25-1-2025 | 09:52
أحمد عبد العزيز
يعتبر عرق النسا من الأمراض التى تصيب العديد من الرجال على عكس ما يعتقد البعض بأنه مرض يُصيبُ النساء فقط و هو متعلق بالأعصاب أكثر منه بالأسباب العضوية، وممكن أيضا أن يصيب مختلف الأشخاص فهو لا يقتصر على الرياضيين وحدهم ، وقد تكون موجات البرد فى الشتآء سبباً فى الإصابة.
يقول الدكتور أشرف إسماعيل استشاري أمراض المفاصل والروماتيزم و العمود الفقري والطب الطبيعي: يعتبر عرق النسا عرضا و ليس مرضا و هو يتمثل فى الشعور بالألم بداية من مؤخرة الظهر إلى خلف الركبة و هو يحدث نتيجة اختلال أو التهاب فى العصب من أول منشأ الأعصاب فى الفقرات القطنية، ويصاحبه الشعور بالألم أثناء فحص مسار العصب ، وهو يعتبر من الأعراض التى تعالج بعلاج أسباب حدوثه سواء كان نتيجة ضغط على العصب أو شحم أو غضروف يضغط على العصب، وأيضا سواء كان نتيجة ورم أو تجمع دموى أو خراج، و يعتبر عرق النسا هو العصب الأكبر فى جسم الإنسان و الذي يمد الأعصاب للقدم من الخلف و باطن القدم، و نحن عندما نبدأ فى علاج هذا الأمر فإننا نعتمد أولا على علاج التورم الموجود حول العصب عن طريق مضادات الالتهابات سواء عادية أو عصبية، و أيضا استخدام بعض مسكنات الألم فالأهم هو علاج الألم حتى يعطى فرصة للعصب للشفاء بمفرده، و أحيانا نحتاج إلى طرق علاج أخرى مثل العلاج الطبيعى لبسط العضلات و إزالة التليف الموجود حول العصب و تحسين حركة الدورة الدموية لمكان التهاب العصب، و أيضا طريقة الحقن الموضعي للالتهابات العصبية ، و يكون حول الجذور العصبية التى خرجت من مكان الالتهاب وأيضا حقن محاور الأعصاب و حقن الرباط الخارجى للركبة أو الحقن داخل العصعص و الحقن عن طريق البلازما، و أيضا قد تتطلب بعض الحالات العلاج عن طريق التدخل الجراحى ،وهذا يحدث عندما نجد أنه لا توجد استجابة لطرق العلاج المختلفة المذكورة سابقا و أيضا مع استمرار الألم الشديد دون توقف.
و على جانب آخر نادرا ما تصيب التهابات عرق النسا السن الصغيرة فالأعمار المعرضة لذلك الأمر تتراوح ما بين 40 إلى 60 عاما مع الأخذ فى الاعتبار أن مرضى كبار السن يحتاجون إلى تعامل خاص مع هذا الأمر لأنه غالبا ما يصاحب الالتهابات هشاشة عظام، و هنا يتم أولا علاج الهشاشة و من ثم علاج الالتهاب، و هناك أيضا طرق وقاية يجب إتباعها وهى ضرورية جدا تأتى فى مقدمتها ممارسة الرياضة مع العلم أنه يجب التوقف عن الممارسة أثناء حدوث الالتهاب، لكن دون ذلك فالرياضة شىء مهم كثيرا، لأنه كلما اشتدت العضلات و قويت حدثت سهولة فى ارتجاع الغضروف إلى مكانه الطبيعى، و يقل الضغط على العصب مع تجنب أيضا الأوضاع الخاطئة أثناء استخدام مختلف الوسائل التكنولوجية كالمحمول والجلوس أمام الحاسب الآلى والتليفزيون و النوم على البطن.
و يوضح لنا الدكتور أحمد أبو عبلة أخصائى العظام: يعتبر عرق النسا من الأمراض المرتبطة بالأعصاب و هى عبارة عن التهاب فى العصب الموجود فى أسفل الظهر الذى يغذى الأرجل من الأسفل و هو له العديد من الأسباب أشهرها خلل فى الفقرات القطنية للظهر، و التى تضغط على جزء من الجذور أو مناشئ هذا العصب فيحدث التهاب على عصب عرق النسا وأيضا الالتهاب المباشر فى العصب نفسه نتيجة الأنفلونزا أو فعل حركات معينة لفترات طويلة أو بدون سبب واضح و الشائع أن يتعرض كبار السن لمثل هذا الأمر أى من بعد سن الأربعين تقريبا و بعد هذه السن تحدث بعض الخشونة فى الفقرات و تضيق القناة الشوكية أو قناة جذور الأعصاب فيضغط على العصب نفسه أما فى السن الصغيرة يكون غالبا بسبب مشاكل فى الغضروف فيضغط على العصب.
و تتمثل أعراض التهاب النسا فى شكوى المريض من ألم فى أعلى فقرة الظهر يمتد إلى أسفل الفخدة و الرجل، و هذا الألم يتسبب فى شعور المريض بسخونة شديدة و حرقان شديد فى هذه المنطقة و مع الفحص الطبى وهو هدفه معرفة السبب و من ثم تحديد طرق العلاج بناء على هذا السبب من الأسباب التى ذكرناها، و قد يحتاج الأمر فى بعض الحالات إلى عمل أشعة دقيقة و رنين مغناطيسى و العلاج إما أن يكون الاكتفاء بأخذ الأدوية و العقاقير اللازمة و المسكنة للألم مع أخذ بعض الفيتامينات المقوية للأعصاب و بالتأكيد مع أخذ الراحة النسبية و عدم رفع أشياء ثقيلة وعدم ممارسة الرياضة التى تحتاج إلى مجهود كبير و عنيف ، و أما الحالات التى تحتاج إلى تدخل جراحى سريع تكون عند شعور المريض بضغط على الغضروف فتتأثر الأعصاب فتؤثر بدورها على حركة القدم، و أيضا عدم التحكم فى البول و البراز و العمليات الجراحية تهدف إلى توسيع القناة حتى يسهل حركة العصب بلا ضغط عليه، أما إذا كان غضروفا فيتم إزالته بطريقة دقيقة و علاج خلل الفقرات أيضا فهى تختلف باختلاف الأسباب ،و نحن دائما ما نقول: الوقاية خير من العلاج خصوصا مع حالات كبار السن، و من ضمن هذه الإجراءات عدم التعرض للهواء البارد مع عدم الإجهاد الزائد لفترة طويلة و التعامل السريع عند الشعور بأى عرض من أعراض عرق النسا و الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج و أيضا تجنب القيادة لفترات طويلة.