يعد التهاب الجيوب الانفية بسبب الإصابة بالحساسية من الامراض التي تسبب الاما شديدة ، لأنه مرض شبه مزمن ويزداد بشكل كبير في فصلي الشتاء؛ نتيجة انخفاض درجة الحرارة، وفصل الربيع؛ بسبب التقلبات الجوية، ورغم إنه مرض قد يبدو سهل علاجه الا أن إهماله قد يؤدي لمشاكل عديدة، حول هذا الموضوع كان هذا الحوار مع الاستاذ الدكتور كمال موريس أستاذ المناعة والحساسية بطب قصر العيني. بداية ماذا تعني حساسية الانف؟ - هي تفاعل الجسم مع عناصر خارجية تسمى تهيجات وهي موجودة في الجو المحيط حولنا، مثل: الاتربة وبذور اللقاح أو بعد تناول بعض الاطعمة أو نتيجة تناول دواء معين يحتوي في تركيبه على عناصر مهيجة، كل هذا يؤدي إلى تفاعل الجسم مع هذه العناصر الخارجية وهذا ما يسمى بالحساسية سواء في الجيوب الانفية أو الجلد أو الصدر، وبالنسبة للانف فالغشاء المخاطي داخل الجيوب الانفية وغشاء الانف يتعرضان للأتربة، فيحدث تفاعل وتظهر بعض الاعراض لهذه العوامل منها: عدم القدرة على التحصيل الدراسي الجيد للأطفال، وتستمر هذه الحساسية طالما مازالت أسباب التهيج للغشاء المبطن للانف موجودة. هل يلعب العامل الوراثي دورا فى الإصابة بها؟ - نعم، لا نستطيع إغفال عنصر الوراثة في العديد من الامراض ومنها جميع أنواع الحساسية، وخصوصا حساسية الأنف حيث يولد الطفل بالجينات والقابلية الوراثية لهذا النوع من الحساسية، وتأتي الوراثة سواء من الأب أو الأم وهنا تكون فرصة الاصابة بالحساسية عالية مع وجود مسببات التهيج، فتتفاعل معها وتخرج أجسام مضادة للعوامل الخارجية فتخرج المواد المسببة للحساسية، وتأتي الاعراض مثل: العطس والرشح وانسداد الانف، وعموما رغم وجود العامل الوراثي الذي يولد به الطفل الا أن الاصابة بحساسية الجيوب الانفية لها درجات من بسيطة، متوسطة، فوق متوسطة، شديدة وتكون الاصابة إما دائمة أو متقطعة وتحسب بعدد المرات. هل توجد عوامل أخرى تؤدي للاصابة؟ - توجد عدة عوامل خارجية على رأسها التعرض المباشر لتيار هواء بارد، وهذا يحدث في فصل الشتاء، وكذلك حبوب اللقاح التي تبدأ في نهاية الشتاء وطوال فصل الربيع وهو المثير الرئيسي لحساسية الانف، وأثناء مواسم تلقيح النباتات فنسبة انتشار مثيرات حساسية الانف خاصة مع وجود عامل وراثي تزيد، كذلك الاجواء الممطرة والروائح النفاذة مثل: المنظفات والعطور فهي مواد مهيجة للانف، أيضا شعر الحيوانات الأليفة وكل أنواع الدخان وعدم التهوية الجيدة لغرف النوم والمعيشة. ما هي أهم الأعراض؟ - تختلف الأعراض من شخص لاخر حسب درجة الإصابة بحساسية الجيوب الأنفية، ولكن عموما تكون رشح بالانف وصداع بالرأس وعطس وحكة بالانف خاصة عند الاطفال، وأحيانا تتطور فيحدث الاصابة باللحمية لوجود تورم، هذا التورم يعمل على انسداد المجاري التنفسية وهذا يكون حسب مدة الاصابة بالحساسية. ترى متى نذهب للطبيب المختص؟ - بداية الابد من التعرف على سبب الإصابة هل هو مصدر الطعام، أم سبب خارجي من الجو، فعند معرفة السبب والبعد عنه تكون بداية حقيقية للعلاج، ثم تأتي العلاجات المختلفة حسب حالة وسن المريض، والتي يحددها الطبيب بإعطاء مضادات الحساسية ورشاشات الأنف سواء بها مضادات الهيستامين أو بداخلها مادة الكورتيزون، وهذه ليس بها أي قلق للن امتصاصها ضعيف. وهناك نوع آخر من العلاج وهو العلاج البيولوجي الموجه للتفاعل نفسه وهو عبارة عن أجسام مضادة ضد الاجسام المضادة المسببة للحساسية وهوحاليا موجود في مصر، ولكن في العموم عدم إهمال الحالة والمواظبة الدائمة على مراجعة الطبيب أمر مهم جدا لماذا تزداد الاصابة في فصل الشتاء؟ - فصل الشتاء بسماته من تقلبات جوية من باردة لشديدة البرودة تزيد من فرص تواجد الفيروسات الانفية سواء فيروسات البرد أو الحساسية، وهذه البرودة تحث على تهيج والتهابات في الغشاء المخاطي المبطن للانف، فيعاني مرضى حساسية الأنف بشكل مضاعف، لذا ننصح من لديهم عنصر وراثي الحفاظ المضاعف على صحتهم بعدم الإصابة بأدوار البرد وارتداء كمامة في الزحام، وأيضا عدم التعرض من جو البيت الساخن لجو الشارع البارد بشكل مباشر، والبعد عن الاماكن المزدحمة مع تناول كل المشروبات الدافئة.