السبت 1 يونيو 2024

ما هو النذر وما حكمه في الإسلام؟.. الإفتاء تجيب

حكم النذر في الإسلام

دين ودنيا24-9-2021 | 19:35

دنيا ممدوح

هناك العديد من الأشياء نفعلها، والعديد من الأقوال نقولها، ونحن لا نعلم إنها حرام، ولا نعلم ما حكم هذه الأفعال في الإسلام، فهناك العديد من الأشياء التي نهى الإسلام من فعلها أو قول بعض الاقاويل؛ لأنها حرام في ديننا الإسلامي، ومن هذه الأشياء هي النذر.

النذر

النذر هو أن يشترط الإنسان على الله، ويأتي هذا الاشتراط على هيئة مقولة «يقول الإنسان لئن شفاني الله تعالى لأفعل كذا، أو لئن حقق لي هذا المطلب، لفعلت كذا وكذا»، فهذا فعل مكروه في الإسلام؛ لأن ذلك نوع من أنواع الاشتراط على الله -عز وجل-.

حكم النذر في الإسلام

وقالت دار الإفتاء، إنه يختلف حكم النذر قبل التلفظ به عن حكمه بعد التلفظ به، وتفصيل ذلك فيما يلي: أولًا: حكم النذر قبل التلفظ به: أي قبل أن يتلفظ به المكلف، فالحكم الشرعي هنا هو الكراهة؛ لأن المسلم لا ينبغي له الاشتراط على الله حتى يتقرب إليه، وإنما يفعل ذلك البخلاء؛ لحديث ابْن عمر -رَضِيَ اللهُ -عَنْهُمَا قال: نَهَى النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ: «إِنَّهُ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ البَخِيلِ».

وأضافت: ثانيًا: حكم النذر بعد التلفظ به، أي بعد أن يفعله المكلف وينطق به، فالحكم الشرعي هو وجوب الوفاء بمعنى أنه يجب على المسلم الوفاء بنذره، وقد امتدح الله تعالى الموفين بنذرهم؛ فقال تعالى: «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا»، بل أمر -الله تعالى- أمرًا جازمًا بالوفاء بالنذر؛ فقال تعالى: «وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ».

ومن جانبه قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الله -عز وجل- أمر بالوفاء بالنذر، فإذا ما نذر الإنسان شيئًا فقد ألزم نفسه به وعليه الوفاء بما نذر؛ مستشهدًا بقول الله عز وجل: «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ»، وبقول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث عن السيدة عائشة -رضي الله- عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ».

وأضاف شلبي وذلك إذا كان في مقدور الإنسان الوفاء بما نذر، وإلا فلا؛ لقوله تعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُسَمِّهِ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَا يُطِيقُهُ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ».