السبت 20 سبتمبر 2025

أطفالنا‭ ‬والأمراض‭ ‬المعوية‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭!‬

أطفالنا والأمراض المعوية فى المدرسة

20-9-2025 | 10:47

أحمد عبد العزيز
مع‭ ‬بداية‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المدراس،‭ ‬ليس‭ ‬علينا‭ ‬فقط‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬من‭ ‬الفيروسات،‭ ‬بل‭ ‬علينا‭ ‬الانتباه‭ ‬من‭ ‬انتقال‭ ‬العدوى‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأمراض‭ ‬للطفل‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬إذ‭ ‬تظلّ‭ ‬مشكلة‭ ‬انتقال‭ ‬العدوى‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬مختلفة‭ ‬هاجسا‭ ‬يؤرق‭ ‬كل‭ ‬أم‭ ‬وأب‭ ‬وأسرة‭ ‬مصرية،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭ ‬نتعرف‭ ‬معا‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنتقل‭ ‬بالعدوى‭ ‬وأهمها‭ ‬الأمراض‭ ‬المعوية‭ ‬وطرق‭ ‬الوقاية‭ ‬منها‭. ‬ فى‭ ‬البداية‭ ‬يرى‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬جلال‭ ‬فهمى‭ ‬استشاري‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬أن‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬وعودة‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة،‭ ‬تزداد‭ ‬فرص‭ ‬تعرضهم‭ ‬للإصابة‭ ‬ببعض‭ ‬الأمراض‭ ‬المعوية‭ ‬التي‭ ‬تنتشر‭ ‬بسهولة‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬المزدحمة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬ضعف‭ ‬الوعي‭ ‬الصحي‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الطلاب،‭ ‬وتشير‭ ‬الدراسات‭ ‬الطبية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬صحة‭ ‬الأطفال‭ ‬داخل‭ ‬المدارس‭ ‬هي‭ ‬الأمراض‭ ‬المعوية‭ ‬المعدية‭ ‬التي‭ ‬تنتقل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الطعام‭ ‬أو‭ ‬الشراب‭ ‬الملوث‭ ‬أو‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالنظافة‭ ‬الشخصية‭. ‬ ويشير‭ ‬أحمد‭ ‬جلال‭ ‬فهمي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أبرز‭ ‬الأمراض‭ ‬المعوية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنتشر‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الآتي‭: ‬ ‭- ‬الإسهال‭ ‬المعدي‭:‬‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأمراض‭ ‬انتشارًا‭ ‬بين‭ ‬التلاميذ،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬بسبب‭ ‬تلوث‭ ‬الأيدي‭ ‬أو‭ ‬تناول‭ ‬أطعمة‭ ‬مكشوفة‭.‬ ‭- ‬التسمم‭ ‬الغذائي‭:‬‭ ‬يظهر‭ ‬نتيجة‭ ‬تناول‭ ‬وجبات‭ ‬ملوثة‭ ‬بالجراثيم‭ ‬أو‭ ‬البكتيريا‭ ‬مثل‭ ‬السالمونيلا،‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬قيء‭ ‬وآلام‭ ‬حادة‭ ‬في‭ ‬البطن‭.‬ ‭-‬‭ ‬التيفوئيد‭:‬‭ ‬مرض‭ ‬بكتيري‭ ‬ينتقل‭ ‬عبر‭ ‬المياه‭ ‬أو‭ ‬الأطعمة‭ ‬غير‭ ‬النظيفة،‭ ‬ويصاحبه‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬واضطرابات‭ ‬هضمية‭.‬ ‭- ‬الديدان‭ ‬المعوية‭:‬‭ ‬مثل‭ ‬الديدان‭ ‬الدبوسية‭ ‬أو‭ ‬الأسطوانية،‭ ‬والتي‭ ‬تنتقل‭ ‬بسهولة‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭ ‬نتيجة‭ ‬قلة‭ ‬غسل‭ ‬اليدين‭ ‬أو‭ ‬مشاركة‭ ‬الأدوات‭ ‬الشخصية‭.‬ ‭- ‬التهاب‭ ‬المعدة‭ ‬والأمعاء‭ ‬الفيروسي‭:‬‭ ‬ينتشر‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬التجمعات‭ ‬المدرسية،‭ ‬ويسبب‭ ‬الإسهال‭ ‬والقيء‭ ‬وفقدان‭ ‬الشهية‭.‬ ويوضح‭ ‬أن‭ ‬احتمالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بالأمراض‭ ‬المعوية‭ ‬المعدية‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬منها‭: ‬ضعف‭ ‬التهوية،‭ ‬والاكتظاظ‭ ‬داخل‭ ‬المدارس،‭ ‬وعدم‭ ‬التزام‭ ‬بعض‭ ‬أماكن‭ ‬بيع‭ ‬الطعام‭ ‬بالمعايير‭ ‬الصحية،‭ ‬ومشاركة‭ ‬الأدوات‭ ‬الشخصية‭ ‬بين‭ ‬الطلاب،‭ ‬وإهمال‭ ‬غسل‭ ‬الأيدي‭ ‬قبل‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬وبعد‭ ‬استخدام‭ ‬الحمام،‭ ‬وتناول‭ ‬وجبات‭ ‬سريعة‭ ‬أو‭ ‬مكشوفة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المدرسة‭.‬ وحول‭ ‬طرق‭ ‬الوقاية،‭ ‬يؤكد‭ ‬د‭. ‬أحمد‭ ‬جلال‭ ‬فهمي‭ ‬أنها‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬الآتي‭: ‬ ‭- ‬النظافة‭ ‬العامة‭:‬‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتوعية‭ ‬الطفل‭ ‬بأهمية‭ ‬غسل‭ ‬الأيدى‭ ‬واستخدام‭ ‬المطهرات‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬الطعام‭ ‬وعند‭ ‬استخدام‭ ‬دورات‭ ‬المياة‭ .‬ ‭- ‬الفحوص‭ ‬الدورية‭:‬‭ ‬إجراء‭ ‬الأسرة‭ ‬لكشف‭ ‬طبي‭ ‬منتظم‭ ‬على‭ ‬الأبناء‭ ‬للكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬عدوى‭.‬ ‭- ‬التغذية‭ ‬السليمة‭:‬‭ ‬الإهتمام‭ ‬بتقديم‭ ‬وجبات‭ ‬صحية‭ ‬ونظيفة‭ ‬للأبناء‭. ‬ كما‭ ‬تقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬آمال‭ ‬التهامي‭ ‬استشاري‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬إن‭ ‬الأطفال‭ ‬قد‭ ‬يتعرضون‭ ‬لمختلف‭ ‬الأمراض‭ ‬البكتيرية‭ ‬والفيروسات‭ ‬ونزلات‭ ‬البرد‭ ‬والحمى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإختلاط‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬أحياناً،‭ ‬وهذا‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬اكتمال‭ ‬نظام‭ ‬المناعة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السن‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬مقاومة‭ ‬كافية‭ ‬لتلك‭ ‬الأمراض‭ ‬في‭ ‬الجسم‭.‬ لذلك‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعى‭ ‬ما‭ ‬وسائل‭ ‬انتقال‭ ‬تلك‭ ‬الأمراض‭ ‬للطفل،‭ ‬وهنا‭ ‬تذكر‭ ‬آمال‭ ‬التهامي‭ ‬أن‭ ‬الإختلاط‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬انتقال‭ ‬العدوى‭ ‬والبكتيريا‭ ‬من‭ ‬طفل‭ ‬لآخر،‭ ‬وإن‭ ‬مختلف‭ ‬الأمراض‭ ‬وخاصة‭ ‬الجلدية‭ ‬تنتقل‭ ‬أحياناً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دورات‭ ‬المياه،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬التنويه‭ ‬على‭ ‬طفلك‭ ‬عند‭ ‬استخدام‭ ‬المرحاض‭ ‬وضع‭ ‬المناديل‭ ‬على‭ ‬حواف‭ ‬قاعدة‭ ‬المرحاض‭ ‬وعند‭ ‬الانتهاء‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬الصابون‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬أدوات‭ ‬تنظيف‭ ‬خاصة‭ ‬به‭ ‬وألا‭ ‬يتبادل‭ ‬أدواته‭ ‬مع‭ ‬طفل‭ ‬آخر‭.‬ وتحذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬الاغتسال‭ ‬بعد‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭ ‬المليء‭ ‬بالأتربة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬الترفيه‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬حيث‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬الطفل‭ ‬للإصابة‭ ‬ببعض‭ ‬الأمراض‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬الجدري‭ ‬المائي‭ ‬وهو‭ ‬مرض‭ ‬يصيب‭ ‬الطفل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬السعال‭ ‬أو‭ ‬العطس‭ ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬مرض‭ ‬النكاف‭ ‬والذى‭ ‬قد‭ ‬يسبب‭ ‬انتفاخا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬الغدة‭ ‬اللعابية‭ ‬وأيضا‭ ‬مرض‭ ‬السعال‭ ‬الديكي،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬شديد‭ ‬العدوى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التلامس‭ ‬المباشر‭ ‬لإفرازات‭ ‬الأنف‭ ‬والبلعوم‭ ‬للمصاب‭ ‬به‭.‬ وتناشد‭ ‬آمال‭ ‬التهامي‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬الإهتمام‭ ‬بتلقى‭ ‬الأطفال‭ ‬كافة‭ ‬التطعيمات‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬تنوه‭ ‬عنها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬الى‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬الدراسى‭. ‬ وتقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬أماني‭ ‬عبد‭ ‬المقصود‭ ‬استشاري‭ ‬أمراض‭ ‬الكبد‭ ‬والباطنة‭: ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإهتمام‭ ‬بتقوية‭ ‬مناعة‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأغذية‭ ‬الصحية‭ ‬والعادات‭ ‬السلوكية‭ ‬السليمة‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬الدراسى،‭ ‬وذلك‭ ‬وقاية‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬العدوى‭ ‬بأى‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المدرسة،‭ ‬و‭ ‬تذكر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬حشرات‭ ‬الشعر‭ ‬وهى‭ ‬حشرات‭ ‬صغيرة‭ ‬جدًا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬فروة‭ ‬الرأس‭ ‬وتضع‭ ‬بيضها‭ ‬فيه‭ ‬وتنتقل‭ ‬هذه‭ ‬الحشرات‭ ‬بين‭ ‬الأطفال؛‭ ‬لتسبب‭ ‬حكة‭ ‬بفروة‭ ‬رأسهم،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬التهاب‭ ‬اللوزتين‭ ‬وهو‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يصيب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬المدرسة‭ ‬نتيجة‭ ‬العادات‭ ‬الخاطئة‭ ‬مثل‭: ‬تناول‭ ‬المشروبات‭ ‬الساخنة‭ ‬أو‭ ‬الباردة‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬أو‭ ‬ارتداء‭ ‬ملابس‭ ‬ثقيلة‭ ‬ثم‭ ‬التعرض‭ ‬بعدها‭ ‬للهواء‭ ‬ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬إرشاد‭ ‬أطفالهم‭ ‬بمختلف‭ ‬الإجراءات‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتخذها‭ ‬كل‭ ‬ولى‭ ‬أمر‭ ‬ونذكر‭ ‬منها‭: ‬على‭ ‬الأم‭ ‬أن‭ ‬تثقّف‭ ‬أولادها‭ ‬حول‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يصابوا‭ ‬بها،‭ ‬وأن‭ ‬تشرح‭ ‬لهم‭ ‬أسبابها‭ ‬وكيفية‭ ‬عمل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬اللازمة‭ ‬لمنع‭ ‬إصابتهم‭ ‬بها،‭ ‬والتأكد‭ ‬بنفسها‭ ‬من‭ ‬نظافة‭ ‬أدواتهم‭ ‬الدراسية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬غسلها‭ ‬بالصابون‭ ‬المطهر‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬ومنتظم‭ ‬والاهتمام‭ ‬والعناية‭ ‬بنظافة‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬والأحواض‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬الطفل‭ ‬لغسل‭ ‬يديه،‭ ‬وأخيرا‭ ‬ضرورة‭ ‬إبلاغ‭ ‬مدرس‭ ‬الفصل‭ ‬وإدارة‭ ‬المدرسة‭ ‬عند‭ ‬إصابة‭ ‬الطفل‭ ‬بمرض‭ ‬معين‭ ‬لاتخاذ‭ ‬اللازم‭ ‬لسلامة‭ ‬الأطفال‭.‬