13-12-2025 | 10:46
أحمد فاخر
يشهد فصل الشتاء ازدياد حالات الإصابة بالنوبات القلبية سواء الذبحة الصدرية أو الجلطة في القلب، لدرجة أنه حين يشعر أي منا بنغزة بسيطة في صدره تنتابه الوساوس بحدوث مشكلة ما بالقلب، مما قد يؤثر على حياته وحالته النفسية، نعرضُ في السطور المقبلة رأي أطباء القلب لنعرف منهم طرق الوقاية من هذه النوبات الخطيرة فى هذا الفصل.
فى البداية يقول الدكتور حامد محمد عثمان أستاذ الباطنة والقلب: تعرف شرايين القلب التاجية بأنها شرايين تقوم على تغذية عضلة القلب، وعدد الشرايين التاجية اثنان هما: شريان أيمن وشريان أيسر، ويخرجان من الشريان الأورطي، ويلتفا حول القلب من الجانبين، ثم يتفرع منهما تفرعات صغيرة فأصغر لتغذية عضلة القلب بالكامل، ويحدث مرض شرايين القلب التاجية نتيجة حدوث تصلب في شريان من الشرايين التاجية، وهذا يعني أن يصبح الشريان أقل مرونة فتتسرب كل من الدهون والألياف داخله مما يؤدي إلى ضيق أو انسداد به فيعيق ذلك حركة الدم، ويظهر ذلك المرض إما على شكل (ذبحة صدرية) أو (جلطة القلب).
ويرى أستاذ الباطنة والقلب أن هناك نوعين من الأسباب للإصابة بالشريان التاجي.
أولاً: أسباب لا يمكن التحكم فيها مثل: الإصابة بالشيخوخة خاصة بعد سن 65، والوراثة، ونوع الشخص المصاب، فنسبة الإصابة عند الذكور أكثر من الإناث خاصة قبل سن انقطاع الطمث، وذلك بسبب وجود هرمون الأستروجين عند المرأة والذي يحميها بقدر كبير من أمراض الشريان التاجي.
ثانياً: أسباب يمكن التحكم فيها مثل: التوقف عن التدخين بأنواعه، وعلاج الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكر والارتفاع في مستويات الدهون الثلاثية والإصابة بالسمنة.
ويذكر الدكتور حامد محمد عثمان أن نسبة الإصابة بأمراض الشرايين التاجية تتضاعف كلما زادت عند الإنسان تلك العوامل المؤدية للمرض، فإذا كان الإنسان مدخناً فإن خطر الإصابة تكون الضعف مقارنة بغير المدخن، وإذا كان الإنسان مصابا بارتفاع ضغط الدم إضافة إلى أنه مدخن، يكون خطر الإصابة عنده أربعة أضعاف الخطر عند الإنسان العادي غير المدخن.
أما عن أعراض الإصابة بالشريان التاجي فيوضح الدكتور أحمد بدوي عيسى استشاري أمراض القلب أن المريض يمكن أن يشعر بثقل أعلى القفص الصدري وأحياناً يمتد لأعلى ليصل إلى الكتف الأيسر ويحدث ذلك عند قيامه بمجهود عادي مثل: صعود السلالم أو المشي، ويستمر لفترة قصيرة وينتهي بانتهاء المجهود، ولكنه يعود مرة أخرى مع تكرار المجهود، ويطلق على ذلك: ذبحة صدرية مستقرة..
يضيف استشاري أمراض القلب: لكن عندما يشعر الإنسان بنفس الأعراض مصاحبة لمجهود بسيط مثل: تناول الطعام أو ارتداء الملابس يكون ذلك أشد وطأة ويسمى بالذبحة الصدرية غير المستقرة، وبشكل عام نقول إن الذبحة الصدرية تعتبر عرضا لقصور الشريان التاجي وليست مرضاً، كما أنه في أحيان كثيرة خاصة عند النساء وكبار السن ومرضى السكر تظهر أعراض الشريان التاجي بشكل غير واضح، حيث يشعر المريض بضيق تنفس وإحساس دائم بالتعب والإرهاق واضطرابات في ضربات القلب مع عدم تحمل أقل مجهود، كما يمكن أن يؤدي ذلك أحياناً للوفاة، وعندما تزيد مدة الإصابة بالذبحة لمدة طويلة دون علاج يزيد ذلك من مخاطر الإصابة بجلطة قلبية، وهي تتمثل في شعور المريض بثقل وألم شديد بمنتصف الصدر لمدة طويلة تصل إلى 20 دقيقة أو أكثر يمتد للذراعين والعنق والفكين ويزيد ليصل إلى الجزء الأعلى من الظهر، وفي بعض الحالات يصاحب ذلك صعوبة في التنفس وزيادة سرعة نبضات القلب.
ويوضح الدكتور ياسر النحاس استشاري جراحة القلب بأن الطبيب يلجأ لبعض الفحوص لتشخيص الحالة، وذلك بعمل تخطيط عادي للقلب (رسم قلب) وفحص بالموجات فوق الصوتية (إيكو القلب)، وعمل موجات صوتية على القلب بالمجهود سواء كان بالطريقة العادية وذلك بعد جعل المريض يمشي أو يجري على سير متحرك أو بالطريقة الدوائية وهي تركيب محلول عن طريق الوريد يعمل على زيادة ضربات القلب للمريض ليعطينا نتائج قريبة من قيامه بمجهود فعلي، كما يمكن أن يلجأ الطبيب إلى عمل مسح ذري أو أشعة مقطعية أو قسطرة تقليدية وهي تصوير الشرايين التاجية بالأشعة السينية، وهناك الكثير من الأدوية لعلاج الذبحة الصدرية، وإذا تكرر الشعور بالألم قد يحتاج المريض إلى عملية لتوسيع الشريان التاجي ببالون أو عملية لتوصيل الشرايين التاجية، أما في حالة الإصابة بجلطة قلبية فيجب نقل المريض لأقرب مستشفى في أقل وقت ممكن، لأن عامل الوقت مهم جداً بالنسبة لحياة المصاب بجلطة القلب، ويدخل غرفة العناية المركزة لمدة يوم أو يومين لاتخاذ اللازم، ويظل في المستشفي ما يقرب من أربعة إلى سبعة أيام، وإذا ظل يشعر المريض بآلام في الصدر قد يلجأ الطبيب إلى عمل فحوص أخرى مثل قسطرة للقلب، ويحتاج معظم المرضى بعد الخروج من المستشفى إلى بعض الأدوية التي يمكن أن يستمروا عليها لفترة طويلة ، ويعود المريض للحياة الطبيعية خلال ستة أسابيع مع اتباع الإرشادات التي تجنبه الإصابة مرة أخرى.
يوجه الدكتور ياسر النحاس عدة نصائح إلى القراء للوقاية من النوبات القلبية خاصة كبار السن حيث يطالبهم بتوخي الحذر دائماً وتجنب عوامل الإصابة بالشريان التاجي، وذلك بالابتعاد عن التدخين بشكل كامل، فالتدخين هو أكبر عدو للقلب، كما يجب التقليل من الدهون في الأكل الذي يزيد من نسبة الكوليسترول في الدم، وتناول الكثير من الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة، والخضراوات التي تحتوي على كل من فيتامين (أ) و(هـ) مثل: الخس والجزر والخيار والطماطم، ومحاولة ممارسة رياضة يومية حتى لو كانت بسيطة كالمشي أو السباحة وذلك للمحافظة على الوزن وعدم الإصابة بالسمنة، وإذا كنت مريض سكر أو ضغط فيجب الانتظام في الأدوية الخاصة بكلا المرضين مما يساعد في استقرار الحالة الصحية للجسم بشكل عام، وأخيراً يفضل لنا جميعاً تجنب الانفعال والضغط النفسي بقدر الإمكان.