23-12-2023 | 16:41
نفيسة سعيد
هناك اعتقاد خاطئ بين البعض أن من تتحول وجوههم إلى اللون الأحمر عند الغضب مرضى ضغط مرتفع، وهذه حقيقة غير علمية بدليل أن الكثير يرتفع ضغط الدم لديهم فى حالة الغضب والتوتر وينخفض إلى المستوى الطبيعي فى حاله الهدوء والاسترخاء.
والحقيقة أن مرضى الضغط المرتفع يبقى ضغطهم مرتفعا فى كل الأحوال، لذا سوف نوضح أسباب ذلك وتجنب الإصابة والتأثير السلبي. ثم نسأل: هل الطقس البارد له علاقة بارتفاع ضغط الدم ؟
يقول الدكتور أحمد الكدواني أستاذ جراحة القلب والصدر بجامعة عين شمس إن الشخص لا يعتبر مريض ضغط إلا إذا كان الضغط لديه يتعدى 130على 80 بشرط ألا يكون أول قياس أو وقت الغضب بل يجب أن يكون القياس على مدار 24 ساعة ويكون فى أى حالة يكون عليها الشخص، وإذا تعدى القياس سابق الذكر، عليه الذهاب للطبيب المختص أو المعالج، وهنا يعتبر الشخص مريض ضغط مرتفع.
أما إذا اختلف الأمر وكان الضغط غير منتظم على مدار اليوم فيرجع هذا لأسباب كثيرة مثل: تناول بعض الأدوية أو الانفعال المؤقت أو عدم النوم أو تناول بعض الأطعمة المحفزة للضغط، مثل: تناول الملح والمجهود الزائد..وهناك أيضا أسباب أخرى منها: تغير الجو، وفى الحقيقة بما أننا فى الشتاء فإن تغير درجات الحرارة لها تأثير كبير على الإنسان؛ فهى تتسبب فى تقلص العروق وضيق الأوردة والتى تتطلب المزيد من الضغط اللازم لدفع الدم مما يؤدى إلى زيادة الضغط على القلب والأوردة، مما يسبب ضرر جسيم فى الجسم، وفى الحقيقة فصل الشتاء تكثر فيه العدوى الفيروسية التى تسبب نزلات البرد والأنفلونزا، وهذا يسبب للبعض التوتر والضغط على الجسم مما يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، وكذلك أدوية البرد تزيد من ارتفاع ضغط الدم ، أما عن سبب تسميته بالقاتل الصامت ينوه الدكتور أحمد إن ضغط الدم مرض شائع وفى الوقت نفسه خطير للغاية لأنه ليست له أعراض ويمكن أن يصيب الإنسان سنوات طويلة ولا يشعر به، والبعض يكون لديه علم بأنه مريض ضغط مرتفع ولكنه غير منتظم فى تناول الدواء والمتابعة الطبية، وفى حالة استمرار ارتفاع الضغط قد يؤدى ذلك إلى الإصابة بالأزمات القلبية أو السكتة الدماغية أثناء النوم أو الذبحة الصدرية، ويؤدى أحيانا إلى الوفاة أو أمراض الكلى أو ضمور الشرايين بالجسم، ولذا يسمى بالقاتل الصامت.
كما يضيف “الكدواني” أنّ 90 % من مرضى الضغط المرتفع لا يعرف سبب إصابتهم به حتى الآن موضحًا أن الضغط المرتفع نوعان:
النوع الأول: يصيب الإنسان مباشرة ويصبح ملازما له طيلة حياته، وذلك نتيجة عوامل كثيرة، مثل: العامل الوراثي أى التاريخ العائلى المرضى لأحد الأبوين، كأن يكون أحدهما مريضا بالقلب أو الشرايين أو الإفراط فى تناول الأملاح مثل: العادات الخاطئة فى شم النسيم، وتناول الأسماك المملحة، وهنا يصاب البعض بنزيف بالمخ بسبب ارتفاع ضغط الدم، أيضا كثرة التوتر والانفعالات والضغوط النفسية أو تقدم العمر.
ولكن من أهم أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الدم أسلوب الحياة الخاطئ الذى نعيشه الآن، واستخدام التكنولوجيا استخدام خاطئ والعادات غير الصحية فى تناول الغذاء وعدم ممارسة الرياضة ولاسيما رياضة المشي والتدخين وزيادة الوزن.
أما النوع الثانى فهو سلسلة من أمراض تسبب الضغط المرتفع مثل: مشاكل الغدة الدرقية عند حدوث قصور فيها أو ارتفاع الكوليسترول فى الدم أو ضيق فى الشريان الأورطي أو مرض السكري، حيث يغفل البعض من مرضى السكر عن الانتظام فى تناول الأدوية على مدار اليوم أو اتباع نظام غذائي صحى أو عدم ممارسة نشاط رياضي؛ يقلل تفاعل السكر فى الجسم، ومن ثم يسبب تراجعا فى معالجة الجلوكوز لإنتاج الطاقة اللازمة لأداء الأنشطة اليومية لأجزاء الجسم مما يؤدى لتراكم السكر فى الدم وبالتالى حدوث خلل بالدورة الدموية .
أيضا من الأمراض التى تسبب ارتفاع ضغط الدم هى أمراض الكلى، وتؤثر تأثيرا سلبيا على الجسم ولا سيما فى وقت الصيام نتيجة لعدم تناول الماء والسوائل الكافية للجسم على مدار16 ساعة صيام ..ونحن كأطباء دائما نحذر المرضى من الصيام حتى لا يؤدى لارتفاع ضغط الدم أو يؤثر على الكلى ويسبب الفشل الكلوي أو الإصابة بأمراض الكلى المزمنة مع ضرورة ضبط ضغط الدم لمنع المضاعفات.
ويضيف الدكتور أحمد أن هناك أمراضا يسببها ارتفاع ضغط الدم مثل: الجلطات والدوخة وأمراض الفشل الكلوي وتسمم الحمل والاعتلال البصري والسكتة الدماغية، والذبحة الصدرية، وهشاشة العظام، وضمور خلايا في المخ، واضطراب النوم، وهبوط فى القلب، وأورام المخ، وأورام الغدة النكافية.
أما عن عوامل الخطورة يضيف أنه غالبا ما يصاحب ارتفاع الضغط قصور فى الشريان التاجي، وقد يصيب الشخص باحتشاء عضلة القلب وحدوث سكتة قلبية فى حالة عدم علمه بأنه مريض ضغط مرتفع أو إهمال العلاج.
كما ينوه إلى أننا فى الماضى كانت الإصابة بضغط الدم المرتفع فى أعمار متقدمة أي فى سن الخمسين وما بعده، ولكن فى الآونة الأخيرة أصبح يصيب أعمار فى سن الـ40 ويرجع ذلك لأسباب كثيرة أهمها: الضغوط النفسية والعصبية وأسلوب الحياة الخاطئ الذى يؤدى إلى الإصابة بأمراض كثيرة، ولكن عندما يظهر فى الثلاثينات أو أقل، فهذا يكون نتيجة عيب خلقى فى الشرايين أو الشريان الأورطى أو فى الشريان المغذي للكلى، ويساعد فى ذلك عوامل كثيرة مثل: نمط الحياة غير الصحي، والتدخين وتلوث البيئة، وانتشار ظاهرة الشيشة.
وبما أن الوقاية خير من العلاج ينصح د. أحمد الكدواني لنجاح أي علاج للضغط المرتفع بأن يتعامل المريض بحرص مع علاج أي مرض مصاحب للضغط المرتفع مثل: السكر والكوليسترول فى الدم، والانتظام فى تناول الدواء والمتابعة المستمرة، والاكتشاف المبكر له يجنبنا مضاعفات خطيرة، وتغيير أسلوب الحياة سواء فى التغذية السليمة أو ممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين وإنقاص الوزن، وعمل متابعة طبية وخاصة بعد سن الأربعين؛ لعمل التحاليل اللازمة وإجراء رسم قلب بالمجهود لاكتشاف أي مرض مبكرا وعلاجه قبل تفاقم المشكلة.