9-9-2023 | 09:47
نفيسة سعيد
لا يؤثر ارتفاع درجة الحرارة على الصحة الجسدية فقط ، بل يمتد تأثيره إلى الصحة النفسية مسببًا زيادة حدة التوتر والقلق والغضب، فقد حدث في الأونة الأخيرة ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وهذا التغير ارتبط ارتباطا وثيقا بصحة الإنسان واستقرار حياته الصحية والنفسية والعصبية.
يؤكد الدكتور عادل المدني أن ارتفاع درجة الحرارة الملحوظ في الأونة الأخيرة تسبب في إثارة الأعصاب، مما يؤدي أحيانا إلى نوبات من الغضب غير المبرر لدى البعض فضلا عن العصبية والشعور بالتوتر والإحباط.
كما يضيف أيضا أن ارتفاع درجة الحرارة لا يؤثر على الصحة الجسدية فقط بل يمتد تأثيره إلى الصحة النفسية ويزيد من العصبية، يؤدي أيضا ارتفاع درجة الحرارة إلى إفراز هرمون الإدرينالين الذي يزيد من حدة الغضب فضلا عن ارتفاع ضربات القلب وضغط الدم، ولذا فيؤثر على المخ، حيث إن به مراكز تنظم درجة حرارة الجسم لتتكيف مع درجة الحرارة الخارجية ومن ثم فإن ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ يزيد من إفراز المادة المسئولة عن المعادلة المطلوبة للجسم، ولذا فإن ذلك يؤدي إلى استثارة الأعصاب، ويزيد من الاختزال، ويزيد من العصبية والتوتر .
لذا ينصح الدكتور عادل لكي نتغلب على هذه التغيرات المناخية ولا سيما في فصل الصيف بأن نحافظ على الصحة العامة ونتبع بعض التعليمات :
- تجنب التواجد في أماكن شديدة الحرارة، ويجب أن تكون الأماكن جيدة التهوية.
- الابتعاد بقدر الإمكان عن أشعة الشمس المباشرة وقت الذروة.
- يجب ارتداء كاب أو استخدام مظلة ( شمسية) إذا لزم التواجد في الشارع .
وفي نفس سياق الموضوع يؤكد الدكتور السيد عبد الرحمن أستاذ جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري جامعة الأزهر أن التغيير المناخي أثر بشكل كبير على الحالة المناخية للعالم أجمع وليس مصر فقط ، ولكن التغير المستمر في ارتفاع درجة الحرارة جعل أمراض كثيرة طفت على السطح سببها ارتفاع درجة الحرارة.
فارتفاع درجة الحرارة يؤثر بالسلب على الجهاز العصبي، حيث تتفاقم المشكلة ولا سيما مع مرضى ضغط الدم والسكر، حيث إن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى انتفاخ الأوعية الدموية، مما يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى أعراض مثل الأمراض الجلدية أو تورم القدمين، كما أن هناك أيضا بعض الأدوية والأمراض الذين يؤديان لارتفاع درجة الحرارة ويؤثران على الجسم مثل (أدوية إدرار البول التي تؤدي للجفاف أحيانا /أدوية الصرع، حيث إنها تمنع التعرق وتجعل الجسم في حالة جفاف/ أيضا بعض الأمراض مثل (الذئبة الحمراء/ التهاب المفاصل والروماتويد/ أمراض الأمعاء الالتهابية كل هذه أمراض تجعل حرارة الجسم مرتفعة .
كما يضيف الدكتور عبد الرحمن أن الجهاز العصبي المركزي في حالة ارتفاع درجة الحرارة يتم التأثير على المخ بدرجة شديدة سواء كان هذا الارتفاع من الجسم أو الطقس فهنا يبدأ الضغط على خلايا المخ ويبدأ الإنسان يفقد أحيانا الوعي تدريجيا وأحيانا يصل إلى الغيبوبة، ولذا دائما ننصح ولاسيما الأمهات بالنسبة للأطفال إذا ارتفعت درجة حرارة الطفل ل 40 درجة يجب أن تتحرك خلال نصف ساعة حتى لا يؤثر ذلك على باقي أعضاء الجسم ولاسيما النظر والنطق.
لذا نستطيع القول إن ارتفاع درجة الحرارة أكثر خطورة على المخ لأنها تداهم خلايا كثيرة وتؤثر عليها تأثيرا سلبيا، حيث إن المخ هو المايسترو المسئول عن الجسم... والشيء بالشيء يذكر إن ارتفاع درجات الحرارة ولاسيما في فصل الصيف يزيد من لزوجة الدم، ومن ثم يؤدي ذلك إلى بطء سريانه وفى حالة عدم تناول الإنسان الكمية الكافية من الماء أو السوائل بشكل كاف فقد يؤثر ذلك على الوظائف الحيوية في الجسم مثل الكبد والكلى وفى الحقيقة أكثر فئة عرضة لهذه الأعراض هم كبار السن والأطفال والعمال أصحاب مهن معينة والتي تعرضهم للوقوف في الشمس الحارقة أو الوقوف أمام درجة حرارة عالية أو حرارة مباشرة، ولكن أخطرهم عرضة هم كبار السن حيث طبيعة التطور للأمراض في هذه المرحلة العمرية .
أيضا من أعراض ارتفاع درجة الحرارة وتأثيرها على المخ بشكل مباشر نوبات الصرع، وكثرة إفراز العرق، وعدم تعويض ذلك بالسوائل أو المياه بالكمية المطلوبة للجسم، لأن ذلك قد يؤدي لجفافه وجفاف الدورة الدموية، وبذلك يكون الإنسان أكثر عرضة لجلطة المخ أو التهاب الأعصاب.
كما ينوه الدكتور أن هناك خطأ يقع فيه البعض ولاسيما فى فصل الصيف وهو تناول المياه المثلجة أو المثلجات بشكل عام اعتقادا منهم أن هذا يساعد على الارتواء، وهذا خطأ بل بالعكس فإن المشروبات الدافئة أفضل للجسم، حيث هدوء المعدة وعدم إثارتها بالمثلجات، إن العصائر والمشروبات تحتوي على عناصر تعوض الأملاح المعدنية التي يفتقدها الجسم بالعرق، ولكن ليست شرطا أن تكون مثلجة حتى لا تؤثر على المعدة ...أيضا مرضى السكر البعض منهم لا يعي أنه مريض سكرى، وعندما يتعرض لارتفاع درجة الحرارة سواء في الجسم أو الطقس هنا يكتشف وجود المرض، وتكون الأعراض كالعطش الشديد وإدرار البول بشدة، مما يجعل البعض يفرط في تناول المياه الغازية أو العصائر المحلاة بشكل غير طبيعي، ولكن عند الشعور بهذه الأعراض يفضل تناول مياه عادية وعند استمرار العرض على المريض التوجه مباشرة للطبيب لقياس السكر وضبطه.
نصائح
- ينصح الدكتور عبد الرحمن لكي نتجنب متاعب الصيف ولا سيما في ظل التغيرات المناخية العالمية تجنب بعض السلوكيات:
- تجنب الوجود في مكان شديد الحرارة، وأخذ حمام دافئ يوميا لتجنب الفطريات والتهابات الجسم التي تتسبب في الأمراض الجلدية.
- يجب ارتداء ملابس خفيفة وقطنية.
- تجنب كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة بقدر الإمكان الخروج وقت ارتفاع درجات الحرارة.
- يجب وجود مياه في يدك دائما إذا لزم الأمر للخروج في الذروة.
- يجب تعويض إفراز العرق بالسوائل وكمية المياه الكافية للحفاظ على الكلى.
- يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة تناول الأدوية فى مواعيدها بانتظام.