقة نفسها مما يؤدي إلى خلل بها ونقص بهذه المادة أو أن يكون الإنسان مريضا بتصلب الشرايين؛ ولذلك لا يصل الدم للمخ وبالتالي عدم وصول الأكسجين للمخ، وضمن المناطق التي لا يصل إليها الدم فى المخ هذه المنطقة. وفى هذه الحالة كلما وصل المريض للطبيب مبكرا كان الشفاء أسرع لأننا فى هذه الحالة نقوم بعلاج النقص الذى حدث من عدم وصول الدم أو الأكسحين للمخ. نعم نحن نعطي أدوية الشلل الرعاش، ولكن ليس هذا المرض بالمعنى المفهوم، هو مجرد أعراض من النقص.

 ولذا تضيف دكتورة شيرين إن أهم أساليب العلاج فى هذه الحالة أدوية النقص وعلاج تصلب الشرايين، أما علاج الشلل الرعاش فيختلف تماما مع التقدم الطبي والعلمي وهناك الجديد دائما فقد كان فى الماضي يلجأ الطبيب للجراحة، ولكن بعد التقدم العلمي والطفرة التي حدثت فى العلاجات نجد أن هناك أدوية كثيرة لهذا المرض، ولكن بعض المرضى تحدث لهم مشكلات مع هذه الأدوية بسبب الآثار الجانبية لأن هناك حالات نضطر فيها لإعطاء جرعات مكثفة ولذلك نعطي هؤلاء المرضى محاليل. وفى الحقيقة هناك علاج يتجاهله الكثير رغم أهميته وهو العلاج الطبيعي فهو مهم جدا لمثل هذه الحالات، حيث إنه يحافظ على عضلات المريض من التيبس الذي يحدث نتيجة لعدم الحركة أو صعوبتها. ومن العلاجات الحديثة نجد علاج التنشيط المغناطيسي للمخ، وهذا العلاج من مميزاته أن الطبيب لا يُدخل أي أدوية على جسم المريض لتحفيز مادة الدوبامين فى المخ، ولكنه يعمل على تحفيز المخ نفسه أو المنطقة المسئولة عن إفراز هذه المادة من حالة الكسل، وبالتالي تتحسن حالة المريض. وهناك علاجات حديثة أخرى تعتمد على الجراحة البسيطة وهي عبارة عن ثقب صغير بالمخ تدخل منه إبرة معينة بهدف إما زرع جهاز يسمى جهاز تحفيز المخ أو أننا نزرع ما يسمى بالنواة القاعدية المسئولة عن إعطاء إشارات عصبية بشكل غير منتظم وبذلك تتحسن حالة المريض. وفى النهاية أريد أن أنصح كل أسرة لديها شخص مسن أن يذهب إلى الطبيب مبكرا حال ملاحظة أية تغيرات غير منطقية حتى لا يتفاقم المرض.