25-11-2023 | 10:46
أحمد فاخر
انتبهوا لأسنانكم جيدًا لأن آلامها من أشد الآلام، فأمراض الفم والأسنان هي أكثر انتشاراً في جميع المجتمعات مهما تنوعت البيئات أو الثقافات، فلا توجد أسرة لا يعاني أحد أفرادها أو أكثر من مشكلة ما بالفم والأسنان، ومن أكثر أمراض الفم الشائعة التهاب اللثة، لكن ماذا نفعل.. وما طرق الوقاية وأنسب وسائل العلاج؟
في البداية يتحدث الدكتور محمدعبد الرحمن قطايا مدرس علاج الجذور بأنه عندما تكتمل الأسنان الدائمة عادة عند عمر 25 سنة يكون داخل الفم 32 سِنَّة، والأسنان الدائمة تتكون من أربعة أنواع وهي: القواطع والأنياب والأنياب ثنائية النتوء والضروس ولكل منها شكل خاص ليقوم بوظيفة خاصة، وتعتبر اللثة هي الأنسجة المحيطة بتلك الأسنان، حيث إن الاهتمام بصحة اللثة من أهم عوامل الحفاظ على صحة الفم بشكل عام، ومن أهم العلامات التي تعطي إشارة لوجود مشكلة باللثة حدوث نزيف عند استخدام الفرشاة، ولأن أمراض اللثة بشكل عام لا تسبب آلاماً مبرحة فإن المريض يستطيع ممارسة حياته الطبيعية دون شكوى مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات على المدى الطويل تؤثر على صحة الأسنان والضروس، ولذلك أغلب الذين يعانون من مشكلات اللثة يذهبون إلى الطبيب في مراحل متأخرة مما يستدعي الكثير من الوقت للعلاج، وننصح دائماً بالاهتمام بصحة اللثة بشكل أكبر خاصة بعد سن الأربعين لتجنب أي مضاعفات تؤثر على الأسنان يصعب علاجها فيما بعد، كما يجب الابتعاد عن التدخين لأنه من العادات الشائعة السيئة التي تؤثر بشكل كبير على صحة الفم واللثة على المدى الطويل، حيث يشعر المريض بنتيجته السلبية على الفم بعد سن الأربعين، بداية من الشكوى من رائحة الفم الكريهة ونهاية بالإصابة بالسرطان، حيث إن ذلك الدخان عندما يختلط مع اللعاب يكون بعض الأحماض التي تعمل على إتلاف اللثة مما يسبب بعض الأمراض، أو يؤثر على الأسنان ويتلفها مما يسبب رائحة كريهة مع مرور الوقت، ومن أهم الأمراض التي تؤثر على صحة اللثة بشكل مباشر هو مرض السكري الذي يؤدي لحدوث جفاف بالفم والتهاب اللثة، وفي حالة زيادة مستوى السكر في الدم دون السيطرة عليه يؤدي التهاب اللثة إلى تراجع في أنسجة اللثة حول الأسنان مما يسبب تساقطها مع الوقت.
ومن جهة أخرى يوضح الدكتور نور الدين مصطفى أخصائي جراحة الفم والأسنان أن أول عرض لالتهاب اللثة هو خروج دم منها، حيث إن معظم الناس يشكون من خروج الدم من اللثة عند غسيل الأسنان أو التعامل مع الفم بأي شكل من الأشكال، وبالتالي بمجرد حدوث نزيف إذاً نحن نواجه مشكلة مع اللثة، ويعتبر أكبر سبب للإصابة بالتهابات اللثة هو تراكم الجير، وأرجو من القارئ أن يعذرني عندما أقول إن الجير يشبه سرطان الفم داخل الأسنان حيث يتكون بين اللثة والأسنان مع مرور الوقت ليصبح مادة صلبة تأخذ الحيز بين الأسنان وبعضها ويملأ جميع الفراغات داخل الفم، كل ذلك يحدث دون أن يشعر المريض بأي ألم أو مشكلة ولكن مع زيادة كمية هذا الجير داخل الفم يكون ذلك على حساب عظام الفك الداعمة للأسنان، ويجب الإشارة إلى أن الجير لا يمكن إزالته بفرشاة الأسنان العادية مهما زادت عدد مرات غسيل الأسنان يومياً، حيث إن الجير يتكون نتيجة عملية فسيولوجية تحدث نتيجة تفاعل بواقي الطعام بين الأسنان مع البكتيريا داخل الفم في بيئة خصبة وهي لُعاب الفم، ومع التنظيف بالفرشاة والمعجون يظل جزء منه بين الأسنان والجذور، تلك الأماكن التي لا تستطيع الفرشاة الوصول إليه مهما كانت دقتها، لذلك يجب على الجميع المتابعة مع طبيب الأسنان مرتين على الأقل خلال العام لتنظيف الفم والتخلص من جميع كتل الجير الموجودة بين الأسنان بشكل دوري وذلك حتى في حالة عدم الشكوى من أي مشكلة في الفم.
كما يضيف الدكتور مصطفى جمال أخصائي علاج الجذور بأن من أهم علامات التهاب اللثة هو حدوث احمرار أو تورم بسيط بين التقاء اللثة والأسنان مع كثرة خروج دم منها مع الأكل أو حتى غسيل الأسنان، ويعتبر التدخين من أهم أسباب الإصابة بالتهاب اللثة وذلك لأن النيكوتين يمنع وصول كميات الدم المناسبة لتغذية اللثة وبالتالي تقل الأجسام المضادة التي تقي اللثة من الأمراض المختلفة، وبالتالي تقل مناعة اللثة ويسهل إصابتها بالالتهاب، كما أن النقص في فيتامين (C) والقلق والتوتر ومن يعانون من مشاكل سوء التغذية هم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات اللثة، بالإضافة للأمراض المزمنة مثل: مرض السكري الذي له دور سلبي على صحة الفم بشكل عام واللثة بشكل خاص، أيضاً هناك أسباب أخرى للإصابة بالتهاب اللثة مثل: تركيبات الأسنان المختلفة لأنه يكون بينها وبين اللثة أماكن كثيرة وفراغات يصعب تنظيفها، كما أن الشباب الذين يقومون بعمل تقويم الأسنان يجب عليهم العناية بنظافة الفم لأن التقويم يساعد بشكل كبير في تعرض اللثة للالتهاب، أيضاً التغيرات الفسيولوجية لدى المرأة أثناء فترة الحمل لها عامل مساعد للإصابة بالتهابات اللثة.
وفي حالة إهمال تَكون الجير داخل الفم دون تنظيف يزيد حجمه مع مرور الوقت بين اللثة وأسفل الأسنان مما يجعل حجم اللثة يقل وبالتالي تظهر جذور الأسنان وتنكشف، مما يؤدي لحدوث حساسية الأسنان والشعور بآلام بها كما يضعفها بشكل كبير ويسهل تساقطها مع مرور الوقت حتى لو لم تكن مصابة بالتسوس خاصة عند المدخنين، ولا يتم علاج التهاب اللثة عن طريق تناول المضادات الحيوية أو المسكنات بل تنظيف جميع طبقات الجير المتكونة على سطح الأسنان ويجب على المريض إتباع تعليمات الطبيب المعالج باستعمال المضمضة التي غالباً تكون لمدة أسبوعين مع غسيل الأسنان أكثر من 3 مرات يومياً.
ويتم تناول المضمضة مرتين يومياً مرة صباحاً ومرة قبل النوم والتي تعتبر هي الأهم على الإطلاق، ويتم تناول محلول المضمضة دون تخفيف مع الاحتفاظ به داخل الفم لمدة دقيقتين حتى تستطيع القيام بدورها في إخراج البكتيريا من الجيوب اللثوية، وبالتالي سرعة العلاج، ونؤكد أنه بدون تلك الطريقة للمضمضة مع الاهتمام بنظافة الفم لن نستطيع التخلص من التهاب اللثة، حيث إن تنظيف الجير هو مجرد خطوة وليس علاجا لالتهاب اللثة، كما يعتبر فيتامين (C) من أهم الفيتامينات المساعدة على استعادة اللثة لقوتها.
وفي النهاية ننصح القارئ بزيارة طبيب الأسنان دورياً كل ستة أشهر، كما يراعى تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون بشكل يومي وخاصة بعد الوجبات، كما يفضل عدم الانسياق وراء الإعلانات التجارية المتعلقة بالمنتجات التي لها علاقة بالفم والأسنان، وتجنب الشعور بالحرج واستشارة الطبيب عند الشعور بأي ألم حيث يتم التشخيص الصحيح والقضاء عليه بشكل علمي سليم.