الأربعاء 27 نوفمبر 2024

دكتورة راندا صلاح الدين: الاحتياط واجب حافظ على طفلك من الأمراض التنفسية فى المدرسة!

الاحتياط واجب حافظ على طفلك من الأمراض التنفسية فى المدرسة

30-9-2023 | 10:04

الاحتياط واجب، والوقاية خير من العلاج. ولأننا على أعتاب العام الدراسي الجديد، فإن البيئة المدرسية عادة ما تكون بيئة خصبة لانتقال بعض الأمراض، حيث يختلط الأطفال لفترات طويلة، واختلاط المرضى والأصحاء من التلاميذ يؤدي لكثير من الأمراض . تؤكد الدكتورة راندا صلاح الدين أستاذ الأمراض الصدرية والجهاز التنفسي بقسم الأمراض الصدرية كلية الطب البشري: إن أكثر الأمراض المعدية تنتشر بين الأطفال والطلاب في المدارس، ومن أشهرها (الأنفلونزا /الجديرى المائي /الحمى القرمزية /الحصبة/ التهاب اللوزتين). أما الأمراض التنفسية الأكثر انتشارا فهي التهابات أو عدوى الجهاز التنفسي أيا كان فهي تبدأ بالجهاز التنفسي العلوي بداية من الأنفلونزا ثم التهابات الحلق ثم النزلة الشعبية الحادة التي ينتج عنها سعال وبلغم وإفرازات، فكل هذه أعراض تتسبب في نقل العدوى. كما تضيف أن هناك أسبابا كثيرة وراء انتقال العدوى منها عدم الوعي الصحى، وعدم الالتزام بتناول بعض الأطفال للتطعيمات في مواعيدها المحددة، وأكثر الأسباب ضعف الجهاز المناعي للأطفال والكبار، وعدم التزام الطفل بالسلوكيات السليمة في النظافة الخاصة والعامة. كما أن هناك أعراضا للعدوى يجب علي الأسرة والمدرسة اتخاذ الحيطة والحذر منها، لأن العدوى يقع الدور الأكبر فيها على صاحب العدوى أى المريض، ومن ثم فإن الأطفال الموجودين في المدرسة أو الحضانة يتعرضون للعدوى إذا كان هناك مريض بينهم وهذا دور المشرفين في المدرسة، حيث إن عليهم في هذه الحالة الاتصال بالأسرة لعزل الطفل بالمنزل لحين التعافي، لأن الأمراض التنفسية الناقلة للعدوى سواء كانت بكتيرية أو فيروسية تنتقل عن طريق الرذاذ والأعراض تشمل ( الرشح /العطس الكحة / ارتفاع درجة الحرارة). وكل هذه الأعراض تعني أن هناك ميكروبا، وأن الكحة وإفرازات الجهاز التنفسي تحتوي على الميكروبات الناقلة للعدوى، ومن ثم على الأم كما سبق وأشرنا عزل الطفل لحين الانتهاء من الأعراض . كما تنوه د. راندا صلاح الدين إلي أن الطفل مثل البالغ يصاب بأية عدوى من الجهاز التنفسي، وقد تصيب بعض الفيروسات الأطفال أكثر من الكبار، وقد تؤثر على الجهاز التنفسي في المستقبل أي في مرحلة عمرية أكبر، حيث تزيد لديهم الإصابة بأعراض الحساسية أو الربو الشعبي، ولكن في المجمل الطفل يصاب بأية عدوى . وتكشف أن طرق نقل العدوى بين الأطفال في عدوى الجهاز التنفسي تتم عن طريق التنفس أو بالجزئيات أى الإفرازات المعلقة التي تخرج مع الرذاذ من المصاب في الجو، ومن ثم يتنفس بها الأشخاص المتواجدون بالمكان ثم يلتصق هذا الرذاذ بالحلق والبلعوم، ويتكاثر ذلك بسبب الأعراض، ثم تنتقل العدوى إلى أجزاء أخرى في الجسم مثل الجهاز التنفسي السفلي أو الأذن الوسطى، وإذا لم يتم العلاج مبكرا قد تتفاقم المشكلة مع الطفل وإذا لم يتم العلاج بالطريقة السليمة والعلاج المناسب للحالة قد يؤثر ذلك على الطفل في الكبر. وتؤكد الدكتورة راندا صلاح الدين أن الوقاية من العدوي ترجع لدور كل فرد يتعامل مع الطفل أو المريض سواء في الأسرة أو الحضانة أو المدرسة، فمنذ بداية انتشار كورونا والأوبئة شددت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة على اتباع الإجراءات الوقائية ولاسيما في المدارس مثل ارتداء الكمامة، وغسل الأيدي باستمرار، والحفاظ على المسافة الآمنة بين الناس وبين الأطفال بالمدارس، ومن ثم فإن أفضل الطرق لمنع نقل العدوى عزل الشخص المصاب سواء كبير أو صغير. أما بالنسبة للشخص السليم وفي حالة أن هناك اشتباها في أي طفل في المدرسة فإن ارتداء الكمامة هو الطريقة المثلى للوقاية مع التهوية السليمة للمكان حتى تقل فرص الإصابة بالعدوى، وعدم تكدس الأطفال في الفصول، والاعتناء بنظافة المكان والنظافة الشخصية للطفل، بجانب الالتزام بتناول التطعيمات، حيث إنها تعمل على تقوية الجهاز التنفسي سواء لفيروس الأنفلونزا أو كورونا، حيث إن البعض لديه ضعف مناعي بالجهاز التنفسي. وتشدد أستاذ الأمراض الصدرية على أن الأسرة عليها دور كبير في الوقاية بتوعية الطفل في الحضانة أو المدرسة، ولاسيما المراحل الأولى من العمر الدراسي بعدم مشاركة ذويه في الأدوات الخاصة لهم، وتطهير ملابس الطفل باستمرار حين عودته من المدرسة أو الحضانة. أيضا الحضانة عليها دور كبير جدا في الوقاية من العدوى فمشرفو الحضانات عليهم الاهتمام بنظافة الطفل في وقت وجوده بها، وعدم ملامسة الأطفال لبعضهم البعض، ومتابعة الأطفال في الجلوس بأماكنهم المخصصة لهم، والالتزام بمسافات آمنة، وعدم ملامسة الأطفال الأرض، مع تطهير الحمامات باستمرار بعد خروج كل طفل مع فتح النوافذ باستمرار لتهوية المكان، أيضا على المدرسة عمل الإجراءات الوقائية والاحترازية للمشرفين والمدرسين حتى سائقي الباص يوميا عليهم بقياس الحرارة والاهتمام بارتداء الكمامة خاصة في وقت انتشار الأوبئة . وللتغذية دور كبير في الوقاية من العدوى، حيث إنها تعمل على تقوية مناعة الطفل، فيجب تناوله الغذاء الصحي، والمتوازن، والمتنوع لرفع كفاءة جهازه المناعي، حيث إن هذه المرحلة العمرية مرحلة نمو بدني وعقلي، لذا يجب أن يحتوي غذاء الطفل على كميات كافية من الخضراوات والفاكهة الغنية بالفيتامينات بأنواعها المختلفة بجانب العناصر الغذائية التي تحتوي على المعادن . كما تشير د. راندا صلاح الدين إلي أن أهم طرق الوقاية من عدوى الفيروسات بالمدارس الالتزام بتناول التطعيمات سواء بالمدارس أو في المنازل ولا سيما تطعيم الأنفلونزا لأن تناوله يقلل من فرص إصابة الطفل للأمراض الفيروسية بأنواعها ولا سيما في فصل الشتاء، حيث إنه موسم تزيد فيه الإصابة بأدوار البرد، كما تكثر فيه الأمراض وخاصة في المدارس، ومن التطعيمات التي يجب الاهتمام بتناولها في هذه الفترة الالتهاب السحائى والجديري المائى، حيث إنهما ناقلان للعدوى. لذا ننصح بتوخى الحذر والوعي بقواعد النظافة العامة والخاصة من أجل صحة وسلامة أولادنا وهذا يرجع كما ذكرنا من قبل لدور كل فرد في المجتمع .