18-5-2024 | 13:37
أحمد فاخر
مع تغير فصول السنة تظهر العديد من الأمراض على أعضاء جسم الإنسان، والأطباء يسمونها بالأمراض الموسمية التي تظهر في فصولها ، مثل: أمراض البرد والزكام والعظام في الشتاء، والتهابات الجهاز التنفسي في الربيع، والتهابات البشرة مع حرارة الشمس في فصل الصيف .
ومن الأمراض الأكثر انتشارا في الصيف أمراض العيون؛ حيث تزداد درجة الحرارة والمناخ الجاف فتحدث التهابات وحساسية وجفاف للعين وأمراض أخرى تصيب العين صيفا.
ولمعرفة مشكلات وأمراض العيون في فصل الصيف، أسبابها وعلاجها وكيفية الوقاية منها، التقت مجلة طبيبك الخاص مع أطباء علاج وجراحة العيون لمعرفة أسباب هذه الأمراض وكيفية تجنب الإصابة بها وعلاجاتها المختلفة.
يقول الدكتور عصام عبد الغفار أستاذ جراحة العيون: إن الالتهابات تنقسم إلى التهابات حساسية والتهابات ميكروبية ، وحساسية العين تصيب الإنسان نتيجة تفاعل العين لمؤثر إما أن يكون خارجيا أو داخليا، ومن المؤثرات الخارجية التي تسبب حساسية العين هي أشعة الشمس والأتربة وغيرها من العوامل البيئية التي يتعرض لها الإنسان في حياته العادية، كما أن هناك أنواعاً من القطرات التي تستخدم كعلاج للعين تحتوي على تركيبات أحياناً ما يكون المريض لديه حساسية تجاهها بشكل خاص، فعندما يستخدم تلك القطرات تسبب حساسية العين، بالإضافة لوجود الحساسية تجاه بعض مستحضرات التجميل المنتشرة في الأسواق، أما بالنسبة للمؤثرات الداخلية فأبرزها الإصابة بطفيليات في الجهاز الهضمي - وأغلب حالات الإصابة تكون بين الأطفال - مما ينعكس ذلك على العين، وفي تلك الحالات يكون العلاج مزدوجا ما بين العلاج من تلك الطفيليات مع علاج حساسية العين في الوقت نفسه.
وبشكل عام الشق الأول والأساسي في علاج أية حساسية هو البعد عن المؤثر سواء كان خارجياً أم داخلياً، لذلك يفضل تجنب أشعة الشمس المباشرة مع ارتداء النظارات الشمسية المعتمدة ، وليست النظارات الرخيصة التي تعتبر مجرد لون قاتم للعدسة ولا تعمل على امتصاص الأشعة الضارة للعين، مع تجنب القطرات ومستحضرات التجميل التي تسبب حساسية للعين حتى لو كانت باهظة الثمن، أما الشق الثاني فهو علاج الأعراض الموجودة بالعلاجات المختلفة حسب قوة الالتهاب.
وأشار الدكتور عصام إلى أن ارتفاع درجة الحرارة يكون سببا في تزايد إفراز مادة الهيستامين التي تحارب مسببات الحساسية والتي تؤدي إلى احمرار العين وتسبب الحكة وعدم القدرة على مواجهة الضوء، وكذلك نزول حمامات السباحة في الصيف سواء كانت نظيفة أو غير نظيفة لتعرض العين للكلور بحمام السباحة فتسبب حساسية للعين.
وهناك أنواع من القطرات يكتبها الطبيب لاستخدامها في حالات التهيج الشديد للعين، ويشعر المريض بعدها بالارتياح الشديد، مما يجعله يستخدمها بعد ذلك عند الحاجة، ولكن للأسف تلك الأدوية لها آثار جانبية يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع في ضغط العين دون أن يشعر المريض وهو ما يطلق عليه (المياه الزرقاء) ففي بعض الحالات المتأخرة يحتاج المريض لعلاج دوائي طوال العمر، لذلك ننصح دائماً بعدم تناول أية أدوية أو استخدام قطرات دون استشارة الطبيب المختص.
ويضيف الدكتور حازم حلمي مدرس جراحة العيون أن هناك أنواعاً مختلفة لحساسية العين منها ما يطلق عليه الأنواع الفصلية، وهي المرتبطة بتغيير الفصول وتزول بزوال السبب مثل الانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع وتفتح الزهور، مما يؤدي إلى انتشار حبوب اللقاح مع هبوب الرياح المتربة، وأيضاً أحياناً تحدث الإصابة عند الانتقال من فصل الصيف للخريف أيضاً، وحساسية العين مثل حساسية الجسم ، ولكن العين تختلف بأنها دائماً مفتوحة ويتم ترطيبها عن طريق الغدة الدمعية التي تعمل على إفراز السائل المائي (الدموع) عن طريق القناة الدمعية، والذي يقوم على تنظيف العين بشكل مستمر ومتكرر من كل الملوثات والأتربة التي تتعرض لها العين يومياً، بالإضافة إلى أن تلك الدموع تحتوي على مضادات حيوية تقتل الميكروبات الضارة، كما تحتوي مضادات التهاب تقيها من أنواع الالتهابات المختلفة، ولكن في مواسم الأتربة مثل رياح الخماسين في الربيع وما شابه نجد أن العين تلتهب أحياناً رغم عدم إصابتها بأي التهاب، وذلك يكون بسبب زيادة الأتربة والملوثات عن قدرة دموع العين على الوقاية، وتختلف الإصابة من شخص لآخر حسب الحالة واستعداد الجسم، فالنساء أكثر من الرجال وخاصة الحوامل منهن، وهناك أيضاً الحساسية المزمنة ، وهذا ما يطلق عليه الرمد الربيعي ، ويظهر عند الأطفال بصورة متكررة وعلى فترات متقاربة خلال العام، كما أنها أحياناً ترتبط بالحالة الجسمانية والعوامل المحيطة بالمريض فيمكن أن تظهر له مع تغيير مكان نومه أو إقامته أو عند سفره من مكان لآخر ، كما يمكن أن تظهر عند الإصابة بأدوار البرد، وذلك يحدث نتيجة الحساسية الشديدة للمناعة بالعين ، مما يجعل الجهاز المناعي يفرز الأجسام المناعية المضادة للمؤثر الخارجي بصورة دائمة، ونستمر في علاج تلك الحالة حتى يقل نسبياً نشاط الجهاز المناعي تجاه العين فتقل الإصابة بتلك الالتهابات ، وذلك يكون غالباً في سن 8 سنوات.
ولتجنب الإصابة بالحساسية ينصح الدكتور معتز حامد مدرس أمراض العيون بالاهتمام بنظافة العين بشكل دائم، فعند العودة إلى المنزل يفضل تنظيف العين من أية أتربة ملتصقة بها، وأسهل وسيلة للحفاظ على نظافة العين الوضوء، فأثناء الوضوء نقوم بغسل العين بالماء الجاري أثناء غسيل الوجه ، مما يزيل الأتربة منها، بالإضافة إلى استخدام النظارة الشمسية عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة، مع متابعة النشرة الجوية وتجنب الخروج من المنزل في فترات ارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة، كما يفضل عدم الإفراط في استخدام العطور بشكل مبالغ فيه ، ويجب إتباع الإرشادات عند المكوث لفترات طويلة أمام شاشات التليفزيون والكمبيوتر وذلك بإراحة العين عن طريق النظر كل 20 دقيقة لنقطة بعيدة تكون على مسافة 6 أمتار تقريباً ثم إغماض العين لمدة 20 ثانية، لأن الأشعة الصادرة من تلك الشاشات لها دور في إرهاق العين، وبالتالي الإصابة بالحساسية.
- أما عن الاحتياطات الواجب اتخاذها للوقاية من أمراض العيون في الصيف كما يؤكد الدكتور معتز فيجب الحظر الدائم من أشعة الشمس وتقليل التعرض لها للحفاظ على العين بلبس الأشياء الواقية من أشعة الشمس.
وكذلك ارتداء نظارات الوقاية الرياضية أثناء السباحة، وشرب كميات كافية من الماء، وتناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين A والغنية به .
- أما عن العلاجات المختلفة لأمراض العين في الصيف فيكون حسب التشخيص يتم تحديد نوع العلاج فتوجد القطرات الملطفة كبديل للدموع، وقطرات الحساسية .